فنان يمني يروي لـ"العين الإخبارية" قصة لوحة أهداها لرئيس وزراء إثيوبيا
رضوان أحمد الحميدي فنان تشكيلي يمني من مواليد محافظة دمار عام 1982، يقيم بأديس أبابا منذ عامين، ويعمل بسفارة بلاده في أديس أبابا
ما بين أول عمل فني يحكي عن امرأة يمنية بالزي الشعبي الأصيل، وآخر لوحة "بورترية" أهداها لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تتلخص رحلة فنان تشكيلي يمني اضطرته ظروف الحرب في بلاده للخروج إلى إثيوبيا، التي استقبلته بمحبة تعبّر عن عمق العلاقات بين الشعبين.
رضوان أحمد الحميدي فنان تشكيلي يمني من مواليد محافظة دمار عام 1982، يقيم بأديس أبابا منذ عامين، ويعمل بسفارة بلاده في أديس أبابا.
الحميدي، امتدح في حديث لـ"العين الإخبارية" دور حكومة وشعب إثيوبيا نحو أشقائهم اليمنين.
وقال إن الشعبين اليمني والإثيوبي تربطهما علاقات قديمة وتواصل حضاري منذ عهد ملكة سبأ، معتبرا أن الحفاوة والخصوصية التي يحظى بها اليمنيين بإثيوبيا نتاج طبيعي للعلاقة القديمة بين البلدين.
وتحدث الحميدي، عن تجربته الفنية قائلا: "لم أجد نفسي في مجال الإعلام الذي بدأت به دراستي الجامعية، فعززت موهبتي في الرسم وشاركات بالعديد من الورش والمعارض وهو ما منحني مزيد من التجربة وصقل موهبتي".
وأشار إلى أنه أحب الرسم منذ بداية رحلته التعليمية في المرحلة الإبتدائية، وقال "موهبتي بدأت عندما كنت أكتب الأحرف وبعض الكلمات على السبورة بالفصل وهو ما لفت أساتذتي وأخذوا في تشجيعي نحو الرسم والخط العربي".
والحميدي، حاصل على بكالوريوس الإعلام، قسم الإذاعة والتلفزيون، لكن موهبته في الرسم طغت على دراسته، وساقته للدراسة بكلية الفنون الجميلة التي منحته هي الأخرى دبلوم متوسط في مجال الفن التشكيلي.
ولفت إلى أن أول لوحة فنيه له رأت النور كانت لامرأه بإحدى مناطق اليمن وهي ترتدي الزي اليمني الأصيل، مشيرا إلى أن هذه اللوحة كانت بمثابة مفتاح الدخول إلى الفن التشكيلي، ومن خلالها بدأ التعرف على رواد الحركة التشكيلية في اليمن.
واعتبر أن الفنان اليمني الكبير عبدالجبار نعمان، هو الشخصية التي تأثر بها كثيرا في عمله الفني.
وتطرق الى اللوحة الـ "بورترية " التي أهداها لرئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، مضيفا أنها جاءت تعبيرًا وتقديرًا لرئيس الوزراء الإثيوبي، لما قدمه تجاه الجالية اليمنية ولنيله جائزة نوبل للسلام.
وأشاد الحميدي، بموقف رئيس الوزراء الإثيوبي لقبول اللوحة ومستوى تقديره للهدية.
وقال: "سلمت اللوحة للسفير اليمني في أديس أبابا، يحيى الإرياني قبل نحو شهر لتسليمها لرئاسة الوزراء الإثيوبي، إلا إنني تفاجأت بدعوته للحضور لتسليمها بنفسي لوزيرة الشباب والمرأة والطفل الإثيوبية فلسن عبدالله.
وأضاف أن توجيه رئيس الوزراء الإثيوبي لوزيرة الشباب باستلام الهدية عبر احتفالية بمقر السفارة اليمنية بأديس أبابا، منذ أسبوع، يؤكد تقدير أبي أحمد وتقيمه للهدية.
وثمنت فيلسان، مبادرة الفنان التشكيلي اليمني، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تعزز الروابط الودية بين البلدين والشعبين.
وقالت الوزيرة الإثيوبية في كلمة مقتضبة خلال تسلمها اللوحة، إن الشعبين الإثيوبي واليمني يجمعهما تاريخ واحد منذ آلاف السنين.
وتابع الفنان اليمني خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" أن فكرة اللوحة نبعت من احترامنا وتقديرنا لدور أبي أحمد بالمنطقة، وأنه بمجرد حصوله على جائزة نوبل للسلام، تشاورت مع فيصل الضلعيي، المستشار بملحقية شؤون المغتربين بالسفارة اليمنية بأديس ابابا واتفقنا أن نقدم هدية لأبي أحمد تحمل قيمة جمالية وفنية.
ولفت الحميدي إلى أن اللوحة رسمت على قماش كنفاز مقاس 60 في 90 بورترية، واستخدم فيها الألوان الزيتية من نوع "ألوان أكريليك"، فضلا عن دهان خاص بتثبيت الألوان كي تظل كما هي لسنوات طويلة.
واعتبر الحميدي أن الفن التشكيلي فن متشعب وبه العديد من مدارس الواقعية والسريانية والتجريدية وغيرها، لكنه اختار المدرسة الواقعية.
وعن سبب اختياره، أضاف: "اخترت هذا اللون، بإعتباره الأنسب في اعتقادي لتوصيل رسالتك إلى الجمهور الذي تستهدفه، ويتيح لك قراءة الأشياء بصورة كبيرة، ولكل فنان طريقته".
وأشار إلى تجربته الفنية بإثيوبيا والتي وصفها بالناجحة وما أضافته هذه البلاد لريشته، مضيفا: "دخلت إثيوبيا قبل عامين ووجدتها تتمتع بمساحات للفن الجمالي من طبيعة غنية ومناظر خلابة وشعب يتذوق الجمال، وهي بحق بلد ملهم لكل فنان وشاعر".
وأوضح أن الشعب الإثيوبي يمتلك الإحساس بالفن وهو ما تلحظه في أي كافتيريا أو مطعم أو منزل، لذلك دائما ما يتفاعل الناس مع أعمالي الفنية.
وأضاف أن الجالية اليمنية في إثيوبيا تعتبر واحدة من أقدم الجاليات العربية التي مدت جسور المحبة والمصاهرة والعلاقات المتينة بين البلدين، مشيرا الى رحلات التجار اليمنين إلى إثيوبيا ومن ثم إقامتهم بها.
والحميدي نظم وشارك في العديد من المعارض باليمن وأديس أبابا، من بينها مشاركته في معرض للإتحاد الأفريقي حول الفن اليمني، بالإضافة إلى دورات تدريبية للأمم المتحدة بإثيوبيا .