"التعليم الإماراتية" وجامعة محمد الخامس أبوظبي تطوران مناهج اللغة العربية
تهدف الاتفاقية إلى العناية باللغة العربية من خلال التركيز على طرق التدريس وتطويرها بما يتناسب ومتطلبات العصر
وقّعت وزارة التربية والتعليم الإماراتية وجامعة محمد الخامس أبوظبي، الثلاثاء، اتفاقية تفاهم وتعاون في مجال تطوير المناهج وطرق التدريس الخاصة باللغة العربية، إيماناً من الطرفين بـأهمية التعاون في مجال تطوير مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها، بما يعود بالفائدة على مستخدميها، وفتح الآفاق أمام دارسيها، والارتقاء بأساليب تدريسها.
شهد توقيع الاتفاقية حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم الإماراتي والدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس أمناء الجامعة.
تأسيس أكاديمية اللغة العربية
تهدف الاتفاقية، إلى العناية باللغة العربية من خلال التركيز على طرق التدريس وتطويرها بما يتناسب ومتطلبات العصر، وإعداد الأطر المؤهلة في اللغة العربية وعلومها، تنفيذاً للأهداف والاستراتيجيات المعتمدة في الإمارات.
كما يشمل التعاون إعطاء أولوية في تعيين خريجي جامعة محمد الخامس أبوظبي المؤهلين كمعلمين في مدارس الإمارات في القطاعين العام والخاص.
كما تسعى الاتفاقية إلى المساهمة في إعداد الخطط العلمية الخاصة ببرامج اللغة العربية وكل ما يتصل بها من المواد والمناهج والمقررات، وفق أفضل الممارسات المعتمدة.
وسيقوم الطرفان بالعمل على تأسيس أكاديمية للغة العربية كخطوة ثانية لتكون شاملة لكل ما يتعلق باللغة العربية.
الإمارات تقود جهود خدمة اللغة العربية.
وأكد حسين الحمادي أن رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وعنايته الفائقة باللغة العربية تجسدت في إطلاق العديد من المبادرات الوطنية والعالمية لخدمة اللغة العربية، والتي كان آخرها قرار إنشاء مركز أبوظبي للغة العربية، الذي "يتولى وضع الخطط والاستراتيجيات الخاصة للنهوض باللغة العربية واقتراح التشريعات اللازمة لتمكين اللغة العربية وتعزيز استخدامها"، وهو ما يعكس إيمان قيادة الإمارات بدور لغة الضاد في تعزيز الهوية الوطنية والعربية، ودعم حضورها على جميع الأصعدة.
وتعليقاً على أهداف الاتفاقية وأهميتها، أفاد "الحمادي": "دولة الإمارات العربية المتحدة بكل مكوناتها وأجهزتها حريصة على المحافظة على اللغة العربية والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات، عملا بتوجيهات قيادة الدولة في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز حضورها على الصعيد العالمي".
وأشار إلى أن أكاديمية اللغة العربية المزمع تأسيسها ستسهم بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، ولا سيما مركز أبوظبي للغة العربية، في تطوير برامج تعليم اللغة العربية، مما يعزز فرص توسيع نطاق الشراكات لتعزيز دور الجامعة في خدمة اللغة العربية والحفاظ عليها.
وقال إن الاتفاقية تسعى إلى صياغة إطار جديد يحمل رؤية تربوية مشتركة وتكاملية، وتعاون مثمر على صعيد دعم جهود وزارة التربية والتعليم في تعزيز مكانة اللغة العربية وتطوير برامجها الدراسية، وتأسيس منطلقات علمية رصينة للبحث اللغوي المعاصر الذي يربط اللغة العربية بالعلوم الحديثة كعلوم الحاسوب واللسانيات، ويسخّر إمكانات هذه العلوم لخدمة العربية وأبنائها في كل مكان.
وأكد أن بناء برامج دراسية تدمج العربية بالحياة المعاصرة، وحاجات الناس اللغوية فيها، في زمن متسارع تتسابق فيه اللغات إلى الصدارة في القبض على مفاصل المعارف المؤثرة، ومجالات الحياة الفاعلة، أمر نتطلع إليه ونحرص على تحقيقه.
وأضاف: "نحن اليوم، نقف على خط متساو من المسؤولية نحو أبنائنا الطلبة، ونحو لغتنا العربية، في إطار من التكاملية والتشارك، ونتطلع معا إلى وضع حجر زاوية لتكريس واعتماد أفضل برامج اللغة العربية، وتطوير المناهج وطرق التدريس الخاصة بها وبعلومها، وإعداد المنهجية الخاصة بذلك، والانطلاق بعد ذلك إلى تأسيس برامج رصينة في الدراسات العليا، وفي مجال تعليم اللغة العربية كلغة ثانية، ليغذي هذا كله البحث العلمي فتكون الإمارات مركز إشعاع عالمي للغة العربية، وقبلة للباحثين والدارسين".
وذكر أن وزارة التربية والتعليم الإماراتية مهتمة بهذا التوجه الرامي إلى بناء الفكر وتطوير مهارات طلبتنا في اللغة العربية، وهذا ما وجهت به القيادة الرشيدة، وهو ما يشكل توجهاً وطنيا جوهريًا حاسمًا، ونحن بدورنا نعمل على ترسيخ ممكنات التعلم التي تعتمد في أساسها على التمكن من اللغة العربية قراءة وتحدثًّا وكتابة.
وأشار إلى أن ما سبق غاية لن تتحقق إلا بالنظر في واقع العربية بنظرة متحررة من قيود التقليد والتنميط، متسلحة بالمعرفة العلمية الحديثة، ومنفتحةً على كل الأفكار الجديدة التي يمكن أن تسهم في تطوير تعليم العربية وتعلمها، كما أنه لن يتحقق إلا بمثل هذه التكاملية، وهذا التعاون الذي نطمح أن نرى نتائجه تتحقق على أرض الواقع بتمكين أبنائنا من إعادة إنتاج المعرفة، والتركيز على التنمية المستدامة، ومفاهيم الريادة والابتكار، والمواطنة والانتماء.
وأوضح أن توقيع الاتفاقية الثنائية بين وزارة التربية والتعليم الإماراتية وجامعة محمد الخامس أبوظبي، بداية مثلى للتعاون في واحدة من أهم المعارف والمجالات، لافتا إلى أن اللغة وعلومها وبرامجها مرتكز عظيم من مرتكزات تطوير التعليم، والتمكن من المعرفة، والتقدم في العلم. مضيفا: "نحن بهذا التصور نؤسس لمظلة واسعة، تدعم للغة العربية وبرامجها، وتحقق الإشباع المعرفي للمنتسبين إليها".
أهمية الاتفاقية في تعزيز حضور لغة الضاد
ومن جانبه أكد الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس أمناء الجامعة أهمية الاتفاقية في تطوير مناهج وطرق تدريس اللغة العربية، وأفاد بأن جامعة محمد الخامس أبوظبي حريصة على ترسيخ مكانة اللغة العربية على المستوى العالمي، تنفيذاً لرؤية القيادة الرشيدة في جعل الجامعة منارة ثقافية لنشر اللغة العربية وتعريف العالم بالحضارة العربية والإسلامية وأهم إنجازاتها.
وأوضح أن الجامعة ستوقع قريباً اتفاقية ثلاثية مع وزارة التربية والتعليم الإماراتية ومركز أبوظبي للغة العربية بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى تمكين اللغة العربية في المجتمع عامة ومؤسسات التعليم خاصة، ودعم حضور اللغة العربية في الساحة الوطنية والعالمية، مشيراً إلى أن الجامعة حريصة على استقطاب أفضل الكفاءات العلمية وتكوين الكوادر المختصة في اللغة العربية وتصميم برامج أكاديمية عالية الجودة.
وقال إن هذا التعاون سيسهم في تعزيز دور الجامعة كمركز علمي مرموق في مجال الدراسات الإسلامية واللغة العربية والعلوم الإنسانية، ويمكنها من تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في نشر معالم الثقافة العربية بطريقة حضارية وإنسانية، تقوم على نشر فضائل التسامح والمحبة واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح على ثقافات وشعوب العالم المختلفة.
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg جزيرة ام اند امز