حتى لا تطفأ الشمس.. من يدعم المنتخب المصري في أولمبياد طوكيو؟
من يدعم المنتخب المصري في دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو منتصف العام المقبل؟
تنتظر سماء العاصمة اليابانية طوكيو سطوع شمس المنتخب المصري الأولمبي في بطولة دورة الألعاب الأولمبية التي تستقبلها منتصف العام الماضي.
المنتخب المصري توج بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاما للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على كوت ديفوار 2-1 في المباراة النهائية.
ومنذ تأكد وصول المنتخب المصري إلى الدورة الأولمبية، تباينت الآراء حول اللاعبين الذين يجب أن يدعموه في البطولة، لضمان الحصول على مركز جيد، بعدما كان الإنجاز الأفضل الحصول على المركز الرابع في نسختي 1928 و1964.
اللوائح تسمح للمنتخبات الأولمبية بضم 3 لاعبين من الذين تتجاوز أعمارهم حاجز الـ23 عاما في دورات الألعاب الأولمبية، وهو البند الذي تستغله المنتخبات لتدعيم النواقص الفنية التي تعاني منها.
حتى لا تُطفأ الشمس
حتى تسطع شمس المنتخب المصري بشكل كامل في سماء طوكيو، يجب أن يتم تدعيمه بالعناصر القادرة على تقوية صفوفه، واختيار اللاعبين في المراكز التي تحتاج إلى الدعم.
ويجب ألا يتوقف الاهتمام في التدعيم على الأسماء الكبرى، دون النظر إلى تأثير ذلك على المستويات الفنية للمنتخب في البطولة الأولمبية.
قبل الغوص في الحديث عن الأمور الفنية التي ستحدد اللاعبين الذين يجب اختيارهم في البطولة الأولمبية، يجب الالتفات إلى أن المسابقة ستنطلق في شهر يوليو/تموز المقبل، أي بعد نحو 8 أشهر.
الفارق الزمني الكبير الذي يفصلنا عن انطلاق البطولة كفيل بتغيير العديد من المعطيات، حيث قد يتخلله إصابة بعض اللاعبين وانخفاض مستوى آخرين، ومن ثم فلا يجب الاستقرار على تلك العناصر في الوقت الحالي.
الشناوي نصف الفريق
يعتبر المحللون أن مركز حراسة المرمى يمثل نصف قوة الفريق، وقوته تمنح الفريق ميزة إضافية تجعله قادرا على الحفاظ على نظافة شباكه في معظم أوقات المباراة.
وبالنظر إلى المستوى الذي يقدمه محمد صبحي، حارس مرمى المنتخب الأولمبي المصري، فإنه لا يقدم الأداء الذي ينبغي عليه تقديمه؛ إذ وقع في العديد من الأخطاء منذ انطلاق البطولة.
شباك الحارس الشاب استقبلت 4 أهداف على مدار البطولة، منها هدف عن طريق الخطأ في مباراة الكاميرون، بالجولة الثالثة من دور المجموعات، بعدما خرج بشكل خطأ في ركلة ركنية.
صبحي أعاد ارتكاب خطأ جديد في مباراة جنوب أفريقيا بالجور نصف النهائي، كاد أن يتسبب في هدف لـ"البافانا بافانا"، ولكن الكرة ابتعدت عن المرمى.
وبالنظر إلى أهمية هذا المركز، فقد يكون هو الأهم في التدعيم، لا سيما في ظل تألق محمد الشناوي، حارس مرمى الأهلي، مع المنتخب المصري في الفترة الأخيرة.
الشناوي كان أحد أبرز لاعبي المنتخب المصري في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، كما يعد العنصر الأبرز في صفوفه رغم النتائج السلبية في الفترة الأخيرة.
الخبرة تدعم حجازي
وإلى جانب حراسة المرمى، يعد خط الدفاع من أكثر المركز التي تحتاج إلى لاعبين يتمتعون بالخبرة الدولية، لتجنب الوقوع في الأخطاء التي قد تتسبب في الهزائم.
وبالنظر إلى المستويات التي قدمها المدافعون في المنتخب الأولمبي خلال البطولة، فإن خط الدفاع لم يقدم أفضل مستوياته.
محمد عبدالسلام، مدافع الزمالك تسبب بتمريرة خاطئة في تسجيل هدف للمنتخب الغاني في شباك "الفراعنة"، خلال الجولة الثانية من دور المجموعات.
ومع خطورة تكرار تلك الأخطاء في البطولة الأولمبية، فإن المنتخب المصري سيكون في حاجة إلى مدافع قوي على المستوى الفني، بالإضافة إلى خبراته الواسعة.
ويعد أحمد حجازي مدافع وست بروميتش ألبيون الإنجليزي أبرز الأسماء في قلب الدفاع، في ظل خبراته الواسعة التي تؤهله لقيادة الفريق.
حجازي بدأ مسيرته كلاعب بين 3 مدافعين مع فريق الإسماعيلي المصري، وأجاد في تلك الطريقة، وهي الطريقة نفسها التي يعتمد عليها شوقي غريب مدرب المنتخب الأولمبي المصري.
ورغم تذبذب مستوياته في الفترة الأخيرة مع المنتخب المصري فإنه يبقى المرشح الأبرز لشغل هذا المركز في البطولة الأولمبية.
القائد صلاح
محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، قد يلعب القائد الأبرز للمنتخب المصري في الدورة الأولمبية، في ظل النجومية الواسعة التي يتحلى بها في جميع أنحاء العالم.
صلاح كان مرشحا لقيادة المنتخب المصري الأول قبل أن يتراجع الجهاز الفني بقيادة حسام البدري عن الفكرة بسبب أحمد فتحي، حامل شارة القيادة، الذي رفض التنازل عنها.
القيادة لن تكون الفائدة الوحيدة من ضم صلاح، حيث إن المستويات الفنية للنجم المصري ستكون قادرة على تدعيم المنتخب بشكل قوي.
هداف الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسمين الماضيين يتمتع بقوة تهديفية قد تساعد مصطفى محمد، مهاجم المنتخب، على خلق مزيد من الحلول التهديفية.
اللاعب الذي يشغل هذا المركز في المنتخب الأولمبي هو عبدالرحمن مجدي، والذي على الرغم من تسجيله هدفين في مباراة جنوب أفريقيا، فإنه لم يقدم أفضل المستويات على مدار البطولة.
شوقي غريب اعتمد على صلاح محسن أيضا في هذا المركز، ولكنه لم ينجح في إجادة الحلول الكافية، في ظل تفوقه بشكل أكبر في مركز المهاجم الصريح.
ولا شك أن وجود صلاح في تلك الجبهة سينهي فكرة البحث عن لاعب مناسب في هذا المركز خلال البطولة.
أزمة في المنتصف ولكن
يعاني المنتخب المصري الأولمبي من أزمة في منتصف الملعب، وذلك في مركز لاعب الوسط الارتكاز، القادر على نقل الفريق إلى الأمام.
شوقي غريب اعتمد على ناصر ماهر إلى جانب أكرم توفيق، قبل أن يلجأ إلى عمار حمدي بعد تعرض الأول للإصابة، غير أن كلا اللاعبين يلعب في الأساس في مركز صانع الألعاب.
الاعتماد على صانع ألعاب في هذا المركز يتسبب في حمل إضافي على أكرم توفيق، وهو ما لن يكون مناسبا في البطولة الأولمبية، التي سيواجه فيها "الفراعنة" منتخبات أقوى فنيا.
ولكن بالنظر إلى الدوري المصري الممتاز، وإلى اللاعبين الذين يعتمد عليهم المنتخب الأول، فإن هذا المركز يمثل ثغرة كبيرة، حيث لا يوجد لاعبون قادرون على القيام بمهامه على الوجه الأمثل.
غير أن تلك الأزمة قد يتم حلها في حالة نجاح محمد محمود، لاعب الأهلي، في العودة من الإصابة التي يعاني منها في الرباط الصليبي قبل انطلاق البطولة.
ويعد اللاعب الشاب من أبرز اللاعبين القادرين على شغل هذا المركز، ولذا تم اختياره للانضمام للمنتخب الأول في أكثر من مناسبة قبل تعرضه للإصابة.
وبالإضافة إلى محمد محمود، فإن غريب قد يكون قادرا على تدعيم هذا المركز من خلال ضم أحمد حمدي، لاعب وسط الجونة، الذي غاب عن البطولة بسبب كثرة إصاباته.
مراكز لا مساس بها
يمتلك المنتخب المصري العديد من نقاط القوة التي لا تحتاج إلى تدعيم، ويأتي على رأسها مركز رأس الحربة الذي يتزعمه مصطفى محمد، هداف البطولة الأفريقية حتى الآن.
محمد الذي سجل 4 أهداف حتى الآن، ينافسه كل من صلاح محسن وأحمد ياسر ريان، وهما يعدان من أفضل المواهب الصاعدة في هذا المركز.
كما يتمتع المنتخب المصري بقوة هائلة في مركز الجناح الأيسر؛ إذ يمتلك كلا من رمضان صبحي وإمام عاشور، بالإضافة إلى طاهر محمد طاهر الذي غاب عن البطولة الأفريقية بسبب الإصابة.
وفي حالة تدعيم منتصف الملعب بشكل جيد، سيكون كل من ناصر ماهر وعمار حمدي قادرين على ملء الفراغ في مركز صانع الألعاب، لا سيما وأنه مركزهما الأصلي.
كما قدم الثنائي كريم العراقي وأحمد أبو الفتوح بطولة قوية في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر، وهو ما يشير إلى عدم حاجة المنتخب الأولمبي إلى لاعبين في هذا المركز.
وباستثناء تلك المراكز، فإن المنتخب المصري الأولمبي قد يكون مجبرا على تدعيم المراكز الأخرى التي يحتاج إليها، وهو ما سيتضح بشكل أكبر مع مرور الأشهر المقبلة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز