عام ولم يشف الجرح.. أفغانستان عالقة بين دفاع بايدن ومخاوف الكونغرس
يعتزم البيت الأبيض توزيع مذكرة في الكونغرس الأمريكي تدافع عن قرار الرئيس جو بايدن بشأن سحب القوات من أفغانستان قبل عام.
وأفاد تقرير لموقع "أكسيوس" اليوم الأحد أن المذكرة تفيد بأن تحرك الرئيس بايدن عزز الأمن القومي من خلال إطلاق سراح عسكريين وأفراد مخابرات مهمين.
يأتي ذلك فيما حذر نواب جمهوريون اليوم من إمكانية استفادة روسيا والصين وإيران من جهود أفراد سابقين في أجهزة الأمن الأفغانية لديهم معرفة حساسة بكيفية سير العمليات الأمريكية وبقوا في البلاد بعد انتهاء عمليات الإجلاء الأمريكية، سواء عبر التجنيد أو الإكراه.
واعتبروا أن إدارة الرئيس بايدن أخطأت بعدم منحهم الأولوية خلال الإجلاء.
وقال الأعضاء الجمهوريون في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي في تقرير بمناسبة الذكرى الأولى لاستيلاء طالبان على كابول :"هذا الاستنتاج صحيح بشكل خاص نظرا إلى التقارير التي تفيد بأن بعض العسكريين الأفغان السابقين فروا إلى إيران".
- أفغانستان بين صورتين.. هكذا تبدلت المشاهد الصادمة خلال عام
وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن أخفقت في إعطاء الأولوية لإجلاء أفراد القوات الخاصة الأفغانية الذين دربتهم الولايات المتحدة وغيرهم من عناصر وحدات النخبة الأخرى أثناء عملية سحب القوات الأمريكية وعملية شابتها الفوضى لإجلاء الأجانب والأفغان المعرضين للخطر من مطار كابول الدولي في الفترة من 14 إلى 30 أغسطس/ آب 2021.
ولقي 13 جنديا أمريكيا حتفهم أثناء العملية كما تُرك مئات المواطنين الأمريكيين وعشرات الآلاف من الأفغان المعرضين للخطر لمصيرهم في البلاد بعد انتهاء الإجلاء.
ووصفت إدارة بايدن العملية بأنها "نجاح استثنائي" ساعدت على نقل أكثر من 124 ألف أمريكي وأفغاني إلى بر الأمان وأنهت حربا "لا نهاية لها" قتل فيها نحو 3500 من جنود الولايات المتحدة وحلفائها ومئات الآلاف من الأفغان.
لكن المئات من أفراد القوات الخاصة الذين دربتهم الولايات المتحدة وغيرهم من أفراد الأمن السابقين وعائلاتهم لا يزالون في أفغانستان وسط تقارير عن قيام طالبان بقتل وتعذيب مسؤولين أفغان سابقين، وهي مزاعم ينفيها المسلحون.
وقال التقرير الجمهوري، إن هؤلاء العسكريين السابقين "يمكن تجنيدهم أو إجبارهم على العمل لدى أحد خصوم أمريكا الذين يحتفظون بوجود في أفغانستان، مثل روسيا أو الصين أو إيران".
ووصف التقرير هذا الاحتمال بأنه "خطر كبير على الأمن القومي" لأن هؤلاء الأفغان "يعرفون التكتيكات والأساليب والإجراءات الخاصة بالجيش وأجهزة الاستخبارات الأمريكية".
وأغسطس/آب 2021 في أفغانستان لم يكن حلقة عادية في تعاقب الزمن، بل شكّل نقطة مفصلية تتقاطع عندها أحداث صادمة لا يزال صداها يتردد بالذاكرة الجماعية لساكني هذا البلد وللعالم.
أحداث رسمت منعطفا في تاريخ البلاد بإعادة سيطرة الحركة على الحكم، لتكتب ملامح مشهدين يتأرجحان بين تاريخين، وما بين المشهدين، تنساب فصول من معاناة السكان.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg
جزيرة ام اند امز