بدء ترميم "تابوت توت عنخ آمون" قبل عرضه بالمتحف المصري الكبير
وزارة الآثار المصرية نقلت التابوت الخشبي، منتصف يوليو الماضي، مؤكدة أنها أول عملية نقل وترميم تتم للتابوت بعد اكتشاف المقبرة.
أعلنت وزارة الآثار المصرية، الأحد، بدء أعمال ترميم وتعقيم تابوت الملك توت عنخ آمون بمركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير؛ تمهيدا لعرضه في افتتاح المتحف المقرر نهاية 2020.
وقال خالد العناني، وزير الآثار المصري، إن عملية نقل التابوت المذهب للملك توت عنخ آمون خارج مقبرته تمت لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922، مشيرا إلى أن عملية نفل التابوت إلى مركز ترميم الآثار بالمتحف الكبير جاءت بهدف إنقاذ التابوت الخشبي من التلف وعرضه ضمن افتتاح المتحف الكبير المقرر نهاية العام المقبل.
وأوضح العناني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه تم إنجاز أكثر من 90% من أعمال وإنشاءات المتحف المصري الكبير الواقع بالجيزة غرب القاهرة، إضافة لنقل أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تخص الملك توت عنخ آمون من بينها التابوت المذهب والعجلات الحربية، مؤكدا أن المتحف الكبير شهد طفرة كبيرة خلال السنوات الـ3 الماضية بعد إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية على أعمال الإنشاءات.
وأضاف الوزير المصري أن "أعمال نقل التابوت والبدء في ترميمه تعد رسالة واضحة من مصر للعالم تؤكد حرصها الشديد للحفاظ على تراثها، خاصة مع عرض قطعة أثرية فريدة في صرح ثقافي مهم مثل المتحف المصري الكبير"، مشددا على أن أعمال التعقيم والترميم تتم بطريقة محترفة وأجهزة حديثة تحت إشراف فريق من المرممين والأثريين المصريين.
وأوضح الطيب عباس، مدير الشؤون الأثرية بالمتحف الكبير، أن أعمال ترميم التابوت تستمر نحو 8 أشهر، وبدأت بعد نقله، في يوليو/تموز الماضي، بعزل التابوت 7 أيام قبل دخوله مرحلة التعقيم التي تستمر 3 أسابيع متواصلة وتسبق مرحلة الترميم الأخيرة.
وقال عباس، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن حالة التابوت سيئة للغاية نظرا لبقائه 97 عاما دون ترميم، ما عرّض القاعدة للسقوط وحدوث شروخ في جنبات التابوت، وهو الأمر الذي يتطلب عناية فائقة أثناء عملية التعقيم والترميم قبل عرضه مع التابوتين الآخرين للملك توت عنخ آمون في افتتاح المتحف الكبير.
وأضاف المسؤول المصري أن "أهمية القطعة الأثرية التي استقرت لقرون طويلة في وادي الملوك والملكات بالبر الغربي بالأقصر، صعيد مصر، تعود إلى ملابسات اكتشاف المقبرة على يد عالم الآثار هوارد كارتر خلال الفترة من 1922 حتى 1924"، مشيرا إلى أن ترميم التابوت الخشبي الخارجي وعرضه بالمتحف الكبير يوثّق لمرحلة تاريخية مهمة للأسرة الـ18 ويروج لحركة السياحة الثقافية في مصر.
وحدّد عدد من الأثريين والمرممين مدة ترميم تابوت توت عنخ آمون، عقب معاينة حالة التابوت قبل النقل التي أوضحت مظاهر من التلف وشروخا في الطبقات الأولى المذهبة وضعفا عاما في طبقات التذهيب.
ونقلت وزارة الآثار المصرية التابوت الخشبي، منتصف يوليو/تموز الماضي، مؤكدة أنها أول عملية نقل وترميم تتم للتابوت بعد اكتشاف المقبرة والتابوت الخشبي عام 1922، استعدادا لعرضه ضمن التوابيت الأخرى الذهبية بمقرها الجديد في المتحف الكبير.
ويعد تابوت توت عنخ آمون واحدا من القطع الأثرية النادرة التي تزين صالة عرض المتحف الكبير، ضمن 4266 قطعة أثرية من مجموعة توت عنخ آمون المقرر عرضها بالمتحف الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة غربي القاهرة.
وتعود قصة اكتشاف تابوت توت عنخ آمون إلى عام 1924، أي بعد عامين فقط من اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الـ18 والأخير الذي يحمل لقب الملك لهذه الأسرة.
ويكتسب تابوت توت عنخ آمون أهميته نظرا لانتمائه لأهم ملوك الفراعنة "نب خبرو توت عنخ آمون"، الذي حكم نحو 9 سنوات من القرن الرابع قبل الميلاد، وخلال حكمه استطاع أن يعيد عبادة الإله آمون والمعبودة أوزوريس إلى البلاد بعد فترة حكم والده إخناتون الذي كان يمجد الإله آتون، لذا أصبح اسم توت عنخ آمون مرتبطا باسمه، وهو يعني باللغة العربية "الصورة الحية للإله آمون" كبير الإلهة في مصر القديمة.