3 ملامح لخارطة ترامب في سوريا.. أولها استهداف الأسد
خبيران في شؤون الشرق الأوسط يرسمان خارطة طريق للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للتعامل مع سوريا من خلال 3 خيارات،
مع بدء العد التنازلى لدخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض وتولي مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، انطلق ماراثون من نوع مختلف عن ماراثون الرئاسة، بين الخبراء والمعنيين بالشئون الدولية في تقديم النصائح لساكن البيت الأبيض الجديد القادم من عالم "وول ستريت" والعقارات مفتقدا لأبجدية العمل السياسي.
وجاءت الأزمة السورية على رأس قائمة ما يشغل هؤلاء الخبراء بجانب ما يجري في الشرق الأوسط، ومن هنا اتفق دينيس روس المبعوث الخاص السابق للشرق الأوسط وأندرو تابلر الباحث وزميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على تقديم لرجل أمريكا الجديد خارطة طريق لتتعامل مع الأزمة السورية، وجاءت الخارطة من وجهة النظر الأمريكية.
وبدأ الكاتبان حديثهما، الذي انفردت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية بنشره، بشرح ما كان عليه المشهد السوري خلال حقبة الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما وما هو عليه الحال الآن، فقالا إن سياسة إدارة أوباما كانت تقوم على محاربة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، لكن الآن التنظيم يترنح، بعد أن حققت حكومة بشار الأسد مكاسب على الأرض، وصارت القوى الخارجية، مثل روسيا وإيران، مشتركة بشكل أكبر في المشهد، ما يجعل قتال "داعش" وحده أمرا ليس كافيا بالنسبة للقائد القادم للولايات المتحدة.
وأوضح الكاتبان أنه من أجل اقتلاع التطرف الذي نتج عن الصراع الدائر في سوريا، فإن أمريكا تحتاج إلى المساعدة لتحقيق الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وفي الوقت نفسه مواصلة الضغط، على كل من روسيا وإيران للتحرك نحو تسوية سياسية دائمة، ومن أجل تحقيق هذا الأمر، فإنه يجب أن يُظهر الرئيس ترامب استعدادا لوضع ضغوط على موسكو وطهران، عبر فرض عقوبات على كلا البلدين لو لم يقوما بالوفاء بالتزاماتهما.
وأوضح الخبيران الأمريكيان أنه لتحقيق هذا الأمر، فإن إدارة ترامب أمام خمسة خيارات تكتيكية يمكن تطبيقها: مناطق حظر جوي آمنة، وغارات ضد النظام لفرض اتفاق وقف إطلاق النار، ودعم المعارضة التي تم التأكد منها، والعقوبات والدبلوماسية.
وفي هذا الصدد، قال الكاتبان إنه "أيا كانت الخيارات التي ستتبناها الإدارة، من أجل تخفيف مخاطر تعرضها للتطرف والهجرة، فإن عليها أن تعترف بأن فعل هذا يحتاج إلى استعداد من جانبها لتقبل المخاطر المرتبطة باستخدام القوة، وبالنسبة للخيار الأول، إقامة مناطق حظر جوي، التي حظيت بدعم مبدئي من ترامب ونائبه مايك بينس، فإنه عندما يتم الإعلان عن نية إقامة مناطق حظر جوي، فإنها سترسل رسالة للأسد بأن الإدارة الجديدة لا تعتقد بقدرته على استعادة كل شبر من الأراضي السورية".
وأضافا أن منطقة حظر جوي فوق كامل البلاد تحتاج إلى قيام الولايات المتحدة بضرب الدفاعات الجوية السورية والروسية، وهو أمر لم يفكر به أي رئيس أمريكي؛ خشية استفزاز حرب مع روسيا، ومع ذلك، فإن هناك مناطق حظر جوي محدودة قائمة فعليا على الحدود السورية مع الأردن، ومنطقة الحظر التركية القائمة شمال حلب هي مثال على الطريقة التي يمكن من خلالها حماية هذه المناطق دون مواجهة عسكرية.
وأوضحا أن وجود استراتيجية أمريكية ذكية، تشمل نشر قوات خاصة لحماية هذه المناطق، والقيام بغارات جوية، وإطلاق صواريخ كروز لاستهداف الطيران والمدفعية التابعة للنظام، يمكن أن يوفر الحماية لهذه المناطق، ويمكن استخدام خيار عسكري آخر، واستخدام صواريخ طويلة المدى من أجل تعزيز اتفاقيات وقف إطلاق النار، التي تنهار بشكل مستمر، مشيرين إلى أن هذه الاتفاقيات تنجح عندما تتوفر للأطراف المتنازعة حوافز إيجابية للتفاوض، وحوافز سلبية كافية تؤدي إلى عدم خرق اتفاقيات إطلاق النار.
ومن جانب آخر، قال الكاتبان إن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم دعما نوعيا وكميات كبيرة من السلاح للجماعات السورية، التي تم التحقق منها، وهو أمر لم تكن إدارة أوباما راغبة بعمله، ولأن السيطرة على مناطق تحتاج إلى قوات بشرية، وفي ضوء العدد المحدود المتوفر منها للأسد، وزيادة تأثير المتطرفين، فإنه من الضروري تقديم الدعم للعناصر التي بقيت من الجماعات غير الجهادية، ولن يتوفر هذا الدعم إلا في حالة كرست الولايات المتحدة نفسها لقتال نظام الأسد، وهو خيار حاولت إدارة أوباما تجنبه، ولا يبدو ترامب حتى هذه اللحظة راغبا في متابعته.
وفي إشارة إلى سلاح العقوبات كأداة لتغيير الواقع على الأرض، أكد الكاتبان أنه "يمكن للولايات المتحدة تبني خيار تشديد العقوبات، وبذلك ستحصل على النفوذ الذي تريده في المفاوضات المستقبلية، ما يسمح لها برفع العقوبات التي يواجهها الأسد، وزيادة الحوافز له، في حال قبل بنقل حقيقي للسلطة يسمح بتوحيد البلاد، وهذا بالتحديد أمر مهم في ضوء حاجة النظام اليائسة لإعادة بناء البنى التحتية في المناطق المدنية التي دمرها، وهناك ملمح مهم في الدبلوماسية مفقود، وهو شمل محاكمات بجرائم الحرب نظرا لاستخدامه السلاح الكيماوي".
وتعلق "فورين أفيريز" قائلة: "إن الخيار الأخير هو الدبلوماسية، سواء كانت بالإكراه أو غير ذلك، وحتى الآن فشلت الدبلوماسية الأمريكية في إجبار الأسد على التنازل عن السلطة، وفشل الروس والإيرانيون في دفع وكيلهم للتفاوض، ومن هنا فإن القوة العسكرية والعقوبات ستؤديان إلى تقوية يد المفاوضين، إلا أن دبلوماسية مع الحلفاء وتفاوضا صعبا مع الأعداء سيؤديان إلى النتائج المطلوبة لوقف الحرب".
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز