مرصد إماراتي يرصد اللحظات الأولى لانفجار نجم ضخم
تمكن مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي في أبوظبي من رصد اللحظات الأولى لانفجار نجم ضخم الكتلة وتحوله لثقب أسود.
وقال المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي إنه تم رصد هذه الظاهرة ابتداء من قبل تلسكوب فضائي يسمى "سويفت" في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والذي سجل توهجا شديدا جدا لأشعة "جاما" من بقعة معينة في السماء.
وعلى إثر ذلك، قام التلسكوب برصدها بالأشعة السينية وسجل توهجا كبيرا أيضا وعلى الفور أصدر التلسكوب إشعارا لمختلف الراصدين المهتمين بهذه الظواهر في العالم واستجاب مرصد الختم الفلكي لهذا التنبيه وقام بتوجيه تلسكوب مرصد الختم الفلكي لرصد هذه البقعة من السماء.
وتبين وجود نجم لامع جديد في تلك البقعة مما يعني أن التوهج حصل أيضا في الأشعة المرئية إذ أن هذا النجم كان موجودا سابقا ولكنه كان أخفت من أن يشاهد ومع انفجاره ازداد لمعانه إلى أن أصبح مرئيا بالتلسكوبات الأرضية الصغيرة نسبيا.
وأضاف " كان لافتا من خلال أرصاد مرصد الختم الفلكي الانخفاض السريع للمعان النجم بعد التوهج الكبير فعند الساعة 07:30 مساء كان يلمع بالقدر 14 وعند الساعة 08:15 مساء أصبح يلمع بالقدر 14.6 أي أنه انخفض بمقدار 0.6 خلال 45 دقيقة فقط وهذا يعتبر تسارعا كبيرا لمثل هذا النوع من الأجرام.
مرصد الختم الفلكي كان ثاني مرصد في العالم يوثق هذه اللحظات ويرسل النتائج إلى الهيئة المعنية بذلك ولم يتمكن أي مرصد أرضي آخر من تسجيل اللحظات الأولى باستثناء مرصد ياباني تمكن من تسجيل الانخفاض السريع الأولى لهذا التوهج، وذلك بحكم موقعه الشرقي والذي مكنه من رصد النجم المنفجر فور حلول الظلام في اليابان.
وكان مرصد الختم الفلكي المرصد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي وثق هذه الظاهرة وقام بإرسال النتائج العلمية والتحليل الفوتومتري للمراحل الأولى للانفجار.
وسرعان ما تبين بعد ذلك أن هذا التوهج في أشعة "جاما" والأشعة السينية والأشعة المرئية كان نتيجة موت وانفجار نجم ضخم تبلغ كتلته حوالي 30 ضعف كتلة الشمس وتحول إلى ثقب أسود ويبعد عنا 2 مليار سنة ضوئية أي ما يعادل 20 مليار تريليون كيلومتر.
وكان هذا التوهج هو أشد توهج لأشعة "جاما" يسجل في التاريخ وقد لا يتكرر انفجار مشابه له بهذه القوة لعقود قادمة، فعلى الرغم من بعد المسافة التي يقع عليها النجم، إلا أنه يعتبر أقرب توهج لأشعة "جاما" تم تسجيله بهذه القوة.
وأثار هذا الانفجار اهتماما واسعا على مستوى العالم وقد بلغ من القوة لدرجة أن هذه الأشعة أثرت على الغلاف الجوي لدى وصولها إلى الأرض حيث بينت مجسات البرق في الهند وألمانيا أن الإشعاع الكهرومغناطيسي الناتج عن البرق اختلف فجأة بشكل متزامن مع انفجار النجم.
ويشير هذا إلى حدوث تأين لبعض جزئيات الغلاف الجوي عند وصول أشعة "جاما" والأشعة السينية إليها إضافة إلى تأثر بعض الاتصالات الراديوية حينها بسبب اضطراب طبقة الأيونوسفير، حيث أن تأثر الأرض بانفجار يبعد عنها 2 مليار سنة ضوئية يعتبر بلا شك ظاهرة استثنائية.
وتثير مثل هذه الظواهر اهتمام العديد من العلماء خاصة المهتمين بتشكل العناصر الأثقل في الجدول الدوري فمن المعلوم بأن العناصر الثقيلة في الكون مثل الكوبلت والتيتانيوم والذهب والزنك تتشكل عند حدوث هذه الانفجارات، إذ أنها المصدر الرئيسي لهذه العناصر في الكون.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز