من عاطل إلى بطل.. سر الصدفة التي غيرت حياة إدوارد ميندي
واصل إدوارد ميندي، حارس منتخب السنغال وفريق تشيلسي، كتابة الصفحات المضيئة في مسيرته، بعدما ساهم في فوز بلاده بلقب كأس أمم أفريقيا.
ميندي كان أحد العناصر الأساسية في فوز منتخب السنغال بلقب كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، بفوزه على منتخب مصر في نهائي النسخة الماضية "الكاميرون 2021".
وحصل ميندي على جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة، ليكمل سلسلة إنجازاته الفردية، بعد حصوله على جائزة أفضل حارس في العالم لعام 2021، لضمن جوائز "ذا بيست" المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
كذلك كان ميندي احتل المركز الثاني خلف الإيطالي جيانلويجي دوناروما، حارس باريس سان جيرمان ومنتخب إيطاليا، الفائز بجائزة "ياشين" ضمن جوائز الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" العريقة.
الحارس العاطل
وُلد ميندي ونشأ في فرنسا لأبوين من السنغال، وبدأت علاقته مع كرة القدم وهو في سن مبكرة، حيث انضم إلى أكاديمية نادي لوهافر عام 2005وكان يبلغ حينها 13 عاما.
لم يتمكن ميندي من تثبيت أقدامه والحصول على فرصة مع الفريق الأول، في ظل وجود الحارس الموهوب زاشاري بوشير، ليظل خارج دائرة الضوء مع لوهافر، الذي يعد أحد أشهر الأندية الفرنسية فيما يتعلق بتكوين المواهب.
انتقل ميندي إلى نادي شيربورج في 2011، وكان وقتها ينافس بدوري الدرجة الثالثة الفرنسية، واستمر معه 3 سنوات، لم يتمكن خلالها من الحصول على فرصة اللعب كأساسي.
بعد انتهاء عقد ميندي مع شيربورج ظل بلا أي ناد لمدة عام، وتسرب إليه اليأس بخصوص الاستمرار في كرة القدم، حسب ما قال في مقابلة صحفية لاحقا.
اضطر ميندي لتسجيل نفسه في برامج مكافحة البطالة وبدأ في البحث عن وظائف خارج كرة القدم، وبالرغم من تلقيه عدة عروض من أندية مغمورة، فإنه لم يكن يرغب في المخاطرة بالاستمرار في الملاعب بعقود قصيرة الأجل ورواتب منخفضة قد لا تساعده على الالتزام بمسؤولياته.
مكالمة العودة
بعد 8 أيام من قبوله في وظيفة بمتجر للملابس، تلقى ميندي مكالمة غيّرت مجرى حياته، دومينيك بيرناتوفيتش، مدرب حراس المرمى بأكاديمية أولمبيك مارسيليا.
حصل ميندي على فرصة مع مارسيليا في عام 2015، بناء على توصية من صديق وزميل سابق له، وانضم إلى النادي الجنوبي كخيار رابع بين الحراس، وقضى موسما واحدا من الفريق الرديف قبل أن يرحل مجانا إلى ريمس، بحثا عن فرصة للعب.
ويقول ميندي عن فترته مع مارسيليا: "أتيحت لي فرصة الذهاب إلى هناك والخضوع لفترة اختبار، ولحسن الأمر نجحت، كانت بارقة أمل بعد عام كامل بدون كرة قدم وهي فترة طويلة للغاية".
بطل الصدفة
ومع ريمس، الذي كان ينافس وقتها بالدرجة الثانية، حصل ميندي على فرصة ذهبية حين شارك في مباراة ببداية الموسم بعد طرد الحارس الأساسي يوهان كاراسو في أول 5 دقائق، وتشبث الحارس السنغالي بفرصته، وقدم مستوى مذهل في عدة مباريات متتالية.
وفي موسمه الثاني مع ريمس حظي ميندي بدور الرجل الأول، وقاد الفريق للتتويج بلقب دوري الدرجة الثانية ليعود إلى دوري الأضواء في موسم 2018-2019، الذي رحل بنهايته إلى رين مقابل 7.6 مليون يورو، في أول انتقال مدفوع طوال مسيرته.
كذلك ساهم تألق ميندي مع ريمس في انضمامه إلى منتخب السنغال قبيل نهاية عام 2018، حيث استدعاه المدرب أليو سيسيه لقائمة "أسود التيرانجا" للمشاركة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2019، وبمرور الوقت ثبت أقدامه مع المنتخب ليصبح حارسه الأول.
وبعدما استمر توهج ميندي مع رين، تحرك تشيلسي للتعاقد معه من أجل منحه المركز الأساسي، في ظل تراجع مستوى الإسباني كيبا أريزابالاجا، وتمت الصفقة في صيف 2020 مقابل 24 مليون يورو، وبعقد يمتد حتى 2025.
وأثبت ميندي أنه كان صيدا رابحا لتشيلسي، حيث شارك في 45 مباراة مع الفريق اللندني في الموسم الماضي، استقبل خلالها 30 هدفا، فيما حافظ على نظافة شباكه في 25 مباراة.
وكان ميندي أحد أسباب فوز تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا (2020-2021) للمرة الثانية في تاريخ النادي، حيث شارك في 12 مباراة مع الفريق اللندني في تلك النسخة، استقبل خلالها 3 أهداف فقط، فيما حافظ على نظافة شباكه في 9 مباريات.
وكان ميندي قال في تصريحات صحفية عقب انضمامه إلى تشيلسي: "كنت أحصل على إعانة بطالة في 2014، لكي أكرس حياتي لكرة القدم، لو أبلغني أي شخص قبل 6 أعوام أن الحال سينتهي بي هنا لم أكن لأستمع أو انظر إليه".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز