صانع "سندوتشات" مصري في دائرة خبراء السياسة الأمريكية
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقابلة خاصة مع خبير في الشؤون الأمريكية متخصص في "صناعة السندوتشات"
حاتم الجمسي أحد الوجوه البارزة في برامج الحوارات السياسية في العالم العربي، وأحد الخبراء في الشؤون الأمريكية، تستعين به القنوات الفضائية المصرية في تحليل ما يحدث في دوائر الحكم في واشنطن، إلا أن الكثيرين لا يعلمون عمله الحقيقي.
يمتلك الجسمي مطعم "لوتيس ديلي" بحي ريدجوود بمنطقة كوينز بنيويورك، وهو مطعم معروف يقدم طعاما جيدا، وتحظى فيه باستقبال بشوش، إلا أن كثيرا من زبائن الجمسي، الذي يعد الوجبات بنفسه، لا يعلمون أنه أحد أكثر الشخصيات التلفزيونية التي تظهر في البرامج السياسية العربية حول الولايات المتحدة، والعكس صحيح أيضا، إذ لا يعلم مشاهدو الجمسي أنه يمتلك مطعما في نيويورك لبيع الشطائر.
الطريف في الأمر أن الجمسي حول جزءا من مطعمه إلى استوديو للتصوير، لكي يظهر بشكل لائق خلال المداخلات والحوارات التلفزيونية، وهو عبارة عن غرفة تغطيها الخرائط، وتقع خلف المكان المخصص لشرائح البطاطس.
وعندما قام مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالتحدث إلى الجسمي، قال الخبير المصري إنه في البداية كان يخشى من أن يعلم مشاهدوه حقيقة عمله، فقد يظن البعض أن عمله هذا لا يؤهله للحديث عن شؤون السياسية، لكنه يؤكد قدرته على القيام بذلك الدور، ويضيف ساخرا "وعلى حد علمي صناعة السندوتشات عمل لا يتنافى مع القانون".
وبدأ الجمسي بالعمل الإعلامي العام الماضي، بعد أن كتب مقالا للرأي في إحدى الصحف المصرية يتوقع فيها بفوز دونالد ترامب، خلال سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2016، في وقت كانت هيلاري كلينتون تتصدر الاستطلاعات بفارق 20 نقطة كاملة.
وظلت كتابات الجمسي في الصحف المصرية "مجرد هواية"، إلا أن فوز ترامب دفع قناة "نايل تي في" الحكومية المصرية لإجراء حوار معه، كونه مصريا يعيش في الولايات المتحدة، للحديث عن الانتخابات الأمريكية.
محمد المحمدي، أحد المنتجين بقناة "أون تي في لايف" المصرية الخاصة، وصف الجمسي بأنه منمق ويعرف جيدا كل ما يدور في أروقة الحكم وأخبار السياسة الأمريكية.
وأضاف أنه يستطيع الحديث عن العديد من المواضيع السياسية.
وأضاف المحمدي أن الجمسي دائما ما يتأكد من مصادره، وحينما يفتقر للمعلومات الضرورية يسارع بالاعتذار عن المشاركة لعدم إلمامه بهذا الشأن.
وانتقل الجمسي إلى الولايات المتحدة عام 1999، حيث درس آداب اللغة الإنجليزية بجامعة سانت جون، ولكي يعيل نفسه عمل في ركن لإعداد السندويتشات داخل مطعم بمنطقة مانهاتن الجنوبية، وهو متزوج منذ 13 عاما ولديه طفلان.
ويختم الجمسي حديثه بالإعراب عن رغبته في مواصلة شرح العديد من المواضيع عن الداخل الأمريكي، مؤكدا أن جودة أطروحاته هي ما يجعل عمله مميزا ومطلوبا، ويقول "هنا في الولايات المتحدة لا توجد حدود للنجاح، وأنا المثال الحي لذلك".