بخلاف التعادل.. أزمة طارئة تطارد الترجي التونسي برعاية الجماهير
لم يكن التعادل بهدفين لمثلهما أمام مستقبل سليمان في انطلاقة الدوري التونسي هو الأزمة الوحيدة التي عانى منها نادي الترجي مؤخرا.
الترجي، حامل لقب الدوري التونسي، دعم صفوفه بعدد من الصفقات القوية، للحفاظ على تفوقه المحلي، والعودة للمنافسة قاريا، غير أن بدايته للموسم لم تكن مثالية، بعدما سقط في فخ التعادل الإيجابي مع مستقبل سليمان.
ومن بين الصفقات القوية للترجي الحارس فاروق بن مصطفى، الذي انضم لشيخ الأندية التونسية لمدة موسمين، بعد انتهاء تعاقده مع الشباب السعودي.
أزمة طارئة
وعلى غير المعتاد في مركز حراسة المرمى الذي يظل ساكنه مستقرا في مكانه لفترات طويلة من الموسم، تعرض الحارس المخضرم معز بن شريفية لهجمة جماهيرية كبيرة بعد ظهوره الأول في الدوري.
بن شريفية يعد الحارس الأول في الترجي خلال المواسم الأخيرة، لكنه تراجع مع المنتخب ليصبح احتياطيا لفاروق بن مصطفى الذي يعد أفضل حارس تونسي حاليا.
وطالبت الجماهير بمنح الفرصة لبن مصطفى، خاصة وأنها ترى فيه حارس المرمى القادر على حماية عرين الفريق في الفترة القادمة، في ظل تراجع أداء بن شريفية مقارنة ببداياته.
المعادلة صعبة
من جهته، أكد الناقد التونسي أحمد عدالة أن المعادلة صعبة للغاية، في ظل التقارب الكبير في المستوى بين الحارسين، بداعي أن معز بن شريفية حرس شباك الترجي باقتدار طوال السنوات الـ10 الأخيرة، وقاده للفوز بـ3 نسخ في دوري أبطال أفريقيا.
وقال عدالة: "الإشكال الذي يطرح نفسه اليوم هو صعوبة اتخاذ قرار حاسم بخصوص هذه المسألة، ففاروق بن مصطفى هو الحارس الأساسي في منتخب تونس، وظهر بشكل رائع مع نسور قرطاج خلال نهائيات النسختين الأخيرتين من مسابقتي كأس العالم وكأس أمم أفريقيا".
واستدرك: "أما بن شريفية، فيملك خبرة كبيرة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا التي تشكل دائما الهدف الرياضي الأول لنادي العاصمة التونسية".
وأضاف: "معين الشعباني، مدرب الترجي، سيواجه صعوبة لحسم هذه المسألة، حيث إن خياراته قد تتسبب في خسارة أحد الحارسين لمكانه في صفوف منتخب تونس، مما سينعكس بشكل سلبي على معنوياته ويفقده بالتالي التركيز اللازم.
وأردف: "الحل يكمن في منح الفرصة لكلا الحارسين للعب بانتظام، على غرار ما تقوم به بعض الأندية الأوروبية، التي تقوم بتقسيم الأدوار بين الحارس الأول والثاني للحفاظ على جاهزيتهما البدنية والفنية والذهنية".
وأتم: "الترجي يملك حارسين بنفس القيمة الفنية، وربما هذه المنافسة الشرسة ستدفعهما لتقديم أفضل ما لديهما، مما سينعكس في نهاية المطاف بشكل إيجابي على الفريق".
نعم للمنافسة الشريفة
من جهته، يرى المقدم الرياضي وليد قرفالة أن المنافسة ينبغي أن تكون مفتوحة بين معز بن شريفية وفاروق بن مصطفى، على أن يقع الاختيار على الحارس الأساسي في كل مباراة حسب درجة الجاهزية.
وقال قرفالة في هذا الصدد: "أعتقد أن دور مدرب حراس المرمى سيكون مهما للغاية في هذه المسألة، حيث إنه سيكون مطالبا بتقييم جاهزية الحارسين بطريقة علمية وموضوعية".
وواصل: "بن مصطفى هو الحارس الأول في المنتخب التونسي، ومن المنطقي أن يطمح لأن يكون الحارس الأول في الترجي، خاصة وأنه ظهر بشكل رائع في تجربته السابقة مع نادي الشباب السعودي، كما يمتلك خاصية مهمة في المستوى العالي، وهي طول القامة".
واستطرد: "بن شريفية في المقابل يمتلك شخصية قوية للغاية، ونجح في عدة مناسبات في العودة بقوة رغم الانتقادات اللاذعة التي طالته".
واختتم: "بحكم علاقة الصداقة التي تجمعهما، أنا متأكد من كون المنافسة بينهما ستكون شريفة، مما سيمكن الترجي من تحقيق استفادة فنية كبيرة خلال الفترة القادمة".
بن مصطفى هو الأفضل
في المقابل، يعتقد الصحفي أسامة بن حمادة أن مدرب الترجي التونسي معين الشعباني مطالب بحسم مسألة حراسة المرمى بشكل قطعي، من خلال تحديد الأدوار التي سيلعبها فاروق بن مصطفى ومعز بن شريفية في الفترة القادمة.
ووفقا لبن حمادة، فإن بن مصطفى يملك كل الخصائص المطلوبة لحراسة مرمى نادي العاصمة التونسية.
وقال بن حمادة في هذا الصدد: "شخصيا، أعتقد أن بن مصطفى يتميز عن بن شريفية في الكرات العالية، حيث لا يجد صعوبة كبيرة في التصدي للكرات العرضية بحكم طوال قامته".
وتابع: "بن مصطفى لديه خاصية أخرى، تتمثل في سرعة اتخاذ القرار، عكس بن شريفية الذي يتردد في بعض المواقف، مما يمنعه من التصدي لبعض الكرات السهلة".
وأتم: "من وجهة نظر فنية، عملية المداورة بين بن شريفية وبن مصطفى غير مجدية، وقد تمنع من حصول عملية التجانس بين حارس المرمى وخط الدفاع، وبالتالي أعتقد أن بن مصطفى هو الأجدر بحراسة مرمى الترجي على الأقل خلال الفترة الحالية".