طوارئ في الإكوادور.. الشوارع مقفرة والجيش «يحرس» القصر (صور)
مئات الجنود ينتشرون حول القصر الرئاسي وسط كيتو عاصمة الإكوادور شبه المهجورة، فيما يرتفع منسوب القلق من غد لا يعرف السكان ما يخفيه.
واليوم الأربعاء، انتشر جنود في شوارع مقفرة حول القصر الرئاسي، عقب أعمال عنف شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين، مرتبطة بعصابات ضالعة في تجارة المخدرات، خلّفت 10 قتلى على الأقل مغرقةً البلاد في "حالة من الخوف".
وفي الشمال، خلت حديقة "لا كارولينا" من الزوار، وهي إحدى أكبر الحدائق في المدينة التي تضم 3 ملايين نسمة.
ويجوب عدد قليل من السيارات شوارع العاصمة كيتو وكذلك في مدينة غواياكيل الساحلية الكبيرة جنوب غربي البلاد حيث أُغلقت الشركات والمحلات التجارية.
وقالت امرأة لوكالة فرانس برس طالبةً عدم كشف هويتها "هناك خوف، يجب أن نكون حذرين، أَنظرُ هنا وهناك، وأتساءل إذا استقلّيت هذه الحافلة ماذا سيحدث؟".
وأضافت المرأة البالغة 68 عاماً أنها تتوجه إلى عملها في شمال كيتو، مؤكدةً أنها تشعر بـ "الذعر" بسبب أعمال العنف.
وأمرت وزارة التربية والتعليم أمس الثلاثاء بإغلاق كل المدارس حتى يوم الجمعة المقبل.
وفر أخطر رجل في الإكوادور وهو زعيم عصابة لوس تشونيروس النافذة، خوسيه أدولفو ماسياس، ولقبه "فيتو"، من سجن غواياكيل شديد الحراسة الأحد الماضي، كما حدثت أعمال تمرد في سجون عديدة بالبلاد.
واتخذ رئيس الإكوادور دانيال نوبوا البالغ 36 عامًا إجراءات حازمة، وهو الذي انتخب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بناء على تعهد باستعادة الأمن.
قبضة من حديد
وأعلن نوبوا، وهو أصغر رئيس في تاريخ البلاد، حالة الطوارئ في كل أنحاء الإكوادور لمدة 60 يوماً.
وأكد نوبوا أمس الثلاثاء في اليوم الثالث من الأزمة الأمنية غير المسبوقة، أن بلاده في حال "نزاع مسلح داخلي"، ووقع مرسومًا أمر فيه "بتعبئة القوات المسلحة والشرطة الوطنية وتدخلها لضمان السيادة ووحدة الأراضي الوطنية ضدّ الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية".
وكان "فيتو" قد هرب من سجن شديد الحراسة عام 2013، قبل أن تقبض السلطات عليه من جديد بعد 3 أشهر.
وتصدر اسمه عناوين الصحف بعد اغتيال أحد المرشحين الرئاسيين فرناندو فيلافيسينسيو في مطلع أغسطس/آب الماضي، وكان المرشح قد أبلغ عن تلقيه تهديدات بالقتل من زعيم عصابة لوس تشونيروس قبل وقت قصير من اغتياله.
وأصبحت هذه العصابة، التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 8000 رجل وفقا لخبراء، الجهة الرئيسية المسؤولة عن تجارة المخدرات المنتشرة في الإكوادور.
وأمس الثلاثاء، هرب أيضا فابريسيو كولون بيكولي، أحد زعماء "لوس لوبوس" وهي عصابة نافذة أخرى لتهريب المخدرات.
وأعقبت هرب "فيتو" حركات تمرد واحتجاز حراس كرهائن في سجون مختلفة، وفق مقاطع فيديو بثت على شبكات التواصل الاجتماعي أظهرت سجناء ملثمين يهددون رهائن بسكاكين.
وأمس الثلاثاء، انتشرت مقاطع جديدة تظهر قتل حارسَين على الأقل، بالرصاص وشنقا.
وذكرت إدارة السجون في بيان أن أكثر من 100 من طواقمها ما زالوا محتجزين رهائن في خمسة سجون على الأقل، من دون التعليق على فيديوهات الإعدام.
"قلق"
في إطار أعمال العنف، اقتحم مسلّحون بعد ظهر أمس الثلاثاء موقع تصوير في محطة تلفزيون عامة في غواياكيل واحتجزوا صحفيين وموظفين في القناة رهائن لفترة وجيزة حتى تدخل الشرطة.
وتبث القوات الأمنية منذ الأحد الماضي صوراً لعمليات التدخل التي تقوم بها في سجون مختلفة، تظهر مئات السجناء ممددين على الأرض بملابسهم الداخلية وأيديهم على رؤوسهم.
وتذكّر هذه الصور بتحرّك رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، الذي كان له الفضل في استعادة الأمن ببلاده من خلال "حربه" ضد العصابات، لكن على حساب تقييد حقوق الموقوفين، بحسب منظمات حقوقية.
وهذه العصابات الإجرامية كانت بغالبيتها قبل سنوات قليلة عصابات شوارع، لكنّها تحوّلت إلى جهات عنفية فاعلة على صعيد الاتجار بالمخدرات مع فروع حول العالم بعدما أصبحت الإكوادور محطة أساسية لتصدير الكوكايين الذي يتم إنتاجه في البيرو وكولومبيا المجاورتين.
ومنذ سنوات، تشهد الإكوادور أعمال عنف مع سعي عصابات متنافسة على صلة بالعصابات المكسيكية والكولومبية، لبسط سيطرتها.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز