رئيس المجلس الأوروبي يضع شرطا جديدا لإرجاء بريكست
سعر الجنيه الإسترليني انخفض في الأسواق، بعد أن رد قادة الاتحاد الأوروبي والنواب البريطانيون على طلب ماي بالتشكيك.
قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، الأربعاء، إن قادة الاتحاد الأوروبي يمكن أن يوافقوا على تأجيل قصير لخروج بريطانيا من هذا التكتل شرط موافقة البرلمان البريطاني على اتفاق بريكست الذي رفضه مرتين.
وصرح توسك للصحفيين قبل يوم من اجتماع قادة الاتحاد في بروكسل لعقد قمة حاسمة "أعتقد أنه من الممكن تأجيل (بريكست) لفترة قصيرة، ولكن ذلك سيكون مشروطا بتصويت في مجلس العموم لصالح اتفاق الانسحاب".
- توسك يؤيد تأجيل بريكست لفترة طويلة إذا أعادت لندن النظر فيه
- توسك: تمديد مفاوضات بريكست يعتبر "حلا منطقيا"
وفي وقت سابق من الأربعاء، طلبت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية من الاتحاد الأوروبي إرجاء موعد بريكست حتى 30 يونيو/حزيران وسط استمرار الأزمة السياسية في لندن، إلا أنها واجهت تحذيرات من أن بريطانيا يمكن أن تخرج من الاتحاد دون اتفاق بعد 10 أيام.
وانخفض سعر الجنيه الإسترليني في الأسواق، بعد أن رد قادة الاتحاد الأوروبي والنواب البريطانيون على طلب ماي بالتشكيك.
وبعد مرور 1000 يوم بالتمام على الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا في 2016 وقرر فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي، رفض البرلمان البريطاني الاتفاق الذي أبرمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع التكتل لتنظيم عملية بريكست، ما أغرق البلاد في أزمة سياسية كبيرة.
وفي محاولة لتفادي صدمة اقتصادية قد يسببها الخروج بدون اتّفاق من أكبر شريك اقتصادي لبلادها، قالت ماي إنها ستحاول مرة أخيرة تمرير اتّفاقها في البرلمان الأسبوع المقبل.
وحذرت المفوضية الأوروبية من أن إرجاء موعد بريكست إلى 30 يونيو/حزيران سيحمل "مخاطر قانونية وسياسية شديدة" للاتحاد الأوروبي، وذلك في مذكرة داخلية اطلعت عليها وكالة فرانس برس عشية قمة للاتحاد الأوروبي.
وأضافت المفوضية أن "أي تأجيل يتم تقديمه للمملكة المتحدة يجب أن يستمر حتى 23 مايو/أيار أو يجب أن يمتد فترة أطول ويتطلب انتخابات أوروبية".
ويجب أن يوافق قادة الاتحاد الأوروبي جميعهم على إرجاء بريكست، إلا أن جان-كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية قال: "إنه من غير المرجح أن يتم اتخاذ قرار بشأن التأجيل إلا بعد أن تطرح لندن خطة واضحة، ملمحا إلى إمكانية عقد اجتماع آخر الأسبوع المقبل".
ورحب متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ"طلب لندن" الواضح، وقال إن المستشارة "ستبذل كل جهد" للتوصل إلى اتفاق في قمة بروكسل، إلا أن وزير خارجيتها هايكو ماس قال إن رسالة ماي "تؤجل الحل".
وفي باريس صرح جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي، الأربعاء، أن بلاده يمكن أن تعارض تأجيل الخروج.
وقال إن عدم تقديم ماي "ضمانات كافية إلى المجلس الأوروبي بشأن مصداقية الاستراتيجية سيؤدي عندئذ إلى رفض طلب التمديد وتحبيذ الخروج دون اتفاق".
عزيزي دونالد
استغرق التوصّل إلى اتفاق ينظّم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سنتين ونصف من المفاوضات بين ماي والتكتل، لكن البرلمان البريطاني رفض هذا الاتفاق مرتين وبغالبية ساحقة، إلا أن بريطانيا تعاني حاليا من أزمة، وتواجه الاحتمال الكارثي بالخروج من الاتحاد، أكبر شركائها التجاريين، بعد 46 عاما من العضوية، دون اتفاق.
وقبلت ماي هذا الأسبوع بأن تأجيل بريكست بات ضروريا، وأبلغت النواب، الأربعاء، أنها بعثت رسالة إلى توسك.
وفي رسالة بدأتها بـ"عزيزي دونالد.."، قالت ماي إن بريطانيا تسعى إلى "تمديد بريكست.. حتى 30 يونيو/حزيران"، إلا أنها ووجهت بوابل من الانتقادات من مؤيدي بريكست الراغبين في الخروج من الاتحاد في 29 مارس/آذار بغض النظر عما سيحدث، وكذلك النواب المؤيدون للاتحاد الأوروبي الراغبون في تأجيل أطول بهدف وضع استراتيجية جديدة.
وواجهت ماي صيحات "استقيلي" بينما اتهمها زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن بجر بريطانيا إلى "أزمة وفوضى وانقسام".
تهديد الاستقالة
في رسالتها قالت ماي إنها تعتزم إعادة الخطة إلى مجلس العموم "بالسرعة الممكنة"، مؤكدة أنه إذا وافق عليها، فإنها ستحتاج إلى تأجيل حتى 30 يونيو/حزيران لتنفيذ الاتفاق.
وقالت ماي إنه في حال رفض النواب للمرة الثالثة اتفاقها سيتعيّن على البرلمان أن يقرر بشأن الخطوة المقبلة، لكنّها اعتبرت أن أي تمديد أطول (من الفترة المطلوبة في الرسالة) سيعني "الفشل في تنفيذ قرار الشعب في الاستفتاء".
وألمحت إلى أن مستقبلها السياسي على المحك بقولها "بصفتي رئيسة للوزراء لست مستعدة لإرجاء موعد بريكست إلى ما بعد 30 يونيو/حزيران".
وقالت ماي "أعتقد أنها فكرة غير مقبولة أن يُطلب من الشعب البريطاني انتخاب أعضاء جدد في البرلمان الأوروبي بعد ثلاث سنوات من استفتاء قرر بموجبه الخروج من الاتحاد الأوروبي".
نهاية الطريق
تبخّرت آمال ماي بإجراء تصويت ثالث هذا الأسبوع بعد معارضة رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو الذي رفض إعادة طرح الاتفاق على التصويت ما لم يتم إدخال تعديلات عليه.
ويطالب القادة الأوروبيون بريطانيا بتوضيح ما تريده من الاتفاق.
وقال يونكر لإذاعة "دويتش لاند فونك" الألمانية "طالما أننا لا نعرف ما الذي يمكن أن توافق عليه بريطانيا، لا يمكن اتخاذ قرار من جانبنا أيضا".
وتابع أن الاتفاق المبرم مع ماي هو "العرض الأخير" من قبل الاتحاد، وتابع "لا يمكن القيام بأكثر من ذلك، لقد وصلنا إلى نهاية الطريق".
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg
جزيرة ام اند امز