تتوافد نساء مكة المكرمة إلى الحرم المكي في يوم عرفة حتى منتصف ليلة العيد.
وتحافظ نساء مكة على هذه العادة المكية، فيما تعرف نساء مكة المكرمة بـ"مؤنسات الحرم".
ويسمى هذا اليوم باسم "الخُليف"، إذ تخلف النساء الرجال في الحرم بعد ذهابهم إلى المشاعر المقدسة.
ووفقا لـ"دارة الملك عبدالعزيز" فقد كان لنساء مكة المكرمة عادة منذ قديم الزمان أيام الحج، وتحديدا في يومي التروية وعرفة، والتي يطلق عليها "الخليف والقيس" حيث لا يبقى في هاذين اليومين غير النساء، وأن أي رجل يرينه في مكة يوبخنه، من خلال أغنيتهن المعروفة "يا قيس يا قيس.. قوم اذبح التيس، كل الناس حجوا وأنت ما حجيت".
أما في العصر الحاضر فتحرص النساء على إحياء عادة "الحليف والقيس" ولكن بطريقة متخلفة، فخلال يوم عرفة تبقى معظم أحياء مكة مثل: المسفلة، والمنصور، وجرول، والهجلة، وأجياد، ريع بخش، خالية تماماً من الحجيج، بحكم وجود الحجاج في المشاعر، حيث إن غالبية أهالي مكة المكرمة يعملون في الطوافة، وخدمة حجاج بيت الله منذ القدم، لذا فهم يغادرونها منذ اليوم الثامن من ذي الحجة، والذي يطلق عليه "يوم اليتيمة"، إذ تخلو مكة من غالبية الرجال من أرباب الأسر، فيما تحرص النساء على صيام اليوم التاسع من ذي الحجة، والإفطار في الحرم المكي، بعد أن يكن قد تجمعن منذ الصباح الباكر في يوم عرفة، في منزل العائلة، قبل أن يتوجهن إلى الحرم والبدء في الطواف، ثم افتراش ساحات الحرم، في انتظار أذان المغرب للإفطار.
كما يكتظ الحرم المكي بالسواد في يوم عرفة، بسبب امتلائه بالنساء، اللائي يقدمن وجبة الإفطار لزوار الحرم الصائمين، ومن ثم يؤدين صلاة المغرب والطواف حول الكعبة، ولا يخرجن إلا بعد صلاة العشاء.