جهود مصرية متواصلة بحثا عن هدنة غزة.. وفد من حماس في القاهرة
جهود مكثفة تبذلها القاهرة على طريق البحث عن هدنة في غزة، توقف الحرب المستمرة منذ قرابة 14 شهرا.
ونقلت وكالة فرانس برس عن قياديين في حركة حماس، اليوم الإثنين، قولهما إن وفدا قياديا من الحركة التقى مسؤولين في المخابرات العامة المصرية مساء أمس الأحد في القاهرة، وناقش معه سبل التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
يأتي ذلك عقب زيارة قام بها وفد أمني مصري إسرائيل يوم الخميس الماضي في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
كما التقى الوفد، الذي يرأسه القيادي في الحركة الفلسطينية خليل الحية، وفدا من حركة فتح كان في زيارة القاهرة وبحث معه في "إدارة قطاع غزة" بعد انتهاء الحرب المتواصلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين إسرائيل وحماس.
وقال قيادي في حماس لوكالة فرانس برس إن الوفد القيادي، الذي وصل إلى القاهرة السبت، اجتمع مع رئيس المخابرات العامة بمصر اللواء حسن رشاد ومسؤولين في المخابرات الأحد، و"تمّت مناقشة السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات إلى غزة وفتح معبر رفح" الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر.
وأكد أن حماس "لم تتلقَ أية عروض أو اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى على الرغم من أن جهود الوسطاء متواصلة".
وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة وساطة بين إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى الآن.
وأعلنت الدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني تعليق وساطتها إلى حين "توافر الجدّية اللازمة" من الطرفين في المفاوضات.
وقال القيادي في حماس "لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى"، مضيفا أن حماس "جاهزة بناء على الثوابت التي حددتها فصائل المقاومة".
وأوضح أن هذه "الثوابت" على أنها "الانسحاب العسكري (الإسرائيلي) من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى سواء دفعة واحدة أو على مرحلتين، وإدخال المساعدات بشكل فوري، والإعمار".
وكانت إسرائيل تتمسّك في آخر مواقفها من الهدنة بالإبقاء على وجود عسكري لها في محورين استراتيجيين في القطاع.
وقال القيادي في حماس إن الحركة "أكدت مجددا أنها منفتحة لمناقشة أية أفكار أو اقتراحات، وأنها معنية بوقف الحرب والعدوان والتوصل لاتفاق يضمن تنفيذ هذه الثوابت".
وقال قيادي آخر في حماس إن "مصر وقطر وتركيا تبذل جهودا كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، لكن نتنياهو ما زال حتى اليوم يعطل"، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني "ينتظر ضغطا أمريكا ودوليا على نتنياهو لوقف حرب الإبادة والتوصل لاتفاق كما حدث في لبنان"، في إشارة إلى اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله، الأسبوع الماضي.
وكان البيت الأبيض أعلن، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.
من جهة ثانية، قال القيادي الثاني في حماس إن وفد الحركة التقى أيضا وفدا قياديا من حركة فتح بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد "وبحث معه ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وإدارة قطاع غزة حال انتهاء الحرب".
وذكر أن المناقشات مع فتح تجري "برعاية مصرية"، و"تركّزت على تشكيل اللجنة الإدارية المستقلة لإدارة القطاع والإشراف على المساعدات والمعابر والإعمار، بالتوافق مع كل الفصائل الفلسطينية".
وأكّد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في غزة جمال عبيد في اتصال هاتفي حدوث اللقاء، معتبرا أن اللقاءات بين الحركتين "مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني".