"الحاضر الدافق".. مسرحية برازيلية عن المنفيين داخل بلدانهم وخارجها
المخرجة البرازيلية كريستيان جاتاهي تستند إلى أسطورة أوليس الإغريقية للتطرّق إلى تجربة المنفى عند اللاجئين وفناني بلدها على حد سواء.
لقي العرض البرازيلي "أو أجورا كي ديمورا" (الحاضر الدافق) للمخرجة كريستيان جاتاهي تصفيقا حارا في مهرجان أفينيون المسرحي في فرنسا هذا الأسبوع، والذي يسلط الضوء على قضايا لاجئين من آفاق متعددة، بينهم سوريون نزحوا إلى لبنان وقبائل مهددة في الأمازون.
وتستند جاتاهي، البالغة من العمر 51 عاما، التي خاضت مجال الإخراج السينمائي أيضا، إلى أسطورة أوليس الإغريقية للتطرّق إلى تجربة المنفى عند اللاجئين وفناني بلدها على حدّ سواء.
وقالت جاتاهي التي اغرورقت عيناها بالدموع خلال إحدى إطلالاتها المسرحية: "إنها فترة صعبة لصناعة المسرح والسينما.. فهم أوقفوا المساعدات لتكميم أفواهنا بطريقة ما"، وأضافت: "هناك حملة لتجريم الفنانين بحجة أنهم يساريون".
وبحسب المخرجة البرازيلية، تراوحت ردّة الفعل عند أهل المسرح في البرازيل بين "الخمول لأننا لا نزال تحت وقع الصدمة، وإنتاج غزير لمسرحيات تتناول هذا الوضع".
وأكدت الفنانة المتحدرة من ريو دي جانيرو أنه من غير الوارد الفصل بين المسرح والسياسة اليوم.
وليست مسرحية "أو أغورا كي ديمورا" مسرحية بالمعنى التقليدي للمفهوم، بل هي تمزج بين الوثائقي والخيال، وصوّرت شخصياتها في لبنان والأراضي الفلسطينية وجنوب أفريقيا وصولا إلى الأمازون، وهم فعلا لاجئون احترفوا التمثيل في بيروت وفي مخيّم اللاجئين في جنين وفي مسرح "هيلبرو ثياتر" في جوهانسبرج.
وعلى مرّ المشاهد، يتلو هؤلاء بلغاتهم الأصلية مقتطفات من أوديسة هومر قبل أن يسردوا مشقّاتهم الملحمية على طريق المنفى، من يارا السورية التي خبرت السجن في دمشق إلى فردين من قبيلة كايابو في الأمازون، مرورا بلاجئين من مالاوي وزيمبابوي في جنوب أفريقيا.
وفجأة يظهر هؤلاء وسط الجمهور، كما لو أنهم خرجوا من الشاشة، ويروون قصصهم من جديد ويدعون الحاضرين إلى الرقص معهم.
وفي الجزء الأخير من المسرحية تظهر جاتاهي وهي تتحدّث مع فردين من قبيلة كايابو في ولاية بارا، ويقول أحدهما في المشهد: "في السابق لم نكن نلمح الرجال البيض أو الطائرات التي تحلّق في السماء من شدّة الغابات الكثيفة"، ثم يضيف: "نحن أيضا برازيليون. نحن سواسية".
وفي ولاية بارا البرازيلية، يشتكي هنود من شعوب آرارا من استغلال أراضيهم من قبل تجار الخشب وتكاثر التعديات عليها.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز