أردوغان "المعاقب" يأمل في صفحة جديدة مع أوروبا
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في فتح "صفحة جديدة" مع الاتحاد الأوروبي، في أول اتصال منذ فرضت بروكسل عقوبات على أنقرة.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إنّه "في الوقت الذي تريد فيه تركيا فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، يبذل البعض جهوداً حثيثة لإثارة الأزمات".
وإذ دعا أردوغان إلى "إنقاذ" العلاقات التركية-الأوروبية من "هذه الحلقة المفرغة"، أعرب عن رغبته في "إعادة إطلاق" الحوار مع الاتّحاد الأوروبي من خلال "النظر إلى الوضع برمّته" و"على أساس المصالح المتبادلة".
ونقل البيان عن الرئيس التركي قوله إنّ اتفاقية الهجرة التي أبرمتها تركيا والاتحاد الأوروبي في 2016 يمكن أن تشكّل نقطة انطلاق لخلق مناخ أكثر "إيجابية" بين الجانبين.
وكان قادة الاتّحاد الأوروبي قرّروا خلال قمة في بروكسل، الخميس، فرض عقوبات على تركيا بسبب تصرّفاتها "غير القانونيّة والعدوانيّة" في البحر المتوسّط ضد اليونان وقبرص، ولا سيما عمليات التنقيب عن الغاز التي قامت بها أنقرة في الأشهر الأخيرة في شرق البحر المتوسط في مناطق بحرية تتنازع السيادة عليها مع هذين البلدين.
وبعيد أيام من هذه العقوبات الأوروبية فرضت الولايات المتحدة، الإثنين، عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس-400".
ويرى السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن "الرسالة الأهم في العقوبات الأوروبية والأمريكية؛ التأكيد على أن النظام التركي بات مرفوضا إقليميا ودوليا، وممارساته لم تعد فقط مستهجنة فقط لكنها تستحق العقوبات، وهو ما سيولد ضغطا داخليا على النظام التركي".
وأكد حجازي، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية": كان من المتوقع وجود عقوبات أكثر صرامة على نظام تركيا، لكنها جاءت على هذا النحو كرسالة بأنه إذا ما استمر في عناده فسيعرض نفسه لعقوبات أشد، ويعري نظامه.
وأردف: يفقد النظام التركي جميع أصدقائه في الإقليم والعالم جراء سياساته العدوانية مما سيشكل عامل ضغط داخليا على النظام، مما قد يدفعه لتعديل بوصلته وتوجهاته.
وقال: سياسات نظام أردوغان أصبحت تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفاءها في شرق المتوسط والتي قادت لمواجهة وشيكة بين اليونان وقبرص.
وفي سبيل تحقيق مشروعها الاستعماري، هددت أنقرة أمن واستقرار دول عديدة في المنطقة وإقليم شرق المتوسط بسبب مغامراتها العسكرية.
ومنذ أكثر من عام، ارتفعت حدة التدخلات التركية من خلال تجاوز حدودها الدولية، لتطال حدود قبرص واليونان وليبيا وحدودا أخرى لا تزال موضع مناقشات الدول الحدودية، من خلال نشر سفن للتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية.
ومن مطامع غاز شرق المتوسط إلى ليبيا، حيث تنخرط أنقرة في دعم مباشر لمليشيات إرهابية تسيطر على طرابلس وسط تنديد دولي بدور تركيا المزعزع للاستقرار في ليبيا والمنطقة.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز