أسرار السفاح "الأفعى".. قاتل البيكيني صاحب الـ20 جريمة
حياة غريبة تلك التي عاشها القاتل السفّاح الفرنسي شارل سوبراج المسؤول عن سلسلة من الجرائم في مختلف أنحاء آسيا في سبعينيات القرن الماضي.
أشاع الرعب في النفوس وارتكب مجموعة من الجرائم المروعة، ثم قضى حياته بشكل هادئ كأن شيئا لم يكن.
لم يكن جوزف نايثان يتوقع أن يحقق أبرز سبق صحفي في حياته عندما قصد أحد كازينوهات العاصمة النيبالية كاتماندو، لكنّ شارل سوبراج المطلوب من الشرطة، كان هناك أيضاً، أمامه، يلعب الباكارات بكل هدوء.
ما كان من الصحفي عندها إلا أن رسم خطة محكمة لتطويق سوبراج ومراقبته.
يروي الصحفي لوكالة الأنباء الفرنسية: "كان يبدو رجلاً عجوزاً. لَما كان ليثير اهتمام أحد. كان يبدو مسالماً". ويضيف: "لقد تعرفت عليه بفضل الحظ".
ويشرح المستشار التحريري لصحيفة "هيمالايان تايمز" وأحد مؤسسيها: "كان مدير الكازينو صديقاً لي، فراقبنا (سوبراج) معاً بواسطة كاميرا الأمن".
ويضيف: "خصصت مصوراً لمراقبته على مدار الساعة في الفندق الذي كان يقيم فيه، وكان فندقاً رخيصاً. كل مساء، كان يلعب الباكارات في الكازينو".
وبدأ سوبراج، وهو مواطن فرنسي من أم فيتنامية، يسافر إلى دول في مختلف أنحاء العالم في مطلع سبعينات القرن العشرين حتى استقر في العاصمة التايلاندية بانكوك.
قاتل البيكيني
وارتبط اسم شارل سوبراج الذي أطلقت عليه تسميه "قاتل البيكيني" بنحو عشرين جريمة قتل.
وجرى توقيفه في الهند عام 1976، وأمضى 21 عاماً وراء القضبان تخللتها عملية هروب عام 1986 بعدما تمكّن من تخدير حرّاس سجنه. وأعيد توقيفه في ولاية جوا الهندية.
وأفرج عن سوبراج عام 1997، فأقام في باريس، لكنه ظهر مجدداً في نيبال عام 2003 إذ كان يعتقد أن ذمته بُرئت.
لكنه كان لا يزال مطلوباً لقتله اثنين من الرحالة في عام 1975 ، وهناك تعرف عليه جوزف نايثان، مع أنه لم يكن يعتمر قبعته الشهيرة.
ممثل بوليوودي؟
وإضافة إلى استعانته بمصوّر وضعه في مبنى الكازينو لمراقبة سوبراج، نجح الصحفي في الحصول من مدير الفندق على نسخة من جواز سفر سوبراج، رغم أنه كان مسجلاً باسم مستعار.
ويتذكر جوزف نايثان: "في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر، تبعته إلى دورات المياه، وسألته عما إذا كان هو شارل سوبراج".
ويضيف نايثان: "أجابني: (هل هو ممثل بوليوودي؟). وعرفت عندها أنه هو. وفي الليلة نفسها، كتبت المقال لصحيفة (هيمالايان تايمز)، وفي اليوم التالي أوقفته الشرطة في الكازينو".
وأطلق سراح سوبراج (78 عاما) الجمعة لأسباب صحية ورُحَّلَ إلى فرنسا.
ويرى الصحفي أن القرار الذي اتخذته المحكمة العليا النيبالية عادل.
ويضيف: "حان الوقت للإفراج عنه لأنه أنهى أصلاً مدة عقوبته وفقاً للقانون النيبالي".
ومع ذلك، مثل الشخصيات الأخرى التي تضمنها مسلسل "ذي سيربنت" (الأفعى)، لم يكن نايثان راضياً عن هذا العمل من "نتفليكس" عن حياة القاتل السفّاح.
ويقول نايثان: "لقد كان سبقاً صحفياً ضخماً، لكنّ (نتفليكس) غيرت اسم جريدتنا في مسلسلها الصغير. فكرنا في مقاضاة المنصة".