الإمارات والنفط في 50 عاما.. رحلة أمن الطاقة
فتح إنتاج أول برميل نفط في دولة الإمارات العربية المتحدة، الباب واسعا أمام رحلة أمن الطاقة في الدول والعالم.
يأتي ذلك في وقت تحولت فيه الدولة إلى مصدر موثوق للإمدادات.
قبل أكثر من 50 عاما، نجحت دولة الإمارات في تحقيق الكشف النفطي الكبير باستخراج أول برميل للخام، قبل انطلاق قطار شركة "أدنوك" العملاقة في عالم الطاقة.
"حقل باب"
تاريخيا، فقد تم اكتشاف النفط في البلاد عبر "حقل باب" عام 1958 بعد عملية بحث واسعة النطاق استمرت 30 عاماً. وتم الانتهاء من تطوير الحقل الذي يعرف أيضاً باسم مربان 3 في عام 1960، ليبدأ بعدها إنتاج 3674 برميلا يومياً من النفط الخام.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1963، بدأت الإمارات عمليا بتصدير أول برميل من النفط الخام، ليشكل باكورة فتح أسواق عالمية لمصدر الطاقة الأبرز في ذلك الوقت، والذي ما زال يشكل المصدر الأبرز للدول لتوليد الطاقة.
اليوم، وبعد أزيد من 5 عقود على ثورة النفط، يبلغ إنتاج دولة الإمارات من الخام قرابة 3.5 مليون برميل يوميا في الظروف الطبيعية، وقدرة فورية على زيادة الإنتاج إلى 4 ملايين برميل يوميا.
لذلك، يلعب قطاع الطاقة دوراً هاما في السياسات الداخلية والخارجية لدولة الإمارات؛ ومنذ اكتشاف النفط والغاز قبل أكثر من نصف قرن، أصبحت الدولة عضوا رئيسيا في أسواق الطاقة العالمية، وتلعب دوراً في استقرار أسواق النفط العالمي.
أدنوك.. عملاق الطاقة
في الوقت الحالي، تدير شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وتشرف على إنتاج 3 ملايين برميل من النفط الخام يومياً في الظروف الطبيعية بعيدا عن اتفاقية خفض الإنتاج، مما يضعها ضمن قائمة أكبر منتجي النفط في العالم.
ووسعت "أدنوك" محفظتها لتشمل أيضاً عمليات تكرير متطورة للبتروكيماويات، وشبكة واسعة من محطات خدمة الوقود والغاز؛ إضافة إلى أسطول حديث من الناقلات والسفن بما في ذلك ناقلات الغاز الطبيعي المسال وناقلات النفط والمواد الكيماوية والبضائع غير المغلفة والحاويات.
و"أدنوك" واحدة من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، وتضم 16 شركة فرعية مختصة ومشروعات مشتركة تعمل في مختلف مجالات استكشاف والإنتاج والتكرير والتوزيع.
وفي موضوع الغاز الطبيعي، يبلغ إنتاج شركة أدنوك من الغاز 9.8 مليار قدم مكعب قياسي يومياً، ما جعل البلاد ضمن قائمة أكبر منتجي الطاقة على مستوى العالم.
وتشمل استراتيجية أدنوك للغاز، المحافظة على إنتاج الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2040، والاستفادة من الفرص الناتجة عن تغيرات العرض والطلب، ومزيج الطاقة في دولة الإمارات، بغرض تعزيز القيمة من الغاز واستخداماته في إنتاج البتروكيماويات.
وفي عام 2018، اعتمد المجلس الأعلى للبترول استثمارات بنحو 486 مليار درهم (132.4 مليار دولار أمريكي) لدعم مشاريع شركة أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك".
ووفق أرقام الشركة على موقعها الإلكتروني، فإن الإمارات تحتل الترتيب 12 عالميا كأكبر منتج للنفط الخام، من بين عشرات البلدان النفطية.
وأدنوك، أكبر شركة حفر وطنية في الشرق الأوسط من حيث حجم أسطول الحفارات، وأول شركة في المنطقة تقدم خدمات حفر متكاملة، وتمثل حلقة وصل مهمة في سلسلة القيمة لأعمال الاستكشاف والتطوير والانتاج.
كل هذه الأعمال للشركة، ستمكنها من زيادة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg
جزيرة ام اند امز