لماذا لا يُحسم الدوري الإنجليزي مبكرا؟

في الوقت الذي حُسمت فيه بطولات الدوري في فرنسا وإسبانيا وألمانيا، يبقى الدوري الإنجليزي ومعه نظيره الإيطالي، بلا بطل حتى الآن.
ورغم أن الفارق بين ميلان المتصدر في الدوري الإيطالي والثاني إنتر، حامل اللقب، نقطتين فقط قبل 4 جولات من النهاية، إلا أن مستوى التنافسية لا يعكس قوة المسابقة، على عكس الوضع القائم في إنجلترا.
وبشكل إجمالي ودون التركيز على ليفربول ومانشستر سيتي، فرسي الرهان في صراع الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، فإن الفرق الإنجليزية أثبتت في أخر 4 سنوات حضوراً مميزاً وقوياً لا ينازعها فيه فرق أي دوري آخر، وهو ما يجعل الدوري الإنجليزي مشتعلا حتى اللحظات الأخيرة.
ديربي مانشستر.. 75 مليون يورو تشعل صراعا في الميركاتو الصيفي
هيمنة إنجليزية
في عام 2019 تأهل ليفربول مع توتنهام هوتسبير لنهائي دوري أبطال أوروبا، ولعب تشيلسي وأرسنال نهائي الدوري الأوروبي، وفي 2021 خاض مانشستر يونايتد نهائي الدوري الأوروبي وخسره بركلات الترجيح، بينما فاز تشيلسي على مانشستر سيتي في نهائي الكأس ذات الأذنين.
وفي العام الحالي يمتلك ليفربول ومان سيتي فرصة خوض نهائي الأبطال، ويمتلك وست هام يونايتد فرصة خوض المباراة النهائية في الدوري الأوروبي، وليستر سيتي أيضا فرصة للعب نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.
على صعيد المنافسة على لقب الدوري فإن مانشستر سيتي يتصدر المسابقة بفارق نقطة عن ليفربول، في مشهد قريب لصراع العملاقين في موسم 2018-2019، حين حقق السماوي المسابقة المحلية بفارق نقطة، بينما توج الريدز وقتها بدوري أبطال أوروبا.
جوارديولا وكلوب
وبالنظر إلى أسباب هذا التفوق الإنجليزي، فهناك عدة عوامل أولها المديرين الفنيين، مانشستر سيتي يمتلك أحد أنجح المدربين في العالم في العقد الأخير وهو الإسباني بيب جوارديولا.
قنبلة الميركاتو؟.. ريال مدريد يتحرك لاستعادة كريستيانو رونالدو
ومنذ قدومه إلى ملعب الاتحاد في 2016 قاد بيب السيتيسنز للهيمنة على مسابقات إنجلترا بتحقيق 3 ألقاب للدوري، و4 لكأس الرابطة ولقب لكأس إنجلترا و3 للدرع الخيرية.
أما ليفربول مع كلوب فحقق دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الرابطة وأنهى صيام 30 عاماً عن التتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز.
تشيلسي نجح في الموسم الأول لمدربه توماس توخيل في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، بينما يقود توتنهام هوتسبير مدرب كبير بحجم أنطونيو كونتي مدرب إنتر ميلان ويوفنتوس وتشيلسي وإيطاليا السابق، وحتى أرسنال يقدم أداءات مذهلة مع مايكل أرتيتا، هذا الموسم، وقريب جدا من العودة لدوري أبطال أوروبا، حيث يحتل رابع الترتيب العام، في البريمييرليج.
على صعيد اللاعبين، يدعم ليفربول وسيتي أنفسهما بشكل دائم كلاً بسياسته الخاصة، فالسماوي يعتمد على الإنفاق المالي، والريدز يعولون على أعين الكشافين والمدرب يورجن كلوب وبيانات الذكاء الاصطناعي لإبرام الصفقات.
بعد وفاته.. هل يكون إبراهيموفيتش خليفة مينو رايولا؟
وبالنظر للصفقات التي تعاقد معها ليفربول وسيتي في السنوات الأخيرة، سنجد أن كل فريق منهما نجح بسياسته الخاصة، الريدز حول أسماء مثل محمد صلاح وفيرجل فان دايك وساديو ماني لنجوم عالميين من الطراز الأول، بينما استغل سيتي أمواله في جلب نجوم كبار ناجحين مثل رياض محرز وبيرناردو سيلفا ورحيم سترلينج.
تنافسية كبيرة
ما يمنح البطولة الإنجليزية ميزة تنافسية أيضاً وجود كم كبير من فرق المستوى الأول كتشيلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام هوتسبير بالإضافة لقطبي المنافسة الحاليين سيتي وليفربول.
بالإضافة إلى أن استمرار التنافسية على مدار الموسم يجعل الفرق في وضعية استعداد وتحفيز وتركيز دائمين، لا توجد على سبيل المثال لدى فرق كبايرن ميونخ في ألمانيا وباريس سان جيرمان في فرنسا، فتجدهما يعانيان من تذبذب في المستوى بشكل مفاجئ.