من رونالدو إلى أليجري.. من المسؤول عن دموع ديبالا؟
مثلت دموع باولو ديبالا نجم يوفنتوس، في مباراته الأخيرة على ملعب اليوفي، ضد لاتسيو، مشهدا دراميا حزينا لجماهير العملاق الإيطالي.
وفسرت دموع ديبالا، الإثنين، رفض اللاعب لقرار مجلس إدارة ناديه بالاستغناء عنه بنهاية الموسم الحالي، وحشدت له تعاطف جماهير اليوفي والكرة العالمية بسبب ولائه الشديد للفريق الأكثر خسارة في تاريخ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وسط أنباء تشير إلى اقترابه من العدو اللدود إنتر ميلان.
ولكن السؤال هو كيف تحول ديبالا من موهبة اليوفي الواعدة المتألقة وهدف أكبر أندية أوروبا في 2017 إلى لاعب لا يحتاجه النادي في صيف 2022؟
لتعويض ديبالا ورونالدو.. 3 صفقات ترمم يوفنتوس المُحطم
كريستيانو رونالدو
مثل قدوم كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس من ريال مدريد في صيف 2018 بداية الانحدار في رحلة ديبالا مع اليوفي، فأرقام اللاعب تحولت من 26 هدفاً، كأفضل رصيد تهديفي في مسيرته حتى الآن، في آخر مواسم ما قبل الدون (2017-2018) إلى 10 أهداف فقط في الموسم.
في الموسم الثاني لرونالدو 2019-2020 سجل ديبالا 17 هدفاً، وبدا أنه في طريقه للعودة، لكن سرعان ما تغير الحال في آخر مواسم البرتغالي 2020-2021 حين سجل ديبالا 5 أهداف فقط في 20 مشاركة.
جوستافو شقيق ديبالا كان قد كشف في 2019 عن غضب اللاعب وعدم راحته في الفريق، منذ قدوم رونالدو وهو ما لم يصرح به اللاعب بالطبع بشكل علني.
هداف الدوري الإيطالي.. فلاهوفيتش يتمسك بالأمل الأخير من بوابة الغريم
منذ قدوم رونالدو إلى تورينو وديبالا يتأثر مردوده سلبا، وظهر هذا جلياً أمام أودينيزي في آخر لقاء لرونالدو بقميص اليوفي، والذي شهد تسجيل ديبالا هدفاً وصناعته لآخر، ثم اختفاء خطورته تماماً مع دخول الدون.
في 17 أبريل/نيسان من العام الماضي، قرر المدرب أندريا بيرلو إشراك ديبالا بدلاً من المصاب رونالدو، في موسم تقلصت فيه مشاركات اللاعب الأرجنتيني بشكل ملفت، وفي إشارة واضحة على تحول ديبالا بسبب رونالدو من أهم لاعبي الفريق لمجرد بديل.
قبل رحيل رونالدو كان هناك اتجاه داخل اليوفي لرحيل أحد النجمين، بسبب الوضع الاقتصادي للنادي في فترة ما بعد إغلاق كورونا، وربما جاء رحيل رونالدو بإرادته في صيف 2021، ليؤجل فقط رحيل ديبالا.
بين يوفنتوس ومانشستر سيتي.. ساعات تحسم مستقبل بوجبا
موقف آخر عكس بشكل واضح غضب ديبالا من وضعه في الفريق في حضرة الدون، وذلك حين سقط رونالدو مصاباً في لقاء لاتسيو في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فقام ديبالا البديل بالإحماء، لكن مع إصرار رونالدو على اللعب عاد الأرجنتيني لكرسي البدلاء وهو في حالة غضب عارم.
أليجري وفلاهوفيتش
ظن كثيرون أن رحيل رونالدو عن تورينو الصيف الماضي سيعيد ديبالا للصورة بالشكل القديم، الذي كان عليه في فتراته الأولى بداية من موسم 2015-2016.
ولكن الأمر لم يكن بهكذا السهولة، فأولاً غاب ديبالا 8 مباريات في الدوري بداعي الإصابة بالإضافة إلى 3 لقاءات في دوري أبطال أوروبا، ومباراة في كأس إيطاليا، وبعيداً عن الإصابات هناك مباريات عديدة خرج منها ديبالا بشكل مبكر لأسباب فنية.
ونشر تقرير صحفي إيطالي في مارس/أذار الماضي أن ديبالا طلب من مديره الفني ماسيمليانو أليجري تقليل فترة المران مما أثار مشادة بين اللاعب والمدرب، خاصة أن الطلب جاء في أعقاب خروج اليوفي المفاجىء ضد فياريال في دوري أبطال أوروبا، مما ظهر وكأنه اتهام مبطن للمدرب بأن أحماله التدريبية سبب الخروج من الأبطال.
بعد 7 سنوات.. ديبالا يعلن رحيله عن يوفنتوس برسالة عاطفية
ولكن بعيداً عن هذه المشادة فإن الوضع قبلها لم يكن وردياً، في ظل عدم اتضاح الرؤية للدولي الأرجنتيني بشأن التجديد.
ديبالا كشف في أكثر من مناسبة أنه يريد البقاء في يوفنتوس وهذا ما يعكس سبب بكائه الشديد، بينما شقيقه جوستافو وصف قرار الإدارة بالاستغناء عنه بالـ"لا يصدق".
في 22 مارس/أذار الماضي، أعلن ماوريتسيو أريفابيني، المدير التنفيذي ليوفنتوس، قرار إدارة ناديه بالاستغناء عن ديبالا، كاشفاً أن الأمر سببه وصول الصربي فاهيد فلاهوفيتش، الذي أبعد ديبالا عن مشروع اليوفي الفني في السنوات المقبلة.
مسؤول اليوفي شدد على أن القرار لا يعكس أي نوع من أنواع عدم التقدير للاعب، ولكن يعني تغير المعايير والاعتبارات التي تخص مصلحة الأخير، مؤكداً في النهاية أن الإدارة تتخذ قرارات في صالح الفريق وليست ضده.
فاز ديبالا مع البيانكونيري بـ12 بطولة، مقسمة بين 5 دوري و4 كأس و3 للسوبر الإيطالي، وذلك على مدار 292 مباراة مع اليوفي سجل فيها 115 هدفاً وصنع 48، ولم يفز بأي بطولة قارية.