الطاقة المتجددة.. مسار إجباري في أوروبا لتعويض الغاز الروسي
دراسة كشفت أن الاتحاد الأوروبي قام بتوليد كهرباء من مصادر للطاقة المتجددة بكميات أعلى من أي وقت مضى منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
ووفق الدراسة التي صدرت، الثلاثاء، عن مركزي الأبحاث "إيمبر" و "إي 3 جيه"، خلال الفترة ما بين مارس/آذار وسبتمبر/أيلول الماضيين، تم توليد 24% من الكهرباء في الاتحاد الأوروبي من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وبالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، رفع الاتحاد الأوروبي من إنتاجه للكهرباء من هذين المصدرين للطاقة بنحو ثلاث نقاط مئوية.
وتم توليد 345 تيراوات ساعة من الرياح والشمس خلال الفترة المذكورة من العام الجاري، بارتفاع بواقع 39 تيراوات ساعة مقارنة بنفس الفترة من عام 2021.
ووفقا للدراسة، وصلت ألمانيا لمستوى قياسي بلغ 104 تيراوات ساعة من الكهرباء من الشمس والرياح منذ آذار/مارس الماضي، في وقت تعاني البلاد من أزمة شح طاقة دفعتها لاتخاذ إجراءات لتخفيف الاستهلاك.
ونفذ مسؤولون ألمان، زيارات إلى الولايات المتحدة وأفريقيا والشرق الأوسط بحثا عن عقود غاز جديدة بعيدا عن روسيا، إلا أن آثار قطع الغاز الروسي عن أكبر اقتصاد أوروبي واضحة على مختلف مفاصل الحياة.
وحققت 19 دولة في الاتحاد الأوروبي مستوى إنتاج كهرباء قياسي من الرياح والشمس، ومن بينها فرنسا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا، إلا أنها كميات أبقتها جميعا في حالة نهم للغاز الطبيعي.
في سياق متصل، تراجعت أسعار الغاز في هولندا وبريطانيا اليوم الثلاثاء متأثرة بانخفاض الطلب نتيجة الطقس الأكثر دفئا من المعتاد ووفرة المعروض وسط استقرار شحنات الغاز الطبيعي المسال.
وانخفض عقد الغاز الهولندي لشهر أقرب استحقاق لخامس يوم من المعاملات على التوالي 13.50 يورو إلى 116.50 يورو لكل ميجاواط ساعة، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
كما انخفض العقد البريطاني قبل يوم من التسليم 23.00 بنسا إلى 35.00 بنسا لكل وحدة حرارية.
وقال محللون في إنجي إنرجي سكان "يستمر ضعف الطلب والوفرة المريحة في المعروض في ممارسة ضغط نزولي قوي؛ وتضع توقعات الطقس الجديدة بدرجات حرارة أكثر دفئا ضغطا نزوليا إضافيا".
وأفادت توقعات في رفينيتيف بأن الطقس معتدل خلال الأسبوع الحالي والمقبل ما يقلل من الطلب على التدفئة، إلا أن تقديرات الطقس المتطرف شتاء قد تعيد الأسعار لمستوياتها المرتفعة، بعد عدة أسابيع.
كما خفف الوصول المستقر للسفن التي تحمل الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا من المخاوف بشأن نقص الإمدادات بالرغم من خفض روسيا التدريجي لتدفقات الغاز.
ومع ذلك، هناك أكثر من 35 سفينة محملة بالغاز الطبيعي المسال متباطئة قبالة إسبانيا وفي أنحاء البحر المتوسط، ولا تزال الموانئ مشغولة بالتفريغ.
وتنتظر الأسواق أيضا اقتراح المفوضية الأوروبية بشأن وضع حد أقصى لسعر الغاز الطبيعي. من المقرر أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي الخيارات هذا الأسبوع والتي تتضمن قيودا إلزامية لدرجة يمكن أن تتقلب عندها الأسعار المتداولة في يوم واحد، وفقا لمسودة الاقتراح.