"إيتاف" بصمة الإمارات الخضراء في الدول النامية.. خير زايد
تستعد الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وصندوق أبوظبي للتنمية، لإعلان نتائج ما حققته مبادرة تمويل تسريع تحول الطاقة "إيتاف" خلال "COP28".
تعد مبادرة (إيتاف ETAF)، بمثابة منصة شاملة لتمويل المناخ، تضم العديد من الشركاء وأصحاب المصلحة، وتديرها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) لتعزيز التحول العالمي للطاقة في الاقتصادات النامية، وتحقيق الأهداف المناخية.
- 100 يوم على COP28.. "آيرينا" تستعد للحدث العالمي بنتائج "إيتاف"
- COP28.. فرصة مهمة لرسم ملامح تمويل تغير المناخ
تحول الطاقة والأهداف المناخية
يتطلب تحقيق الأهداف الدولية المتعلقة بالمناخ والتنمية، إعادة تخصيص رأس المال على نطاق واسع نحو التكنولوجيات المنخفضة الكربون، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، فضلا عن تعبئة جميع مصادر رأس المال المتاحة.
يجب أن يزيد الاستثمار في تحويل الطاقة بنسبة 30٪ عن الاستثمار المخطط له ليصل إلى إجمالي 131 تريليون دولار أمريكي من الآن وحتى عام 2050، مع إعطاء الأولوية لسبل التكنولوجيا المتوافقة مع مسار 1.5 درجة مئوية.
سيحقق ذلك عائدًا تراكميًا لا يقل عن 61 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050، مع تعديلات حادة في تدفقات رأس المال وإعادة توجيه الاستثمارات ضرورية لمواءمة الطاقة مع مسار اقتصادي وبيئي إيجابي.
ومن الآن وحتى عام 2050، يجب استثمار أكثر من 80% من الـ 131 تريليون دولار أمريكي في تقنيات تحويل الطاقة، ولا يقتصر ذلك على توليد الطاقة المتجددة التقليدية فحسب، ولكن الحفاظ أيضًا على الطاقة وكفاءتها، وكهربة الاستخدام النهائي، وشبكات الطاقة، والطاقة الحيوية المستدامة، والهيدروجين.
من هنا جاءت أهمية مبادرة تمويل تسريع تحول الطاقة (إيتاف ETAF)، للمساهمة في تحقيق الأهداف المناخية، على رأسها هدف اتفاق باريس الرئيس، بالحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية.
قصة "إيتاف"
بدأت رحلة "إيتاف"، بالتعاون طويل الأمد بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA وصندوق أبوظبي للتنمية (ADFD)، الذي بدأ شراكة مع الوكالة لنشر الموارد لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية في عام 2013.
وبين عامي 2013 و2020، أتاح مرفق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وصندوق أبوظبي للتنمية، التمويل لـ 28 مشروعا للطاقة المتجددة في 23 دولة نامية، مما خلق فوائد اجتماعية واقتصادية وقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ لأكثر من 4 ملايين شخص.
بناء على النجاح الذي حققته هذه المبادرة الأولى، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن دعمها لاستمرار هذه المبادرة، عبر دعم منصة تمويل تسريع تحول الطاقة "إيتاف"، معززة إياها بتعهد بقيمة 400 مليون دولار أمريكي تم تقديمه عبر صندوق أبوظبي للتنمية.
خلال انعقاد مؤتمر الأطراف COP26 في غلاسكو 2021، تم إطلاق منصة "إيتاف"، بالتعاون بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ودولة الإمارات، ممثلة في "صندوق أبوظبي للتنمية" كشريك مؤسس ومستثمر رئيس.
تكرس "إيتاف" جهودها كمنصة مفتوحة لتمويل وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة لتسريع انتقال الطاقة في الاقتصادات الناشئة، على أساس مستمر بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
تم تعزيز هذا الالتزام في COP27 عندما تعهد البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) بتقديم 300 مليون دولار أمريكي، وتعهدت شركة مصدر الإماراتية بمبلغ 200 مليون دولار أمريكي، وانضمت شركة التأمين السويسرية العملاقة Swiss Re لتقديم خدمات الحد من المخاطر، وبالتالي رفع الشركاء الجدد إجمالي تخصيص رأس المال للمنصة إلى ما يقرب من مليار دولار أمريكي.
في عام 2023، استمر الزخم عندما انضم صندوق أوبك والبنك الإسلامي للتنمية كشركاء في التمويل، وتعهدوا بمبلغ 250 مليون دولار أمريكي و 100 مليون دولار أمريكي على التوالي، لتمويل الطاقة المتجددة.
اجتذبت منصة "إيتاف" حتى الآن، 1.25 مليار دولار أمريكي من الموارد التي تم التعهد بها لدعم التحول في مجال الطاقة.
تعمل المنصة على زيادة طموحها، حيث تخطط لتوفير التمويل لمشاريع بقدرة 5 جيجاوات بحلول عام 2030.
تتولى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، بصفتها الأمانة التنسيقية لمنصة "إيتاف"، مهمة ضمان التشغيل السلس لها، وإدارة رحلة كل مشروع بدءًا من التقديم وحتى تسليم التوصيات النهائية للشركاء.
يتضمن ذلك تقييما دقيقا لكل مشروع مقدم مقابل مجموعة من معايير الأهلية، مع تعيين درجات للمقترحات المؤهلة.
مهمة "إيتاف" لتخضير الطاقة
تعمل "إيتاف" على تسهيل تعبئة رأس المال لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة المجدية لتحقيق تحول مرن وقابل للتكيف في مجال الطاقة وتعزيز التأثير الاقتصادي والاجتماعي في البلدان النامية.
كما تدعم تنفيذ المساهمات الوطنية الطموحة المحددة (NDCs) لتحقيق أهداف اتفاق باريس (معالجة التخفيف والتكيف والمرونة المناخية).
وتساهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مع خدمة الأهداف الوطنية الاستراتيجية مثل الوصول إلى الطاقة وأمنها والتنويع الاقتصادي والتأثير المستدام.
تتضمن استراتيجية "إيتاف" بناء وتوجيه مجموعة قوية من المشاريع الجاهزة للاستثمار من الدول الأعضاء في "إيرينا"، مع التركيز الشديد على الدول النامية.
بجانب تسهيل تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، مع مراعاة العناية الواجبة لشركاء التمويل التابعين لـ "إيتاف"، وعمليات الموافقة على الائتمان.
بالإضافة إلى الاستفادة من أوجه التكامل بين شركاء التمويل، مما يؤدي إلى حلول مالية مبتكرة لتوسيع نطاق تكنولوجيات الطاقة المتجددة.
ومن ضمن الشركاء الرئيسيين للمبادرة، شركة مصدر للطاقة النظيفة الإماراتية، التي تساهم بخبرتها الفنية الرائدة في هذا القطاع، وسجلها الحافل في تطوير المشاريع، بالإضافة إلى معرفتها بالسوق كمستثمر في الأسهم.
ستقوم "مصدر" بالاستثمار في أسهم مختارة في مشاريع محددة يرعاها القطاع الخاص.
مشروعات كبرى
نفذت الشراكة بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وصندوق أبوظبي للتنمية، الأب الروحي لمبادرة "إيتاف"، 28 مشروعًا ضخمًا للطاقة في 23 دولة نامية، خلال الأعوام من 2013 وحتى 2020.
يبلغ عدد مشاريع الطاقة الشمسية التي نفذتها الشراكة 12 مشروعًا، بالإضافة إلى 4 مشروعات طاقة كهرومائية، و3 للطاقة الهجينة، ومشروعين لتحويل النفايات إلى طاقة، بجانب محطة واحدة لطاقة الرياح، وأخرى للطاقة الحرارية الأرضية.
تعد المشروعات الأربعة التي نفذتها الشراكة في توجو وكوبا وسيراليون وجزر المالديف، من أبرز المشاريع في الأعوام الأربعة الأخيرة.
مولت الشراكة محطة الشيخ محمد بن زايد للطاقة الشمسية، أحد أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في غرب أفريقيا، وأول منشأة من نوعها في توغو.
افتتحت المحطة، التي تعمل الآن بقدرة 50 ميغاوات، في يوليو/تموز 2021، وتوفر كهرباء موثوقة ونظيفة لنحو 160 ألف منزل وشركة صغيرة، مما يقلل بشكل كبير من اعتماد البلاد على واردات الحطب والفحم والوقود لاستهلاك الطاقة.
سيعزز المشروع أيضًا استراتيجية توجو الوطنية للطاقة النظيفة لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في الكهرباء إلى 50 في المائة بحلول عام 2025 و100 في المائة بحلول عام 2030.
مولت الشراكة أيضًا مشروعًا ضخمًا للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 10 ميغاوات في كوبا.
افتتحت وزارة الطاقة والمناجم الكوبية المحطة في عام 2019، وستوفر ما يكفي من الكهرباء لتشغيل ما يعادل ما يقرب من 7000 منزل كوبي.
كما يساهم المشروع في تحقيق الأهداف الوطنية للحكومة الكوبية للحد من استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء وزيادة حصة الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة إلى 24 في المائة بحلول عام 2030، ويخفف المشروع حوالي 12700 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
في جزر المالديف، تركت "إيتاف" بصمتها الخضراء عبر قروض ميسرة لتمويل وتنفيذ مركز فاندهو الإقليمي لإدارة النفايات وتوليد الطاقة، بهدف إدارة النفايات من جزر نونو، ورا، وبا، ولافياني.
يخدم المرفق، الذي بدأ العمل فيه في يوليو/ تموز 2019 واكتمل بعدها بعامين، 20 جزيرة (بما في ذلك 11 منتجعًا) مع تحسين جمع النفايات وإدارتها.
كما ساهمت الشراكة في بناء مجمع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسيراليون، بقدرة 6 ميغاوات، في مدينة نيوتن بالقرب من فريتاون.
تتمتع المحطة، التي بدأ العمل بها في عام 2018 واكتمل في عام 2020، بالقدرة على توليد حوالي 8.76 جيجاوات في الساعة من الكهرباء سنويًا، مما يحسن استقرار الشبكة ويعزز العرض خلال ذروة الطلب مع تقليل الاعتماد أيضًا على إمدادات الكهرباء المعتمدة على الوقود الأحفوري لسكان فريتاون البالغ عددهم 190 ألف نسمة.
كما خلق المشروع فرص عمل واكتساب المهارات الفنية لاحقًا من خلال التدريب على تركيب وتشغيل وصيانة محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المنطقة.
"إيتاف" وcop28
تستعد الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لإعلان نتائج ما حققته مبادرة "إيتاف" في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستضيفه دولة الإمارات في نهاية العام الحالي.
أكدت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، على مساهمات دولة الإمارات الدائمة، لترسيخ مبادرات وأنشطة "آيرينا" المحلية والإقليمية والعالمية لدعم تسريع عجلة الطاقة المتجددة، حيث تعمل دولة الإمارات والوكالة على تسريع تحول الطاقة المتجددة وزيادة مساهمتها في المجتمعات كافة.
وقالت لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن "آيرينا" تستعد للإعلان عن نتائج مبادرة تسريع تمويل حلول الطاقة المتجددة "إيتاف" في "COP28"، حيث سيتم الإعلان عن الحلول والمشاريع التي تم الاتفاق عليها لتطبيقها في المستقبل القريب.
أكدت دعم دولة الإمارات الدائم للمبادرة منذ إطلاقها عام 2021 خلال "Cop26"، مشيرة إلى الدور المحوري الذي ستلعبه منصة "تمكين الحياة وسبل العيش" التي أطلقتها الدولة مع "آيرينا" هذا العام، في تنمية الحياة الزراعية والصحية في المناطق التي يصعب الوصول إليها وذلك عن طريق تزويدهم بمصادر الطاقة المتجددة ، موضحة أن هدف المنصة هو إيجاد الحلول للمجتمعات النامية في هذه المجالات.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز