إقالة وزير الصحة.. مشهد آخر لحرب النهضة الإخوانية ضد الرئيس التونسي
جاءت إقالة وزير الصحة فوزي المهدي، لتجسد أحد مشاهد حرب حركة النهضة الإخوانية ضد الرئيس التونسي قيس سعيد..
وزير الصحة المحسوب سياسيا على الرئيس التونسي قيس سعيد، دُفع به ككبش فداء في حرب زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ضد الرئيس، والتي يحرك فيها زعيم الإخوان رئيس الحكومة هشام المشيشي لضرب صلاحيات الرئاسة.
وفي تواتر أحداث واضح المعالم، لم يغب عن متابعي الشأن العام في تونس، التحق رئيس الحكومة هشام المشيشي منذ 3 أيام وفي وقت متأخر، باجتماع كان يشرف عليه وزير الصحة بمقر وزارته وجعل الاجتماع تحت إشرافه.
وخلال هذا اللقاء، الذي عقده الوزير فوزي المهدي بشكل طارئ لبحث حلول عاجلة مواجهة الوضع الوبائي لكورونا ونقص الأوكسيجين شبه الكلي عن عديد المستشفيات التونسية، اقتحم رئيس الحكومة المكان وتطاول على الأطباء والمسؤولين المجتمعين موجها لهم خطابا مهينا.
المشيشي تحدث مع وزير الصحة وممثلي الهياكل الصحية العليا وقال بالحرف الواحد "أوقفوا هذا السيرك"، وهو يخاطب مسؤولي المستشفيات الذين اتهمهم بتضارب التصريحات بخصوص نقص الأوكسيجين كما اتهمهم بتخويف التونسيين.
رئيس الحكومة التونسية الذي لحق بالاجتماع قادما من منتجع سياحي بمدينة الحمامات، بعد أن وصلته معلومات تفيد بأن المستشفيات العمومية تختنق لنقص الأوكسيجين، وأن مرضى كورونا يموتون بسرعة، ألقة باللوم على وزير الصحة وفريق إدارة الأزمة الوبائية، في محاولة منه للتنصل من مسؤوليته، كما صرح لـ"لعين الإخبارية" المحلل السياسي التونسي محمد بوعود.
وفي خطوة أخرى أكدت مصادر تونسية خاصة، أن المشيشي والنهضة اتفقا على الإطاحة بآخر ممثل لفريق الرئيس قيس سعيد في الحكومة، وهو وزير الصحة فوزي المهدي، الذي أثبت رباطة جأش في مقاومة الوضع الكارثي الصحي في تونس.
المعنيون بالشأن الصحي التونسي، أكدوا أن وزير الصحة ظل يقاوم تهاون رئيس الحكومة ولا مبالاته إزاء وضعية المستشفيات والمنظومة الصحية المتهالكة، وأدار الوضع حتى آخر لحظات مسؤوليته جيدا.
المشيشي الذي كشفت فيديوهات مسربة، عن أنه كان يستجمّ في فضاءات ترفيه مليئة بالحضور، فيما كان يطلب من التونسيين البقاء في بيوتهم والتزام الحجر، وقع فريسة عجزه عن تحمل المسؤولية المتكرر.
وأكد محمد بوعود أن إقالة المشيشي، لوزير الصحة التونسي تمت بشكل غير مسؤول أيضا، لافتا إلى ما نشره الوزير المقال عبر صفحته على فيسبوك من أنه علم بخبر إقالته من وسائل الإعلام.
المحلل السياسي والصحفي محمد بوعود أكد أن ما كان يقال إنه تقارب وجهات نظر وارد بين زعيم الإخوان راشد الغنوشي والرئيس التونسي قيس سعيد، هي شائعة يحاول من خلالها رئيس النهضة استمالة الرئيس بخصوص حوار وطني ممكن بشروط، وهو ما يعد مراوغة أخرى من مراوغات النهضة والمشيشي لضرب الرئيس التونسي وصلاحياته، بحسب قوله