الدفاع الصاروخي.. استراتيجية ترامب لمواجهة إيران وكوريا الشمالية
استراتيجية الدفاع الصاروخي حددت بواعث القلق من القدرات العسكرية المتنامية لإيران وروسيا والصين، بخلاف جهود حماية أمريكا من صواريخ العدو
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استراتيجية أمريكية منقحة للدفاع الصاروخي تصف كوريا الشمالية بأنها ما زالت تمثل "تهديدا غير عادي"، وذلك بعد سبعة أشهر من إعلانه انتهاء التهديد الذي تمثله بيونج يانج.
وتمثل مراجعة استراتيجية الدفاع الصاروخي، التي حددت أيضا بواعث القلق من القدرات العسكرية المتنامية لإيران وروسيا والصين، فحصا شاملا لجهود حماية الولايات المتحدة من صواريخ العدو بما في ذلك السعي لتطوير أجهزة استشعار في الفضاء.
- ترامب: لن نسمح لإيران بتطوير صواريخ عابرة للقارات
- بومبيو: تعزيز إيران قدراتها الصاروخية تهديد للشرق الأوسط وأوروبا
وقال ترامب وهو يكشف عن التقرير بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): "هدفنا بسيط وهو ضمان أننا نستطيع رصد وتدمير أي صاروخ يطلق على الولايات المتحدة من أي مكان وفي أي وقت".
ولم يذكر ترامب في تصريحاته تهديد صواريخ كوريا الشمالية. لكن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان وصف صواريخ كوريا الشمالية بأنها "قلق كبير"، بل إن ما ورد في التقرير الخاص بالاستراتيجية الجديدة كان أشد قوة.
وقال التقرير: "رغم إمكانية وجود مجال جديد الآن للسلام مع كوريا الشمالية فإنها ما زالت تشكل تهديدا غير عادي وعلى الولايات المتحدة مواصلة توخي اليقظة".
وبالنسبة لترامب، الذي يحاول إحياء مساعٍ لإقناع بيونج يانج بالتخلي عن ترسانتها النووية، يعد توقيت صدور التقرير غريبا.
وقال شخص مطلع إن المسؤول الكوري الشمالي كيم يونج تشول، الذي يقود محادثات نزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة توجه إلى واشنطن الخميس، لإجراء محادثات مزمعة مع وزير الخارجية مايك بومبيو وربما مقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكتب ترامب على "تويتر" بعد القمة التي عقدت في يونيو/حزيران 2018: "لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية".
ترامب يحذر إيران
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حذرت إيران، الأسبوع الماضي، من إطلاق صواريخ إلى الفضاء، إلا أن مسؤولي طهران أعلنوا أنهم سيواصلون برامجهم الفضائية على الرغم من التهديدات الأمريكية، في ظل تقارير دولية عن استغلال إيران برامج الفضاء كستار لبرامج أسلحة الدمار الشامل، وعلى رأسها تطوير الصواريخ الباليستية.
وقال ترامب، أمس الخميس، إن اختبار إيران الفاشل لإطلاق مركبة فضائية قد يفيدها لتطوير صواريخ عابرة للقارات، وأضاف خلال كلمة له بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن بلاده لن تسمح لإيران بفعل ذلك.
وفشلت إيران، الثلاثاء، في وضع قمر صناعي في المدار بعد إطلاقه في عملية حذرت الولايات المتحدة طهران بشأنها، على ما أعلن وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي للتلفزيون الرسمي في إيران.
وقال جهرمي إن "الصاروخ الناقل للقمر الصناعي (بيام) قطع بنجاح المرحلتين الأولى والثانية، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى المرحلة الثالثة، وبالتالي لم يستقر في المدار".
وذهبت تقارير دولية إلى أن الإعلان عن إطلاق القمر الصناعي كان يستهدف التغطية على تجربة إطلاق صاروخ باليستي.
أجهزة استشعار في الفضاء
ستوصي الاستراتيجية المنقحة للدفاع الصاروخي بدراسة تقنيات تجريبية تشمل الاحتمالات الممكنة لنشر أسلحة في الفضاء ربما تكون قادرة على إسقاط صواريخ العدو، في عودة إلى مبادرة الرئيس السابق رونالد ريجان في الثمانينيات التي تعرف بـ"حرب النجوم".
كما تدعو الاستراتيجية لضخ استثمارات لنشر أجهزة استشعار في الفضاء يمكنها رصد وتعقب الصواريخ القادمة بشكل أفضل وربما تكنولوجيا السرعات التي تفوق سرعة الصوت وهو مجال حققت فيه الصين تقدما كبيرا.
وقال ترامب: "سنحمي الشعب الأمريكي من كل أنواع الهجمات الصاروخية.. في السابق كانت الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية شاملة للدفاع الصاروخي تمتد إلى ما وراء الصواريخ الباليستية. بموجب خطتنا هذا الأمر سيتغير".
وأضاف ترامب: "نحن ملتزمون بوضع برنامج للدفاع الصاروخي يمكنه حماية كل مدينة في الولايات المتحدة. ولن نساوم أبدا في حقنا في القيام بذلك".
وذكر ترامب القدرات الإيرانية تحديدا، وقال التقرير إن إيران تمتلك أكبر قوة للصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تضع أي قيود على تطوير دفاعاتها الصاروخية ضد "أي هدف لأمريكا.. سواء قبل الإطلاق أو بعده".
وأكد مسؤولون عسكريون أمريكيون طويلا أن الدفاعات الصاروخية الأمريكية مصممة بالأساس لصد هجمات من دول لديها ترسانات أسلحة أصغر، مثل كوريا الشمالية، التي يعتقد مسؤولون بالمخابرات الأمريكية أنها ما زالت تطور برنامجها النووي رغم وقفها عمليات إطلاق الصواريخ العام الماضي.
ويجادل مسؤولو البنتاجون بأن الدفاعات الصاروخية الأمريكية محدودة للغاية بدرجة لا تكفي للتصدي لضربة أولى على الأراضي الأمريكية من جانب قوة نووية كبرى مثل روسيا أو الصين. وبدلا من ذلك فإن واشنطن تأمل في ردع هذه الدول باستخدام الترسانة النووية الأمريكية.
وتعتبر روسيا تطوير الدفاع الصاروخي الأمريكي تهديدا لها. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمجلس الاتحادي في روسيا فيكتور بونداريف قوله بعد إعلان ترامب إن استراتيجية الدفاع الصاروخي الأمريكية الجديدة ستزيد من التوتر العالمي.
ولم تخفِ وزارة الدفاع الأمريكية قلقها من مواصلة بكين تطوير تكنولوجيا السرعات التي تفوق سرعة الصوت والتي ستزيد من صعوبة رصد وتدمير الصواريخ.