حصاد 2021.. "دوري السوبر الأوروبي" فكرة دمرت وحدة اليويفا
شهد عام 2021 إزاحة الستار عن واحد من أشرس الصراعات التي شهدتها الكرة الأوروبية على مر تاريخها وهو فكرة دوري السوبر الأوروبي.
ولأول مرة بدلا من أن يستمتع جمهور الكرة العالمية بصراعات نجوم ومدربي الأندية الأوروبية، يجدون أنفسهم أمام صراع لرؤساء الأندية والاتحادات الوطنية بل وممثلي الحكومات والجماهير نفسها، بسبب مقترح دوري السوبر الأوروبي، الذي ضرب وحدة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في مقتل.
وبدا لو أن أندية أوروبا انقسمت إلى 3 فصائل بعد سنوات من الوحدة الظاهرة، يتقدمها بالطبع الثلاثي ريال مدريد برئاسة فلورنتينو بيريز صاحب الفكرة، ونظيره في برشلونة خوان لابورتا، ورئيس يوفنتوس أندريا أنييلي الذي تجرد من منصبه كرئيس لرابطة الأندية الأوروبية بسبب أزمة دوري السوبر الأوروبي.
أما الفصيل الثاني فكان يضم 9 أندية كانت قد انضمت للمشروع ثم عدلت عنه بعد ضغوطات إما حكومية أو جماهيرية في بلادها، وهو ما ينطبق أولا على سداسي إنجلترا مانشستر سيتي وتوتنهام وتشيلسي وأرسنال ومانشستر يونايتد وليفربول، وإنتر ميلان وميلان الإيطاليين، وأتلتيكو مدريد الإسباني.
أما الفصيل الثالث فيضم الأندية التي رفضت المشروع من بدايته، ويتزعمها ثنائي الدوري الألماني بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند، وعملاق فرنسا باريس سان جيرمان.
بداية دوري السوبر الأوروبي
كانت ضربة البداية في أبريل/ نيسان الماضي، حين أعلن 12 ناديا عن إنشاء دوري السوبر الأوروبي، في بيان رسمي جماعي، وتم تعيين الرأس المدبر للمشروع، فلورنتينو بيريز، رئيساً للمسابقة.
لكن في الساعات التي تلت البيان كانت هناك انتقادات وهجوم حادان على الفكرة من بابها، وردة فعل عنيفة تسببت في انسحاب السداسي الإنجليزي، ثم تبعهما الثنائي الإيطالي ميلان والإنتر، ثم أتلتيكو مدريد.
وحاول بيريز التعامل بعقلانية مع الأمر، وأكد أنه: "نظرًا للظروف الحالية، سنعيد النظر في أنسب الخطوات لإعادة تشكيل المشروع، مع الأخذ في الاعتبار دائمًا أهدافنا المتمثلة في تقديم أفضل تجربة ممكنة للمشجعين مع تعزيز مدفوعات التضامن لمجتمع كرة القدم بأكمله".
ورغم ذلك، صرح أنييلي الذي يعمل نائباً لبيريز في هذا المشروع بأنه لا يزال يؤمن بفكرة المشروع.
بيريز عاد بعدها ليبدأ حربا مع رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر سيفيرين، الذي هاجم أنييلي وأصحاب فكرة دوري السوبر الأوروبي بشكل علني.
وأكد رئيس ريال مدريد أن دوري السوبر سيدر أرباحاً خيالية على الأندية، فبطل المسابقة سيحصل على 400 مليون يورو، في مقابل أن بايرن ميونخ آخر بطل للقارة وقت إعلان المشروع قد حصل على 130 مليون يورو عن تتويجه بدوري أبطال أوروبا 2020.
وكان من المقرر أن يتم تقسيم الأندية المشاركة في البطولة لـ4 مستويات، بحيث يحصل كل فريق في المستوى الأول على 350 مليون يورو، والثاني على 225 مليون يورو، والثالث على 112.5 مليون يورو، أما المستوى الرابع والأخير فيحصل على 100 مليون.
واعتبر أن هذا النظام أسهل من دوري أبطال أوروبا، وأكثر ربحا للأندية المشاركة، الراغبة في الخروج من الأزمة المالية الخانقة التي سببتها جائحة كورونا.
وبدأت الحرب بين بيريز ورئيس اليويفا، حيث أكد الأول أن "سلوك رئيس اليويفا كان أقل من اللائق، والغريب أنه جاء من رئيس مؤسسة تروج لكرة القدم وقيمها، وكل ما حدث كان مؤسفاً، بما في ذلك الإهانات والتهديدات".
وقصد رئيس الميرينجي بالتهديدات ما تحدث عنه سيفيرين بشأن إمكانية معاقبة الأندية المشاركة في المشروع بالحرمان من التواجد في دوري أبطال أوروبا.
وهاجم رئيس اليويفا بيريز بشكل شخصي، وكذلك أندية دوري السوبر، بقوله: "تلك الأندية الثلاثة بكل بساطة ليس لديها رؤساء أكفاء.. فهؤلاء الأشخاص حاولوا قتل كرة القدم".
وأضاف: "لن أمانع إذا غادرت هذه الفرق (دوري أبطال أوروبا).. إنه أمر مضحك للغاية، فهم يريدون صنع بطولة جديدة، وفي نفس الوقت يلعبون في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم".
وبعد محاولات ريال مدريد ضم كيليان مبابي من باريس سان جيرمان مقابل 200 مليون يورو استغل رئيس اليويفا العرض الذي قدمه الريال ليهاجم بيريز الذي تحدث عن أزمات الأندية المالية، حيث قال: "إنه ينتقد يويفا ويقول إن النادي يمكنه النجاة فقط عن طريق دوري السوبر، ثم يحاول التعاقد مع مبابي".
بيريز يصعد
صعد فلورنتينو بيريز الأمر مع الأندية التي زعم انسحابها من المشروع، وهي السداسي الإنجليزي وقطبا ميلانو وأتلتيكو مدريد، مؤكداً أنهم لا يحق لهم الانسحاب من المشروع بسبب وجود عقد ملزم.
وأكد رئيس الريال أن اليويفا لن يتمكن من استبعاد الأندية من بطولاته، لأن التشريعات في أوروبا تحظر وتمنع الاحتكارات، مؤكداً أن هناك حكما واضحا.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قضت المحكمة التجارية الـ17 في مدريد بإسقاط جميع العقوبات المالية والرياضية ضد الأندية المؤسسة لدوري السوبر الأوروبي، بما في ذلك غرامة عدم الامتثال وقدرها 100 مليون يورو (118.60 مليون دولار) ضد الأندية التسعة الأخرى التي انسحبت من المشروع بعد اتفاقها مع اليويفا.
وكانت الأندية التسعة، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول وتوتنهام وأرسنال وأتلتيكو مدريد وميلان وإنتر ميلان، قد تم تغريمها 7 ملايين جنيه إسترليني (9.7 مليون دولار) من قبل يويفا، وكذلك خصم نسبة 5% من العائدات التي تحصل عليها من المشاركة في البطولات الأوروبية.
وينتظر أن يشهد عام 2022 استمرار صراع الجبابرة بقيادة ريال مدريد ضد اليويفا.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز