قطاع الفضاء الإماراتي في 2023.. موعد مع إنجازات تاريخية
إنجازات تاريخية مرتقبة للإمارات في قطاع الفضاء خلال عام 2023، لترسخ بها مكانتها كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء.
ففي فبراير/ شباط المقبل، من المقرر أن ينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية تستمر 6 شهور يجري خلالها العديد من التجارب العلمية الهامة.
وفي الشهر نفسه، سيصدر قرار هام بشأن تمديد مهمة "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ في مهمة علمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل عن الكوكب الأحمر.
كما سيكون العالم على موعد مع وصول المستكشف راشد إلى سطح القمر في إبريل/ نيسان، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
وقبل أن ينتهي العام، من المقرر إطلاق القمر الصناعي الإماراتي MBZ-Sat، ثاني قمر اصطناعي إماراتي يبنيه ويطوره بالكامل فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر “خليفة سات”.
إنجازات ملهمة تبرز سعي الإمارات الحثيث لقيادة مشاريع علمية وتنموية كبرى تخدم الإنسانية جمعاء، بما يتوافق مع رسالتها في تعزيز الأخوة الإنسانية.
"العين الإخبارية" ترصد في التقرير التالي أبرز الإنجازات المرتقب تحقيقها في قطاع الفضاء بالإمارات عام 2023:
أول مهمة طويلة الأمد
تدخل الإمارات عام 2023، بعد أيام من إنهاء رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي تدريبات متعلقة باختصاصيي وحدة "كولومبوس"، استعداداً لأول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب على متن محطة الفضاء الدولية، والتي تستمر 6 شهور، وتنطلق منتصف فبراير/ شباط المقبل.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت 29 أبريل/ نيسان الماضي عن إطلاق مهمة فضائية جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد إلى 6 أشهر.
وفي 25 يوليو/ تموز الماضي، تم اختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي كرائد فضاء أساسي للمشاركة ضمن بعثة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" و"سبيس إكس "Crew-6، ليكون النيادي أول رائد فضاء عربي يشارك في مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية، ولتصبح الإمارات بتلك المهمة الدولة الـ 11 في التاريخ التي تشارك في مهمة طويلة الأمد في الفضاء.
ومن المقرر أن تنطلق المهمة على متن مركبة "دراجون" لشركة سبيس إكس من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة في فبراير/ شباط المقبل.
وسيقوم سلطان النيادي خلال المهمة بإجراء سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة، من أجل التوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي، والتي تندرج ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
وصول المستكشف"راشد" للقمر
وفيما يواصل النيادي مهمته العلمية في محطة الفضاء الدولية، سيكون العالم على موعد مع وصول المستكشف "راشد" إلى سطح القمر في إبريل/ نيسان، لتكون الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
وكانت الإمارات قد أطلقت في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي "المستكشف راشد" نحو سطح القمر بنجاح من قاعدة "كيب كانافيرال" الفضائية في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية على متن الصاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس"، في رحلة من المتوقع أن تستغرق 140 يوما ليصل إلى القمر في أبريل 2023.
وستسهم الاختبارات العلمية التي يجريها المستكشف راشد والذي تم بناؤه وتصميمه بجهود الخبراء والمهندسين الإماراتيين بنسبة 100 بالمائة في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.
يذكر أن المهمة الطموحة التي تقوم بها دولة الإمارات لدراسة سطح القمر تعد بمثابة بوابة العبور لاستكشاف الكواكب الأخرى مستقبلاً، خاصة كوكب المريخ، في إطار برنامج المريخ 2117، الذي يحظى بتمويل من صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (TDRA) ويهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
تمديد مهمة مسبار الأمل
وخلال الشهر نفسه (إبريل/ نيسان 2023)، ستكون مهمة "مسبار الأمل" قد أتمت سنة مريخية كاملة "687 يوماً أرضياً"، وهي المدة المحددة للمهمة، مع احتمالية تمديدها لسنة مريخية أخرى.
وفي 20 يونيو/ حزيران 2020 دخلت الإمارات رسميا السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي وذلك مع انطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ في رحلة تهدف إلى فهم التغيرات المناخية على الكوكب الأحمر، واكتشاف أسباب تآكل غلافه الجوي، وعدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه.
وبعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، وصل "مسبار الأمل" إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط 2021، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ أكثر من 1200 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ ، تعد تعد مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تم إتاحتها مجاناً أمام المجتمع العلمي حول العالم.
ويرسم مسبار الأمل صورة جلية وشاملة عن مناخ المريخ، ويرصد ويحلل الأسباب التي أدت إلى تآكل غلافه الجوي وهروب المياه من على سطحه وبالتالي اختفاء فرص الحياة عليه، ولا يكتفي بذلك بل يجيب على أسئلة حيرت العلماء ولم يجدوا لها جواباً نتيجة قلة البيانات والمعلومات حول الكوكب الأحمر.
وتسهم لك المعلومات في رسم صورة متوقعة لتغير الغلاف الجوي والمناخ على كوكب الأرض عبر آلاف السنين القادمة، الأمر الذي يساهم في نهاية الأمر في تحقيق استدامة البيئة.
وتتواصل مهمة المسبار لسنة مريخية كاملة "687 يوماً أرضياً"، وبدأت في شهر مايو/ آيار 2021 مع دخول المسبار إلى المدار العلمي حول الكوكب الأحمر وتمتد حتى أبريل/ نيسان 2023، وقد تمتد سنة مريخية أخرى، إذا تطلب الأمر ذلك، لجمع بيانات أشمل، وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.
القمر الصناعي "MBZ-Sat"
قبل أن ينتهي عام 2023، من المقرر أن تكون الإمارات قد انتهت من بناء القمر الصناعي "MBZ-Sat" الذي يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين.
وشهد أكتوبر/ تشرين الأول 2020 الإعلان عن مشروع القمر الصناعي الإماراتي “MBZ-Sat”، ثاني قمر اصطناعي إماراتي يبنيه ويطوره بالكامل فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر “خليفة سات "، أول قمر اصطناعي إماراتي 100% والذي تم إطلاقه في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
وسيكون "MBZ-Sat"، الذي يعمل عليه مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، القمر المدني الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، حيث يتوقع إطلاقه نهاية عام 2023.
تعزيز الريادة
إنجازات تتواصل بدعم من القيادة الإماراتية مستندة على بنية تحتية رائدة في قطاع الفضاء وثروة بشرية واعدة، حيث تمتلك الإمارات 19 قمراً اصطناعياً مدارياً وأكثر من 10 أجسام فضائية جديدة قيد التطوير.
كما يوجد بها أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية عالمية وناشئة، وهناك أكثر من 3000 عامل ومهندس وخبير يعملون في القطاع، إضافة إلى 5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء و3 جامعات لتأهيل الكوادر الوطنية.
إنجازات ترسخ مكانة الإمارات كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء، وتعزز موقعها مرجعاً معرفياً دولياً في علوم الفضاء، ومختبراً مفتوحاً لبرامجه ومشاريعه وتقنياته المتقدمة، ومركزاً عالمياً للبيانات والمعلومات التخصصية يوفر حصيلة مهامها الفضائية ونتاجها المعرفي في قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل الإنسانية ويضعه في خدمة المجتمع العلمي العالمي.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA= جزيرة ام اند امز