شراكة بين «مصدر» و«بي إل إن» لمواصلة تطوير أكبر محطة طاقة شمسية
وقعت شركة "مصدر" اتفاقيات تعاون استراتيجية مع شركة "بي إل إن نوسانتارا باور" بهدف المضي في خطط تطوير أكبر طاقة شمسية كهروضوئية عائمة في جنوب شرق آسيا.
وذلك إلى جانب تطوير مشروع الهيدروجين الأخضر، ما يعزز من مكانة دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا كمراكز لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتحقيق الحياد الكربوني.
يأتي توقيع الاتفاقيات بين الجانبين خلال مؤتمر الأطراف (COP28) تتويجاً لسنوات من التعاون المثمر بين شركتي "مصدر" و"بي إل إن نوسانتارا باور"، ليسهم في تطوير مشروع محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية، أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة في جنوب شرق آسيا، والتي جرى تدشين المرحلة الأولى منها الشهر الماضي بقدرة 145 ميغاواط (192 ميغاواط وقت الذروة)، لتوفر الطاقة المتجددة لنحو 50 ألف منزل، وتسهم المحطة التي تم بناؤها على سطح مياه سد "شيراتا" الواقع في مقاطعة جاوة الغربية في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمعدل 214 ألف طن سنوياً.
شهد توقيع الاتفاقيات سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، وعبدالله سالم عبيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية إندونيسيا ورابطة الآسيان وتيمور الشرقية، ووقع الاتفاقيات كل من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـشركة "مصدر"، ودارماوان براسودجو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي إل إن"، ورولي فيرمانسياه، المدير التنفيذي لشركة "بي إل إن نوسانتارا باور".
وتركز الاتفاقيات على مجموعة من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية، أبرزها إجراء دارسة مشتركة حول مضاعفة القدرة الإنتاجية في محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة ثلاث مرات إلى 500 ميغاواط، كما اتفق الجانبان على استكشاف خيارات للطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم، وإمكانية تطوير الهيدروجين الأخضر الذي يتمتع بإمكانات هائلة في الحد من انبعاثات الكربون خصوصاً في قطاع الصناعات ذات الاستخدام الكثيف للطاقة، بما فيها صناعة الصلب، وقطاع البناء إلى جانب قطاعي النقل والطيران.
وبهذا الصدد، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـشركة "مصدر": نتطلع في مصدر إلى تعزيز وتوسيع مجالات التعاون في مجال الطاقة النظيفة مع شركة "بي إل إن نوسانتارا باور". كما نفخر بتدشين المرحلة الأولى من محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة بقدرة 145 ميغاواط مع شركائنا الشهر الماضي، في مشهد يعكس أهمية توظيف الابتكار لتحقيق مجموعة من الأهداف في وقتٍ واحد، كتزويد المنازل بالكهرباء، وخفض الانبعاثات، وتوفير فرص العمل، فضلاً عن التقليل من استخدام مساحة الأراضي .
وأضاف الرمحي: في الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى إيجاد حلول سريعة لأزمة المناخ ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف (COP28)، علينا العمل على تطوير مشاريع قائمة على الابتكار مثل محطة "شيراتا".
وأوضح الرمحي أن منطقة جنوب شرق آسيا تعتبر سوقاً استراتيجية رئيسية بالنسبة لـ"مصدر"، بفضل اقتصادها الحيوي ووفرة الموارد المتجددة، مشيراً إلى أنه من خلال تعزيز التعاون مع شركة "بي إل إن نوسانتارا باور"، سنواصل العمل على توظيف أحدث التقنيات في مجالي الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر وغيرها لدعم تحول الطاقة في المنطقة.
جدير بالذكر أن "مصدر" وقعت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي اتفاقية مع شركة "بي إل إن نوسانتارا باور" لتطوير المرحلة الثانية من مشروع محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة بقدرة تصل إلى 500 ميغاواط، وذلك في أعقاب القوانين الصادرة مؤخراً عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في إندونيسيا، والتي تسمح بتغطية ما يصل إلى 20% من المياه لاستخدامات الطاقة المتجددة. ونظراً لتشييد المحطة على الماء فإن المحطة تخفض من استخدام مساحة الأراضي، وهو ما يُعد عنصراً مهماً لدولة مثل إندونيسيا التي تتسم بمحدودية مساحة الأراضي ووفرة المياه.
كما ترتفع كفاءة إنتاجية الألواح الشمسية في مثل هذه المحطات، لقربها من سطح الماء، ما يساعد على تبريدها، وتعمل الألواح العائمة على الحد من التبخر، ما يسهم في المحافظة على المياه العذبة واستخدامها لأغراض الشرب والري.
وفي شهر فبراير/شباط الماضي، دخلت "مصدر" قطاع الطاقة الحرارية الأرضية، من خلال استثمارها في شركة "برتامينا جيوثرمال إنرجي"، إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الطاقة الحرارية الأرضية.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز