برعاية محمد بن زايد.. بدء مؤتمر "القادة لحروب المستقبل" بأبوظبي
مؤتمر "القادة لحروب المستقبل" الذي تنظمه وزارة الدفاع بالتعاون مع "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" انطلق اليوم
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبحضور الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومحمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر "القادة لحروب المستقبل" الذي تنظمه وزارة الدفاع بالتعاون مع "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" في قاعة الشيخ زايد بن سلطان بمقر المركز بأبوظبي.
شهد افتتاح المؤتمر حضور نخبة من الخبراء والمتخصصين بالقضايا الأمنية والاستراتيجية والعسكرية ولفيف من الكتاب والصحفيين ورجال الإعلام.
واستهل المؤتمر أعماله بكلمة افتتاحية أولى لمحمد أحمد البواردي قدم فيها خالص الشكر والتقدير إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتفضله برعاية هذا المؤتمر وإلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على تعاونه مع وزارة الدفاع في الإعداد لهذا المؤتمر.
وتحدث عن التطور الذي طرأ على طبيعة الحروب بطريقة جعلتها تفرض تهديدا عظيما يواجه أمن الدول، وقال " إن "حروب الجيل الرابع" هي إحدى النظريات الكثيرة التي تطورت خلال العقود الماضية لوصف الطبيعة الجديدة للحروب وبيانها فهناك الحروب الهجينة والحروب غير النظامية وصراعات المنطقة الرمادية، وعلى الرغم من أن كل نوع من هذه الحروب له سماته المميزة وأبعاده المتباينة التي يجب علينا أن نعيها جيدا فإن هناك بعض الخصائص المشتركة بينها".
وأضاف:" أن الحرب التي قد نواجهها في المستقبل لن تشمل القوى التقليدية المعروفة للدول فحسب ولكنها ستضم أعداء جدد مبهمين وسيكون الصراع غامضا وطويلا مشتملا على أعمال عنف وتهديدات تختلف عن الحروب المعروفة وسوف ينتهز أعداؤنا هذا الغموض مستخدمين التزاماتنا القانونية والمبادئ التي نتبناها سلاحا ضدنا ومستغلين الحيز بين مؤسساتنا الوطنية".
وأكد ضرورة الاستثمار في بناء مؤسساتنا الوطنية بحيث تتسم بالجاهزية والمرونة وتستجيب لمثل هذه الحروب بصورة عاجلة وفاعلة ما يحتم علينا أولا الارتقاء بمفهوم الحرب الشاملة لبناء حائط الردع الذاتي على المستويات كافة وثانيا تعزيز القدرات الوطنية الاستباقية على التنبؤ بوقوع هذه الحروب، وثالثا إطلاق الطاقات الإبداعية الخلاقة بتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للكفاءات المواطنة ورابعا ربط معطيات السياسة والثقافة والإعلام والاقتصاد من ناحية والمعطيات الأمنية والعسكرية من ناحية أخرى بما يتيح أفضل توظيف لموارد القوة الشاملة للدولة، وتحقيق رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها.
وبعد ذلك جاءت الكلمة الافتتاحية الثانية للمؤتمر التي ألقاها الدكتور أنور محمد قرقاش وتحدث فيها عن المشهد الجيواستراتيجي في المنطقة، وقال:"إن ما يميز المشهد الراهن أننا أمام وضع دولي غير مستقر بدأ منذ انهيار القطبية الثنائية وأن هناك زيادة في عدد اللاعبين في العلاقات الدولية حيث لم تعد الفواعل تقتصر على الدول بل ظهرت منظمات مسلحة وإرهابية كما أن هناك انحسارا في النفوذ الأمريكي على المستوى العالمي مقابل محاولة من روسيا لاستعادة دورها الدولي وأوروبا منقسمة على نفسها خاصة بعد انسحاب بريطانيا من "الاتحاد الأوروبي" وكل هذه المعطيات لها انعكاسات علينا وتسبب نوعا من الخلل الإقليمي.
ثم تحدث عن أهم التحديات التي تواجه المنطقة وهي: أولا ضعف الدولة القومية وما تبعه من ضعف المجتمعات العربية وثانيا سياسة إيران، وقد طالبها بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وثالثا التطرف والإرهاب اللذان يتطلب القضاء عليهما جهودا عربية ودولية مشتركة.
وأكد أن تجاهل الأزمات لم يعد مجديا ولا بد من بناء كتلة عربية وسطية لمواجهة التحديات، مشيرا إلى كلمة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الأخيرة أمام الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي تحدث فيها عن أن الوقائع تفيد بضرورة التركيز على حل الصراعات وليس مجرد إدارتها.
وألقى الجنرال المتقاعد جون ألين المبعوث الخاص السابق للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي الكلمة الرئيسية للمؤتمر تحت عنوان "خصائص الصراعات المعاصرة والمستقبلية خلال العقد المقبل"، وتحدث فيها عن التغيرات التي طرأت على الحروب موضحا أن الحروب التي يشهدها العالم خلال العصر الراهن أصابتها تغيرات عميقة على مستوى خصائصها ما ينذر بتحولات أعمق وأشمل قد تلحق الحروب المستقبلية على مدى العقود المقبلة وهذا يفرض فهم البيئة السائدة مع الإقرار بوجود منطقة عدم اليقين للتكيف مع طبيعة العدو الجديد وأدواته ومن ثم وضع التقديرات المناسبة للدفاع عن أنفسنا في الوقت الحالي وفي المستقبل من خلال ما نمتلك من موهبة وتنظيم معا.
وتحدث الجنرال ألين عن النظريات السائدة حول الحروب والصراعات، وقال: "إن النظريات الأساسية في النقاشات الجارية حاليا حول الحروب المعاصرة والمستقبلية تتميز بالتباين والغموض وتقترح استراتيجية فضفاضة تضعف تدريجيا المجتمعات والحكومات في مواجهة الهجمات المحتملة ذلك أن متابعتنا مجموعة الأحداث الأخيرة على الصعيد العالمي لفتت انتباهنا إلى ضرورة الاهتمام بالحرب في المنطقة الرمادية والإلمام بنقاط ضعفنا ".
وقال " نقصد بالمنطقة الرمادية تلك المنطقة التي توظف فيها التكنولوجيا وتعتمد نظاما قائما لتحقيق أنشطتها وهي ذات طبيعة متكاملة ومتماسكة وتتميز أعمالها بالتدرج واستخدام الخداع والتضليل كما تستغل ضعف الحكومات وتفككها.
وأضاف: " بحكم تجربتي التي راكمتها طوال عقدين من الزمن في التعامل مع عدد من أنشطتها يمكنني القول إن تجربة تنظيم "داعش" كانت الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلي لاتسامها بالقدرة على تكييف التكنولوجيا الناشئة وامتلاك المهارة اللازمة في استخدامها ما ساعده على توسيع نطاق التجنيد أكثر من تنظيم "القاعدة" وذلك اعتمادا على عمله في المجالات الثلاثة: المادي والمالي والمعلوماتي مع احتمال تفرغها لشغل المجال السيبراني حتى صار "داعش" اليوم يمثل تهديدا نوعيا غير مسبوق يمكننا تشبيهه بمخلوق ممتد جغرافيا يتوفر على شبكة بشرية واسعة توظف وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات الهواتف الحديثة".
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز