الكلاب في البحرية الأمريكية.. «جنود» من نوع خاص
ظهرت الكلاب للمرة الأولى كجزء من الطاقم الرسمي للسفن التابعة للبحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد عقود من الزمن، لا يزال العديد من الكلاب يخدم في الجيش، وفق موقع "بيزنس إنسايدر" الذي أجرى مقابلة مع سكوت كريستنسون، مدير الاتصالات في المعهد البحري الأمريكي، ومؤلف الكتاب الجديد "الكلاب في البحرية".
وقال كريستنسون إن الكلاب تنضم إلى البشر على متن السفن منذ آلاف السنين، واستشهد في ذلك برسومات وجدت في المقابر المصرية والكتابات الهيروغليفية القديمة.
وأضاف أن البحارة دربوا كلابهم على انتشال شباك الصيد وتجميع الأسماك في حظائر في الأنهار، كما وفرت الكلاب أيضًا الحماية للأشخاص الذين يبحرون إلى شواطئ غير مألوفة، ويمكن تدريب بعضها للغوص في الماء وإنقاذ حياة البحارة.
وشاركت الكلاب أيضا مع قطط البحارة في مهام مكافحة الآفات على متن السفن، بحسب كريستنسون، الذي ألف في وقت سابق من العام الجاري كتابًا عن القطط في البحرية.
وذكر أنه جرى استخدام كلاب من سلالة "الترير" لتشارك في صيد الفئران، وهي مهمة ضرورية لدرء الأمراض على متن السفينة، مشيرا إلى أنه يمكن الاعتماد في هذه المهمة على الكلاب من هذه السلالة بشكل أكبر من القطط التي تميل إلى أن تكون متقلبة المزاج.
كلاب البحرية الأمريكية
لكن لم تكن كل سلالات الكلاب ناجحة في مهامها البحرية، وقال كريستنسن إن البحرية الروسية حاولت تربية كلاب قبل قرن من الزمان، لكنها كانت عدوانية للغاية، حتى إنها حاولت مهاجمة البحارة وإغراقهم في الماء.
ولفت كريستنسون إلى أنه جرى تدريب الحيوانات على مد أقدامها ومصافحة الزوار عندما ترسو قوارب البحرية في الموانئ الأجنبية.
وأضاف أن الكلاب لم تنضم رسميا إلى البحرية الأمريكية إلا خلال الحرب العالمية الثانية، رغم أن العديد من الدول الأخرى كان لديها برامج رسمية للكلاب داخل قواتها البحرية.
وأوضح أن القوات البحرية بدأت برنامجًا لتشجيع المواطنين على التبرع بكلابها المدربة جيدًا للمشاركة في الحرب، حيث استجاب خفر السواحل من خلال تدريب الكلاب للقيام بدوريات على الشاطئ ودرء المتسللين.
ولاحقا، تم تسليم هذه الكلاب إلى البحرية ومشاة البحرية لأداء مجموعة متنوعة من المهام الرسمية.
وأشار كريستنسون إلى استخدام الكلاب العسكرية لنقل البريد والذخيرة وكذلك لكشف الألغام في جميع أنحاء أوروبا.
مكافأة
وقال إن الكلاب الموجودة على متن السفن البحرية كانت تُكافأ بانتظام بشريحة لحم كل ليلة، بالإضافة إلى عظام إضافية.
ومع ذلك، كانت كلاب البحرية تضع نفسها في المشكلات من حين لآخر بسبب فضولها الذي يجعلها تغيب في بعض الأحيان أو تهرب وتختفي في الميناء، وتُعاقب الكلاب المشاغبة بتخفيض حصتها من العظام وتقييدها على متن السفينة، وفقًا لكريستنسون.
وقال كريستنسون إن السماح للكلاب بالصعود على متن السفينة هو قرار متروك لقبطانها الذي يتعين عليه منع البحارة من إحضار الكلاب الضالة، في حين كان يُحضر بعض البحارة كلابهم الخاصة.
وأوضح أنه لا يُعرف الكثير عن مصير كلاب البحرية التي شاركت في الحرب العالمية الثانية بعد العودة من رحلاتهم، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وقع عام 2000 على مشروع قانون يسمح للمدربين بتبني كلاب الخدمة.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز