ترامب وبايدن.. ناخبون محبطون في سابق الأمر الواقع
بينما يتجه المشهد الأمريكي نحو انتخابات رئاسية يتنافس فيها جو بايدن ودونالد ترامب طرفي معركة 2020، لا يبدو أن الناخبين سعداء بهذا.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية وشركة "إس إس آر إس" أن 6 بين كل 10 جمهوريين ومستقلين ذوي ميول جمهورية يريدون أن يرشح حزبهم شخصا آخر بخلاف الرئيس الجمهوري السابق ترامب في 2024، كما تأمل شريحة مماثلة بالجانب الآخر مرشحا آخر بخلاف الرئيس الديمقراطي الحالي بايدن.
وترجح تلك النتائج أن الناخبين مستعدون لأيام الحملات الرئاسية التي يمرر فيها جيل الشعلة إلى آخر، ومن شأن سباق يتواجه فيه بايدن وترامب أن يثير تساؤلات حول ما إذا كان النظام السياسي المستقطب قد فقد القدرة على التجديد الذاتي التي دائما ما كان قوة أمريكية.
وبحسب تحليل نشرته "سي إن إن"، ما زال الوقت مبكرا، لكن الانتخابات النصفية لعام 2022 تقدم تذكيرا جديدا بأنه في عصر متقلب وحزبي تخيم عليه ظلال الأزمات داخليا وخارجيا، لا تشكل الاستطلاعات والتوقعات التي تسبق السباقات أهمية كبرى.
وأعلن ترامب ترشحه بالفعل، أما بايدن فيعطي إشارات على أنه يخطط للترشح، مما يرجح أنه سيعلم البلد بقراره بالتأكيد في العام الجديد.
ورأى تحليل "سي إن إن" أن الانتخابات النصفية، التي من خلالها سيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ بينما فاز الجمهوريون بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، تساعد في تفسير نتائج الاستطلاع.
ولم يكن الناخبون الذين يأملون في العودة إلى الحياة الطبيعية التي وعد بها بايدن بعد تحديات الصحة العامة والتضخم متحمسين لبايدن، الذي تسببت معدلات تأييده المتدنية في إبعاده عن الحملات الانتخابية في الولايات الحاسمة. لكنهم لم يثقوا أيضا في الحزب الجمهوري الذي لا يزال إلى حد كبير تحت سيطرة ترامب لإصلاح الأوضاع.
كما يلمح الاستطلاع أيضا إلى إحدى المفارقات الناشئة في سباق 2024 الوليد، وهو أنه بالرغم من أنهما أقوى الشخصيات في حزبيهما، يبدو كل من بايدن وترامب ضعيفين بشكل غريب في بداية حملة العامين، وقد يواجهان تعقيدات من بيئة سياسية متغيرة، أو عوامل خارجية، أو العمر.
كما يبدو أن جاذبية ترامب آخذة في التلاشي، خاصة في ضوء نتائج الانتخابات النصفية الكارثية للعديد من مرشحيه في الولايات المتأرجحة، والتي عكست الملل من أنينه المتواصل بشأن 2020، ورفض الناخبون لشعاره في انتخابات وطنية متتالية.
وأظهر استطلاع "سي إن إن" أنه عندما سئل الناخبون الجمهوريون عمن يفضلون، كان 47% يفكرون في بديل له.
واختار 4 بين كل 10 حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي لم يتم اختباره على المسرح الوطني بعد، لكن يظهر كتهديد كبير للرئيس السابق.
أما بالنسبة إلى بايدن، فليس من الجيد أن يريد غالبية ناخبيه رؤية مرشح آخر. وعادة ما يكون أي قائد أعلى لديه نسبة تأييد أقل من 50% مثل بايدن ضعيفا في سباق إعادة الانتخاب.
أما بالنسبة للسياسة الجمهورية، ربما تكون أمام لحظة انتقالية، فمن ناحية يقول المزيد من الجمهوريين -مدفوعين بفشل العديد من المرشحين الذين اختارهم ترامب بعناية في الانتخابية النصفية- إنه آن الأوان للمضي قدما.
كما يعزز عشاء ترامب مع متطرفين معادين للسامية، من أمثال المتعصب نيك فوينتس ومغني الراب كانييه ويست في مارالاجو، النغمة السائدة بشأن عدم صلاحيته للانتخابات وأن الضرر الذي وقع لا يمكن إصلاحه.
أما بالنسبة لبايدن فأفضل إجابة على أولئك الديمقراطيين الذين يرغبون في مرشح آخر، أنه هزم ترامب بالفعل في 2020 وتجنب الهزيمة التقليدية التي تشهدها الولاية الأولى للرؤساء في الانتخابات النصفية.
وليس بالأمر الجديد على بايدن ألا يحظى بثقة حزبه، فقد فشلت حملتاه الرئاسيتان السابقتان في وقت مبكر وكانت جهوده لسباق 2020 في حالة من الفوضى حتى جاء فوزه بالانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولينا والتي عززت آماله في البيت الأبيض.