الإمارات.. عضد السعودية الأولى في إنقاذ اليمن منذ 5 سنوات
الإمارات لا تزال هي العضد الأولى للسعودية باليمن كما كان الأمر عند تنفيذ أول نزول بري لخنق المليشيا الحوثية في عدن قبل 5 سنوات
للعام الخامس على التوالي تمضي الإمارات كتفا بكتف مع السعودية تحت راية واحدة وهي التحالف العربي، لنحقيق أهداف مشتركة، أبرزها استعادة الشرعية، وقطع اليد الإيرانية التي تريد تحويل اليمن إلى مجرد بيدق في ملعب رقعة أدواتها الإرهابية الملطخة بالدماء.
وقبل أسابيع من حلول الذكرى الخامسة لعاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس/آذار 2015، لا تزال الإمارات هي العضد الأولى للسعودية باليمن، كما كان الأمر عند تنفيذ أول نزول بري لخنق المليشيا الحوثية في العاصمة المؤقتة عدن قبل 5 سنوات.
"العين الإخبارية" تستعرض مشوار التحالف الوثيق بين السعودية والإمارات في اليمن، عسكريا وسياسيا وإنسانيا منذ انطلاق عاصفة الحزم قبل 5 سنوات.
عسكريا
باعتبارها ثاني كبرى دول التحالف العربي أسهمت القوات الإماراتية بشكل رئيسي إلى جانب القوات السعودية في استعادة أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، وتأمين غالبية السواحل الغربية المطلة على البحر الأحمر من الإرهاب الحوثي الذي يستهدف خطوط الملاحة.
ويتذكر اليمنيون البطولات الناصعة للقوات الإماراتية في جميع الأراضي المحررة، خصوصا أن أول شهداء عاصفة الحزم كان الضابط الإماراتي المشهود له بالشجاعة الملازم أول عبدالعزيز الكعبي.
ملاحم القوات الإماراتية لم تقتصر على عدن التي تم تحريرها مطلع يوليو/تموز 2015، وبعدها محافظات أبين ولحج، ففي مدينة مأرب شرقي اليمن قدمت الإمارات كوكبة من الشهداء بقصف حوثي غادر كانت لمؤامرات الإخوان بصمة في حدوثه، وفقا لمصادر عسكرية.
وفي الساحل الغربي، قادت القوات الإماراتية عملية عسكرية مشهود لها، عندما تقدمت على رأس القوات اليمنية المشتركة في وقت قياسي من مفرق المخا وصولا إلى مطار الحديدة الدولي ومشارف ميناء الحديدة، قبل أن تتجمد المعركة احتراما للحلول السلمية واتفاق ستوكهولم.
وبعيدا عن المعركة ضد الحوثيين، أسهمت القوات المسلحة الإماراتية في تأمين المدن اليمنية المحررة من العناصر الإرهابية، بتنفيذ أكثر من عملية عسكرية خاطفة ضد عناصر القاعدة في محافظات أبين وشبوة وحضرموت.
سياسيا
دعمت الإمارات الحل السلمي للأزمة اليمنية في أكثر من محفل دولي، وتشاركت مع السعودية في تقديم طاولة الحوار للأطراف اليمنية ابتداء من مشاورات جنيف والكويت وستوكهولم، وصولا إلى اتفاق الرياض.
وكانت الإمارات محطة إقليمية رئيسية في الجولات المكوكية للمبعوث الأممي مارتن جريفيث ومن قبله إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفي كل مناسبة ظلت أبوظبي تشدد على دعمها للحل السلمي وجهود الأمم المتحدة في إنهاء معاناة اليمنيين، لكن المليشيا الحوثية كانت دائما ما تتربص بكل الاتفاقات وتغدر بها.
ودعمت الإمارات اتفاق ستوكهولم بشكل غير مسبوق، على الرغم من أن قواتها ومن خلفها القوات المشتركة كانت على مرمى قدم من ميناء الحديدة الدولي، لكنها فضّلت الحلول السلمية، من أجل تجنيب المدينة الساحلية وسكانها ويلات الحرب.
والتزمت القوات الإماراتية، التي تقود قوات التحالف بالساحل الغربي، بالتهدئة الكاملة ووقف الغارات الجوية والزحف الميداني، ولكن في المقابل واصلت المليشيا الحوثية خرق الاتفاق وقتل المزيد من المدنيين.
اتفاق الرياض كان آخر المنعطفات السياسية التي دعمتها الإمارات بقوة وأعلنت ترحيبها بالجهود الكبيرة التي تقودها السعودية لتوحيد الصف اليمني بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وحتى وقت قريب، أكدت الإمارات أن تعطيل الاتفاق، بعد مرور 90 يوما على توقيعه، والتهرب من تنفيذ بنوده، يعكس ضعفا وتفكيكا في خضم المواجهة مع المليشيا الحوثية.
إنسانيا وتنمويا
منذ انطلاق عاصفة الحزم قدمت الإمارات ملايين الدولارات لليمن، وفي مؤتمرات المانحين للاستجابة الإنسانية كانت الإمارات تتقاسم مع السعودية الحصة الأكبر في لائحة الدول الداعمة للاحتياجات التنموية والإنسانية باليمن.
وخلال العام الماضي قدمت السعودية والإمارات 1.5 مليار دولار ضمن خطة الاستجابة الإنسانية، في مبلغ شكل ثلثي إجمالي التعهدات التي قدمتها باقي دول العالم أجمع.
وخلافا للدعم الكبير، أسهمت الأذرع الإنسانية للإمارات والسعودية في تخفيف معاناة اليمنيين في جميع المدن المحررة، حيث وصلت مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي إلى كل القرى والمناطق النائية اليمنية.
وقد أسهمت هذه المساعدات في إنقاذ ملايين اليمنيين من شبح المجاعة، كما شاركت في الحملة مؤسسات إماراتية أخرى، على رأسها مؤسستا الشيخ زايد للأعمال الإنسانية، والشيخ خليفة للأعمال الإنسانية.
وفي المقابل، قدّم مركز الملك سلمان للإغاثة قوافل من المواد الغذائية والإيوائية لمئات الآلاف من الأسر اليمنية المتضررة من الانقلاب الحوثي.
وعلى الجانب التنموي، أسهمت تدخلات الهلال الإماراتي والمركز السعودي لإعادة تنمية وإعمار اليمن في إعادة الحياة لمئات المدارس والمرافق الصحية، من أجل استئناف تقديم خدماتها للمواطنين بعد أن دمرها الانقلاب الحوثي.