فولكسفاغن وظل «ديزل جيت».. الضحايا يتزايدون والانبعاثات مستمرة رغم مرور عقد

بعد مرور نحو 10 سنوات على تفجر فضيحة "ديزل جيت" في أوروبا، لا تزال هذه القضية تُسفر عن ضحايا، وفق ما أكدته دراسة فنلندية صادرة عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

وفضيحة "ديزل جيت" هي أزمة كبرى كشفت عام 2015 حين اعترفت شركة فولكسفاغن الألمانية بتزوير برمجيات محركات سياراتها التي تعمل بالديزل، بهدف التلاعب بنتائج اختبارات الانبعاثات الملوثة للهواء، وقد أدت هذه الفضيحة إلى خسائر مالية ضخمة للشركة، بالإضافة إلى تداعيات قانونية وسمعة سيئة، لا تزال آثارها الصحية مستمرة حتى اليوم.

• أنوار سيارتك ليست للزينة.. دليلك الذكي لاستخدام الكشافات بشكل آمن

124 ألف حالة وفاة مبكرة

بحسب الدراسة التي نشرها "راديو فرنسا"، فإن الفترة ما بين عامي 2009 و2024، شهدت ما يقارب 124,000 حالة وفاة مبكرة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بسبب تلك الانبعاثات.

ورغم مرور عقد على الفضيحة، فإن ملايين المركبات العاملة بالديزل والمفرطة في التلوث لا تزال تسير على الطرقات. وتبرز الدراسة حجم الكلفة البشرية والاقتصادية الهائلة التي تكبدها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، والتي يُتوقع أن تتفاقم ما لم تُتخذ تدابير صارمة.

فبين عامي 2009 و2019، تم تزويد أكثر من 200 طراز من السيارات بمحركات مزوّرة، ما أدى إلى تجاوز مستويات انبعاثات أكاسيد النيتروجين — وهي مركبات خطيرة يطلقها وقود الديزل — للحدود القانونية المسموح بها لتلك الفترة. وتنتقد المنظمات غير الحكومية فشل السلطات الأوروبية والبريطانية في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجبار الشركات المصنّعة على الامتثال للقوانين.

• 7 علامات تحذرك من مشاكل في توجيه سيارتك.. تعرف عليها

124 ألف وفاة مبكرة على الأقل

وتلوث الهواء له تأثير مدمر على الصحة وجودة الحياة، إذ يزيد من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويعيق نمو الرئة لدى الأطفال، ويزيد من مشكلات الجهاز التنفسي واحتمالات دخول المستشفى. وتؤكد الدراسة أيضًا أن التلوث يرتبط بأمراض السرطان، كما تشير أدلة جديدة إلى علاقته بأمراض أخرى مثل الخرف.

كما تُقدر أن التلوث الناتج عن تلك المحركات المزوّرة أدى إلى أكثر من 124,000 وفاة مبكرة، و90,000 إصابة جديدة بالربو بين الأطفال، و15 مليون يوم غياب عن العمل لأسباب صحية، مع أثر مالي يُقدّر بنحو 760 مليار يورو.

وإذا استمر استخدام هذه المركبات حتى عام 2040، فقد يرتفع هذا العدد إلى 81,000 وفاة إضافية، و55,000 إصابة جديدة بالربو لدى الأطفال، وتكاليف صحية تصل إلى 430 مليار يورو. وتطالب المنظمات غير الحكومية الحكومات بالتحرك الفوري، وإجبار الشركات المصنّعة على دفع ثمن هذه الأضرار.