مظاهرات العراق.. قتيلان و200 مصاب وتنديد حقوقي
مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية تشهد مظاهرات شعبية واسعة طالب من خلالها المتظاهرون بالإصلاح والخدمات الرئيسية.
نددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق باستخدام القوات الأمنية العنف لتفريق المتظاهرين السلميين في بغداد والمحافظات الأخرى، للمطالبة بالإصلاح والخدمات.
وشهدت مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية مظاهرات شعبية واسعة طالب من خلالها المتظاهرون بالإصلاح والخدمات الرئيسية.
وأعلنت السلطات سقوط قتيلين و200 مصاب خلال الاحتجاجات، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن 3 قتلى.
ولا تزال المظاهرات مستمرة، حتى قرب منتصف الليل، رغم استخدام القوات الأمنية الرصاص الحي في تفريق المظاهرات وفرضها طوقا أمنيا شديدا حول تجمعات المتظاهرين في هذه المدن، وفق شهود.
وقال علي البياتي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، لـ"العين الإخبارية": "التجاوز على المتظاهرين واستخدام الغازات المسيلة للدموع والمياه الحارة والرصاص الحي مخالف لمعايير حقوق الإنسان، ولم تتوقف القوات الأمنية عند هذه الانتهاكات بل وصل بها الأمر إلى ملاحقة الصحفيين الجرحى داخل المستشفيات، وقد وصلتنا مناشدات كثيرة من قبل الإعلاميين بهذا الخصوص".
ولفت إلى أن أحد الإعلاميين اضطر إلى مغادرة المستشفى قبل أن يتلقى العلاج خشية تعرضه للاعتقال والملاحقة من قبل القوات الأمنية.
واعتبر البياتي تعامل القوات الأمنية العراقية مع المتظاهرين "اعتداءً سافرا وجريمة تحاسب عليها القانون، وهذه الاعتداءات بحسب قانون العقوبات العراقي ٤١٢ و٤١٣ جريمة جنائية، ومن يتحمل ما جرى من اعتداءات هو المسؤول الأول المتمثل برئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي".
وبيَّن أنه من حق المتظاهرين تحريك شكاوى في المحاكم الجزائية، داعيا إلى احترام الديمقراطية وأركانها وأسسها خاصة أن العراق بلد ديمقراطي واحترام حرية التعبير والرأي واحدة من أهم أسس الديمقراطية.
وأكد البياتي أن عددا من المندسين داخل المظاهرات اعتدوا هم الآخرون على المتظاهرين وعلى رجال الأمن، كاشفا أن أعداد الجرحى في مستشفى الشيخ زايد القريب من ساحة التحرير بلغ ١٤٠ بينهم اثنان من عناصر الأجهزة الأمنية، أما البقية فهم من المتظاهرين.
فيما قال أطباء في مستشفيات المحافظات التي شهدت مظاهرات اليوم إن أعداد الجرحى خارج بغداد وصل إلى أكثر من ١٥٠ جريحا، بينما قتل متظاهر في بغداد وآخر في الناصرية إثر استخدام القوات الأمنية الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين.
وأوضح الناشط المدني صادق السهل في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق لـ"العين الإخبارية": "لا يزال المتظاهرون موجودين في الشارع وسط انتشار مكثف من الأجهزة الأمنية التي تحاصر المتظاهرين وقد استخدمت الرصاص الحي لتفريقهم منذ العصر وحتى الآن مرات عدة".
وأضاف أن عدد المصابين في الناصرية وصل حتى الآن إلى أكثر من ٣٣ مصابا واعتقلت القوات الأمنية العشرات من المتظاهرين.
وأردف السهل أن "القوات التي فرقت المتظاهرين كانت في البداية قوات مكافحة الشغب التي ترتدي ملابس سوداء، أما الآن فهناك انتشار مكثف لقوات (سوات)، فضلا عن وجود أعداد من الجنود وعناصر الشرطة والقوات الأمنية الذين يرتدون الملابس المدنية ويدخلون بين صفوف المتظاهرين ويعتدون عليهم ويزودون الأجهزة الأمنية بالمعلومات عن المشاركين في المظاهرات لاعتقالهم".
ودعا مقتدى الصدر، الذي يتزعم تحالف سائرون النيابي في تغريدة على صفحته في تويتر الرئاسات الثلاث "رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب"، إلى "فتح تحقيق عادل بما حدث اليوم في ساحة التحرير".
وشهد العراق احتجاجات حاشدة العام الماضي بدأت في الجنوب، فيما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين الذين أغضبهم ضعف البنية التحتية وانقطاع الكهرباء المتكرر وانتشار الفساد.
وعانى العراق الغني بالنفط على مدى عقود بسبب العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والحرب الأهلية التي أعقبته والمعارك ضد داعش الإرهابي التي أعلنت بغداد النصر فيها عام 2017.