سياسة
طوارئ وتنازلات رئاسية.. ماذا يحدث في أوزبكستان؟
بعد يوم من إثارة إصلاح دستوري مقترح احتجاجات في منطقة كاراكالباكستان غربي البلاد، أعرب الرئيس الأوزبكي عن استعداده لإلغاء أجزاء منه.
وأثار الإصلاح المقترح غضبا في كاراكالباكستان لأنه أزال الصياغة اللغوية الدستورية التي تشير صراحة إلى سيادتها، فيما وردت تقارير عن اشتباكات واحتجاجات يوم الجمعة وهو أمر نادر الحدوث في البلاد.
وتوجه الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، اليوم السبت، إلى نوكوس عاصمة كاراكالباكستان المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي، وبعد ذلك بوقت قصير، قال متحدث باسم الرئاسة لوسائل الإعلام إنه سيتم الاحتفاظ بالصياغة اللغوية الدستورية المعنية، وهو تراجع نادر من جانب زعيم لذلك البلد.
ويتولى ميرضيائيف الرئاسة منذ وفاة إسلام كريموف في 2016 ووعد باتخاذ خطوات للمساعدة في إنشاء "مجتمع مدني حر" منذ إعادة انتخابه العام الماضي.
ومع ذلك، اشتكى نشطاء حقوق الإنسان من أن الحقوق الأساسية لا تزال بعيدة المنال في البلاد، على الرغم من الإصلاحات التي تم إدخالها.
حالة الطوارئ
وأعلنت أوزبكستان، السبت، حالة طوارئ لمدة شهر في إقليم قرقل باغستان المتمتّع بحكم ذاتي والذي شهد احتجاجات نادرة مناهضة للحكومة، ما دفع الرئيس شوكت ميرزوييف إلى التخلي عن مشروع لتعديل دستور البلاد.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئاسة البلاد، في بيان، أن حالة الطوارئ تهدف إلى "ضمان أمن المواطنين" و"عودة سيادة القانون" في هذا الإقليم الفقير الواقع في شمال غرب أوزبكستان.
ودخلت حالة الطوارئ حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد بالتوقيت المحلي وتستمر حتى 2 أغسطس/آب المقبل.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات أنها أوقفت "مثيري أعمال شغب" أرادوا الاستيلاء على مقرات إدارية في الإقليم.
والجمعة تظاهر الآلاف في شوارع العاصمة الإقليمية في "جمهورية قرقل باغستان" على أثر نشر مقترحات لتعديل دستور أوزبكستان من شأن إقرارها أن يضعف استقلالية المنطقة، علما بأن استفتاء سينظّم بشأن هذه المقترحات في الأشهر المقبلة.
مظاهرات نادرة
والمظاهرات العفوية (غير المرخص لها) محظورة قانونا في الجمهورية السوفياتية السابقة، والجمعة أعلنت الشرطة "إعادة إرساء النظام" في المنطقة التي شهدت الاحتجاجات.
ومقترحات تعديل دستور أوزبكستان تشمل إلغاء "سيادة" إقليم قرقل باغستان وتجريده من حق يكفله الدستور بالانفصال عن طشقند من خلال تنظيم استفتاء بهذا الشأن.
والسبت، قال عضو البرلمان واللجنة الدستورية عادل جان توجييف، إن اللجنة تراقب الأوضاع في البلاد وستأخذ الآراء المعبّر عنها عبر الإنترنت في الاعتبار.
لكن توجييف قال إن "المحرّضين الذين حاولوا إثارة أعمال الشغب لا يمثّلون الرأي العام للشعب القرقل باغي". لكن سلطات قرقل باغستان الموالية للحكومة المركزية على الرغم من تمتع الإقليم بحكم ذاتي، اتّخذت موقفا أكثر تشددا.
وجاء في بيان مشترك لشرطة الإقليم وبرلمانه وحكومته المحلية أن "محرضين" حاولوا "الاستيلاء على مؤسسات رسمية... وإثارة الانقسام في المجتمع وزعزعة الاستقرار السياسي-الاجتماعي في أوزبكستان".
وأشار بيان السبت إلى "اعتقال مجموعة من مثيري أعمال الشغب وأشخاص قاوموا أجهزة إنفاذ القانون"، مضيفا:"التحقيقات جارية بحقهم"، ومحملا "مجموعة إجرامية" مسؤولية أعمال العنف.
وخدمة الإنترنت متقطّعة في إقليم قرقل باغستان الواقع في غرب أوزبكستان والبالغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة، علما بأن إجمالي عدد السكان في أوزبكستان حيث الغالبية مسلمة يبلغ 35 مليون نسمة.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA==
جزيرة ام اند امز