عبدالعزيز المقالح.. "فارس المثقفين اليمنيين" يترجل عن جواده
لحظات حزن تعم اليمن بعد أن ترجل "فارس المثقفين" عبدالعزيز المقالح، عن جواده الاثنين في صنعاء، بعد 85 عاما من العطاء والإسهام الثقافي.
ويعد المقالح (1937-2022) أحد أبرز أدباء اليمن في القرن العشرين، إذ كان أثره على الحياة الأدبية والثقافية في البلاد لا مثيل له، كما يعد في مقدمة شعراء اليمن المعاصرين، وأحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث.
ونعت الرئاسة والحكومة اليمنية ومثقفون وأدباء وسياسيون، الأديب والشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح، الذي غيبه الموت بعد حياة حافلة بالعطاء تقلد خلالها مناصب حكومية عدة، منها رئيسا لجامعة صنعاء ومستشارا ثقافيا للرئيس اليمني الأسبق علي صالح.
من هو عبدالعزيز المقالح؟
ولد المقالح في بلدة "الصول" في محافظة إب (وسط اليمن) عام 1937، وفيها تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى صنعاء ودرس على يد كبار علمائها.
وحسب وزارة الثقافة اليمنية، في بيان، فقد تخرج المقالح عام 1960 من دار المعلمين، ثم غادر إلى مصر لمواصلة الدراسة، حيث حصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس عام 1977 وترقى إلى الأستاذية.
وأصدر المقالح الذي يعد من أبرز الأكاديميين ومن جيل الرواد الأوائل، 33 إصدارا أدبيا وشعريا وتاريخيا وفكريا، رفد بها المكتبة اليمنية والعربية، كما له المئات من الدراسات والأبحاث الأخرى المنشورة، ومئات التقريظات للعديد من الأعمال لمؤلفين وباحثين يمنيين وغير يمنيين، وفقا لذات البيان.
وعمل المقالح رئيسا لجامعة صنعاء منذ عام 1982 حتى عام 2001، ثم ترأس مركز البحوث والدراسات اليمنية، وأيضا ترأس المجمع اللغوي اليمني، وعضوا في المجمعين اللغويين بالقاهرة ودمشق، ومؤخرا مستشارا ثقافيا في رئاسة الجمهورية حتى وفاته.
وحصد المقالح العديد من الجوائز الإبداعية، وكُرّم في العديد من المحافل العربية والدولية، منها حصوله على جائزة الثقافة العربية من منظمة اليونسكو لعامي 2002 و2004، وجائزة الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية 2003.
وعلى مدى عقود من الزمن قاد المقالح القصيدة اليمنية إلى فضائها العربي، وبعلاقاته الأدبية الواسعة حول بلده إلى قبلة للأدباء والنقاد والأكاديميين، كما كُتبت عنه العشرات من الدراسات الأكاديمية وغير الأكاديمية التي تناولت إبداعه الأدبي والشعري خلالَ مسيرته العلمية.
فارس المثقفين
خيم الحزن على محبي الأديب اليمني، الذين تداولوا على نطاق واسع قصائده منها "سنظل نحفر في الجدار.. إما تركنا ثغرة للنور.. أو متنا على ظهر الجدار".
واعتبر اليمنيون رحيل المقالح "يوما حزينا" بعد أن غيَّب الموت "فارس المثقفين" وأحد رواد ثورة 26 سبتمبر التي أرست النظام الجمهوري، وهو ما أكده نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، خلال تعزيته الحارة برحيل الدكتور عبدالعزيز المقالح، لعائلته ومحبيه ولليمن كافة.
وقال صالح إن "الشاعر والأديب والإداري، الذي عاش تحولات الجمهورية ومواجهات أعدائها، عاش زهو انتصارات سبتمبر 62، ومات موجوعا بعودة أعدائها- إشارة لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا- رحل بجسده لكن إرثه سيبقى خالدا بخلود الثورة والجمهورية".".
في السياق، وصف رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، عبدالعزيز المقالح بـ"أديب وشاعر اليمن الكبير، والمناضل والمؤسس والرائد، وقارئ بيان ثورة الـ 26 من سبتمبر"، والذي شكلت حياته سفرا من الابداع الخالد والمسلك الوطني والإنساني الفريد، وكانت مواقفه الوطنية والنضالية إضاءة مهمة في تاريخ اليمن.
وقال البيان إن "رحيل المقالح يشكل خسارة عظيمة للوطن، الذي فقد أحد قادته الأفذاذ وشخصية بارزة لعبت دورا كبيرا ومؤثرا في تاريخ اليمن، وواحد من رجاله الاستثنائيين، وموسوعة فكرية وثقافية تميزت بالإبداع في كل المناصب والمهام التي تقلدها خلال سنوات عمله الثرية والطويلة".
وأضاف: "لقد ترك المقالح إرثا أدبيا كبيرا تغرف منه الأجيال المقبلة، وهو في إرثه سيظل حاضرا في ذاكرتنا وضميرنا، ويدفعنا أكثر من أي وقت للتمسك بوطننا وقيمه في الحرية والحفاظ على الثورة والجمهورية وإعلاء راية الوطن والانتصار للمواطن".
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز