تخطى «العلامة الكاملة».. COP28 يحصد تقييما مذهلا في نقاشات «دافوس»
حصدت النتائج التي توصل إليها مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات تقييما مذهلا تخطى "العلامة الكاملة" خلال جلسة خاصة بتطورات المناخ، جرت ضمن فعاليات متخصصة على هامش منتدى "دافوس" 2024.
فعلى هامش المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2024"، استضافت شبكة CNBC الأمريكية عددا من الخبراء في جلسة حوارية بعنوان "مؤتمر المستقبل المستدام"، أدارها المذيع بالشبكة "دان مورفي".
واستضاف "مورفي" بهذه الجلسة للحديث عن COP28، بدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية لدى قمة COP28، ودانييل ف. فيلدمان الشريك في "كوفينغتون" للمحاماة وكبير الموظفين والمستشار السابق لجون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، وراتشيل كايت الرئيسة المشاركة والمؤسسة لمبادرة "نزاهة أسواق الكربون التطوعية" (VCMI).
وارتكز "مورفي"، في الجلسة النقاشية، على التعرف على تقييم ضيوف الجلسة لمخرجات مؤتمر الأطراف COP28 بنسخته التي استضافتها دولة الإمارات في دبي، وما حققه من نتائج في سبيل الاستدامة والتحول للطاقة النظيفة، على أن يكون التقييم من 10، حسب رؤية كل ضيف.
بدر جعفر: 11 من 10
كان بدر جعفر أول المجيبين من ضيوف الجلسة الحوارية، الذي قال إنه مستعد لمنح COP28 درجة 11 من 10، مؤكدا أنه مقتنع بشكل إيجابي للغاية بمخرجات هذه القمة.
وأوضح: "مؤتمر COP28 بالنسبة لي، مثّل لحظة اجتمع فيها العالم للتوافق وإصدار (اتفاق الإمارات التاريخي) في أول تقييم عالمي على الإطلاق".
وأضاف: "شهد COP28 عددا من النتائج غير المسبوقة، بما في ذلك حقيقة أن هناك نحو 198 دولة اجتمعت معًا، للاتفاق كما ذكرتم بشأن التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري".
وتابع قائلا، إن اجتماع هذه الدول للاتفاق على عملية التحول تم في COP28، بطريقة منظمة وعادلة ومنصفة، نحو هدف صفر الانبعاثات، فضلا عن الاتفاق على مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة، ومضاعفة التكيف، مع نجاح المؤتمر في جمع 85 مليار دولار من التزامات التمويل الجديدة عبر نطاق أجندة عمل المناخ والطبيعة، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، فضلا عن مخرجات إيجابية أخرى على صعيد الصحة والتعليم.
وأوضح أن الكثير من الإنجازات المذكورة حدثت مع بداية المؤتمر ومع انطلاق اليوم الأول له، وأوضح: "بالنسبة لي، ما يمثله مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون هو سمة التشارك الشامل التي قام بتحديدها وتوضيحها الدكتور سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، الذي أدرك أننا لن نحقق تقدما كبيرا وحقيقيا إلا من خلال هذا التوجه الذي يشمل الجميع".
وأشار إلى أن هذه النقطة تأتي من ضمن النصائح التي قدمها COP28 للعالم، بأن القضايا الوجودية الكبرى مثل تغير المناخ والطبيعة، يمكن مواجهتها إذا تمكنا من الاجتماع معًا عبر القطاعات المختلفة والمناطق الجغرافية والمجتمعات الدولية كافة، وهذا ما تمكن مؤتمر COP28 من تحقيقه.
ودلل بدر جعفر على ذلك في حديثه بإشارته إلى بلوغ عدد ضيوف المؤتمر من الحاضرين لـ90 ألف مشارك، واصفا ذلك بالرقم القياسي في تاريخ مؤتمرات الأطراف، علاوة على المشاركة غير المسبوقة في COP28، من رؤساء الدول والوزراء وقادة الشركات والمؤسسات الخيرية والمجتمع المدني والشعوب الأصلية والشباب.
وأوضح: "لقد اجتمع هؤلاء معًا للبناءً على نقاط القوة الخاصة بكل منهم، وليس إلغاء أي منهم للآخر، بهدف تقديم إجراءات مناخية أكثر طموحًا، وهذا بالضبط ما عززه جدول أعمال COP28".
وقال جعفر: "رأينا نحو 1300 رئيس تنفيذي شاركوا في COP28 هذا العام، 40% منهم كانوا من دول مهمة في جميع أنحاء الجنوب العالمي، وبلغت نسبة التمثيل النسائي 40%، مع تغطية للقطاعات الصناعية بالكامل من الطاقة إلى التمويل ومن الفضاء إلى الموضة، فضلا عن 400 رئيس مؤسسة خيرية من أكثر من 40 دولة".
وأوضح: "شهد COP28 أول فرصة مشاركة على الإطلاق لقادة العمل الخيري المؤسسي جنبا إلى جنب مع قادة المناخ، وجرى حشد رأس المال الحكومي مع رأس المال التجاري ورأس المال الخيري".
واختتم جعفر كلمته بقوله إنه يؤمن بأن نجاح البعد الشامل في مؤتمر COP28، سيكون له تأثير يمتد صداه لمؤتمرات الأطراف القادمة COP29 وCOP30.
دانييل فيلدمان: COP28 نقطة تحول في التاريخ
من جانبه، قال دانييل ف. فيلدمان، إن "مؤتمر COP28 يستحق أن يحصد تقييما يقترب من 10 درجات بشكل كبير، ذلك إذا ما قارنا ما تحقق بالفعل، بما كانت تأمل رئاسة المؤتمر في تحقيقه وما يأملون أن يتم التوصل إليه من اتفاق تم التفاوض عليه".
وأكد فيلدمان أنه بالنظر أيضا لما كان مطلوبا لإحداث فارق، وما أحدثه إصدار التقييم العالمي، وما يطالبنا به العلم الآن، فإن مؤتمر COP28 ترك إرثا بين مؤتمرات المناخ، ومثل نقطة تحول في التاريخ كانت إيجابية بشكل عام.
وأشار فيلدمان أيضا في حديثه بالجلسة الحوارية، إلى أن COP28 أثار تساؤلا لدى الجميع في ظل ما حققه من نتائج، وهو "لماذا لم يحصل العالم على اتفاقية مثل تلك التي توصل لها المؤتمر في دبي قبل 30 عاما؟".
وقال: "ربما يكون الأوان قد فات، ولكن كان من المهم أن نحقق ذلك الآن".
وأوضح أنه من ضمن الدروس التي توصل لها العالم من مؤتمر COP28، أن نواصل مراقبة التنفيذ والتفعيل لما توصل له COP28 من اتفاقيات، وقال فيلدمان في هذا الصدد: "هذا ما يتعيّن علينا أن نقوم به، أن ننتقل من خطاب الالتزامات إلى التنفيذ الفعلي".
راتشيل كايت: العلامة الكاملة
في كلمتها خلال الجلسة الحوارية، قالت راتشيل كيت، إنه بالنظر لما تعهدت بتحقيقه دولة الإمارات، فإن مؤتمر الأطراف COP28 بدبي، استحق العلامة الكاملة دون شك في تقييمه بـ10 درجات من أصل 10.
وأوضحت: "أول 72 ساعة من مؤتمر COP28 شهدت الإعلان عن تعهد تلو الآخر، في كل مجال ممكن من مجالات العمل المناخي.. لقد اتضح جليا أن رئاسة المؤتمر، قامت بعمل جيد للغاية، بوضعها للغذاء والصحة على جدول الأعمال، مع تنوع التعهدات بشكل كبير، بما يشمل التبريد وغاز الميثان".
وأشارت راتشيل إلى أن COP28 سلط الضوء على أنه لا يزال المجتمع الحكومي حول العالم بحاجة لبذل مزيد من الجهود في تلبية متطلبات العلم فيما يخص عملية التحول، ووصفت ذلك بقولها إن COP28 قام بـ"سحب الضمادة" سريعا، كاشفا ما يتطلب الأمر معالجته على مستوى العالم في أزمة المناخ.
وأكدت راتشيل أيضا أنها تعتقد أن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لم يفوّت شيئا، ووفر لقاء أسهمت به كافة الدول، كما كشف عن أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لتحقيق مهمة التحول بالمستقبل.
وقالت، إن COP28 كشف للعالم عن ضرورة وجود اتفاق مالي، ومن دون هذا الاتفاق، سيكون من الصعوبة بمكان للأسواق الناشئة والاقتصادات النامية المساهمة بشكل فعال، وأن أهم ما قدمه المؤتمر من نصائح هو الانتقال من التعهدات إلى الالتزامات.