الانتصارات الانتخابية.. خطة طريق ومعضلة أمام الديمقراطيين بأمريكا
حقق الديمقراطيون فوزا انتخابيا كبيرا، بعدما اعتمدوا حملات ركّزت على القضايا المحلية، الأمر الذي يمنحهم خارطة طريق ومعضلة في آن واحد.
ومنحت الاستحقاقات المحلية، من كاليفورنيا إلى نيويورك، دفعة قوية للديمقراطيين بعد عام على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت ويندي شيلر أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون، إنّ "هذه الانتخابات وهذه الحملات وهؤلاء المرشحين والرسالة والنتائج، كلّها تختصر نموذجا يجب على الحزب الديموقراطي اتباعه من أجل استعادة" الأغلبية في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي في غضون عام.
واعتبرت، أنّ النتائج تظهر "رفضا واضحا للسياسات التي ينتهجها ترامب"، مشيرة إلى مشاركة قوية في العديد من المناطق التي لم تتألّق فيها الديمقراطية، كامالا هاريس، في العام 2024، وخصوصا في المقاطعات الريفية.
من جانبه، قال تود بيلت، أستاذ العلاقات العامة في جامعة جورج واشنطن، إنّ "حجم هذه النتائج كان غير متوقع"، معتبرا أنّ العديد من الناخبين أرادوا "إيصال رسالة تعكس عدم الرضا إزاء الطريقة التي يقود من خلالها ترامب" البلاد.
وانتُخبت الديمقراطيتان الوسطيّتان أبيغيل سبانبرغر، حاكمة لولاية فيرجينيا ومايكي شيريل حاكمة لولاية نيوجيرسي.
وتقع هاتان الولايتان على الساحل الشرقي وبينما لم يفز فيهما دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، إلا أنّه حقق تقدما فيهما مقارنة بانتخابات عامي 2016 و2020.
ووفق ويندي شيلر، فإنّ المرشّحتين "أظهرتا للديموقراطيين كيفية حشد قاعدتهم" الانتخابية، وهو المجال الذي يتفوّق فيه الرئيس الجمهوري عادة.
"فرق كبير"
في نيويورك، انتُخب زهران ممداني الذي يصف نفسه بأنه ديمقراطي اشتراكي رئيسا لبلدية المدينة متغلّبا على رئيس البلدية السابق الديمقراطي أندرو كومو الذي أعلن دونالد ترامب دعمه له.
ويأتي ذلك فيما وافق الناخبون في استفتاء في كاليفورنيا على إعادة رسم الخريطة الانتخابية، ردا على خطوة مماثلة قام بها الجمهوريون في ولايات أخرى.
وقال تود بيلت إنّ "من المهم أن نكتشف بالضبط ما الذي حفّز الناخبين"، على الرغم من أنّ من السهل في كثير من الأحيان المبالغة في تفسير نتائج هذه الانتخابات بعد عام من الانتخابات الرئاسية.
وأضاف "بشكل عام، ستكون الحالة الاقتصادية" وراء ذلك.
وفي ولايات فرجينيا ونيوجيرسي ونيويورك، وضع الديمقراطيون قضية كلفة المعيشة في صلب حملاتهم، على خلفية التضخّم المستمر.
وأشارت ويندي شيلر إلى أنّ رسائلهم بشكل عام لم تكن تهدف للوصول إلى المستوى الوطني، وكانت انتصاراتهم مبنية على أساس تواصل "تردّد صداه" لدى الناخبين على المستوى المحلي.
وأكدت أنّه "بناء على ذلك، هناك فرق كبير".
وأوضحت أنّه بينما سيواجه الديمقراطيون صعوبة كبيرة في الفوز عبر برنامج وطني "يساري جدا بالنسبة لبعض المناطق مثل فيرجينيا أو أجزاء من نيوجيرسي"، إلا أن بإمكانهم الفوز بواسطة مرشحين "يتحدثون عن الاقتصاد والوظائف والسكن والصحة" عبر تكييف رسالتهم مع دوائرهم الانتخابية المحلية.
"حرب أهلية"
وما زال يتعيّن معرفة إن كان الحزب سيكون موحّدا في استراتيجيته.
وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، قال تود بيلت: "لدينا البرنامج التقدمي" الذي يجسّده زهران ممداني في نيويورك، و"هناك البرنامج الأكثر اعتدالا" الذي تمثله بشكل كبير، أبيغيل سبانبرغر ومايكي شيريل.
وتوقع نوعا من "حرب أهلية داخل الحزب الديمقراطي بشأن المسار الذي يجب اتباعه في المستقبل".
في هذه الأثناء، قد يكون الحزب سعيدا لأنه نجح الثلاثاء، في محو جزء كبير من المكاسب التي حققها دونالد ترامب بين الناخبين من أصل إسباني وأفريقي أمريكي.
وبالنسبة لويندي شيلر، فإن "الدرس للديمقراطيين أيضا هو أن قضايا نهاية الشهر (القضايا الاقتصادية) هذه مهمة جدا للناخبين السود"، بينما أتت سياسة ترامب القمعية تجاه المهاجرين "بنتائج عكسية إلى حد ما على الجمهوريين" في بعض المناطق.
وبفضل هذه الانتصارات، يأمل الديمقراطيون في استعادة السيطرة على الكونغرس خلال عام. وتشير جميع المؤشرات إلى أن حالة الاقتصاد الأمريكي بحلول ذلك الوقت ستكون عاملا حاسما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg جزيرة ام اند امز