مسبار أوروبي ينطلق الأحد لفك لغز اضطرابات الشمس
المسبار الأوروبي سيتمكن من خلال 6 أدوات لالتقاط الصور عن بعد، من أخذ صور للشمس على مسافة غير مسبوقة
ينطلق، الأحد، المسبار "سولار أوربيتر" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في مهمة تهدف لفهم الاضطرابات التي تحدث للشمس وتجعلها تطلق "رياح" محملة جزيئات قد تلحق الأذى بأنظمة الاتصالات الأرضية.
ويبدأ المسبار رحلته من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حاملا عشر أدوات علمية (209 كيلوجرامات من الحمولة)، بهدف فهم الاضطرابات الشمسية وتوفير حماية أكبر للأرض.
وتبلغ تكلفة المهمة 1.5 مليار يورو، ومن المتوقع أن تستمر الرحلة عامين فيما المهمة العلمية ستمتد من 5 سنوات إلى 9.
ويمكن للمسبار الذي تبلغ سرعته القصوى 245 ألف كيلومتر في الساعة، بعد مروره بمدار الزهرة ثم بذلك الخاص بعطارد، أن يقترب على مسافة 42 مليون كيلومتر من الشمس أي أقل من ثلث المسافة بين الأرض والشمس.
وسيتمكن المسبار الأوروبي من خلال 6 أدوات من التقاط الصور عن بعد، من أخذ صور للشمس على مسافة غير مسبوقة، ومن شأن ذلك أن يظهر للمرة الأولى قطبي الشمس التي لا يعرف عنها حاليا سوى المناطق الاستوائية، وكذلك ستستخدم 4 أدوات قياس "ميدانية" أخرى لسبر أغوار البيئة المحيطة بالشمس.
وستضاف هذه البيانات الجديدة المجمعة إلى تلك التي جمعها مسبار "باركر" الذي أطلقته "ناسا" في 2018 واقترب مسافة أكبر بكثير من النجم (7 إلى 8 ملايين كيلومتر) لكن من دون تقنيات مراقبة مباشرة بسبب الحرارة المرتفعة للغاية.
ولهذه المهمة أهمية كبيرة إذ إن الرياح الشمسية لها أثر مباشر على كوكب الأرض، فعندما تضرب جزيئات الرياح المشحونة طاقة عالية للغاية الغلاف المغناطيسي للأرض، يؤدي ذلك إلى ظواهر شفق قطبي جميلة وغير مؤذية، إلا أنها قد تحمل خطورة أكبر بكثير.
ووقعت أعتى عاصفة شمسية في تاريخ البشرية خلال 1859 في ما عرف بـ"حدث كارينجتون"، وأدت هذه الظاهرة إلى ضرب شبكة التلغراف في الولايات المتحدة فصعق التيار موظفين واحترق بعض الورق في المحطات كما أمكن رؤية الضوء الشمالي في نقاط غير مسبوقة وصولا إلى أمريكا الوسطى.
وفي 1989، بمقاطعة كيبيك الكندية، أدى تغير الحقل المغناطيسي الأرضي إلى نشوء تيار كهربائي على درجة عالية تسبب في قطع التغذية عن شبكات الكهرباء وبانقطاع هائل في التيار الكهربائي.
ويوضح الباحث في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، ماتيو برتومييه، أن مهمة "سولار أوربيتر" ستتمكن من خلال هذا المسار من معاينة الشمس بصورة مباشرة.
وتابع أن "الرياح الشمسية تثير اضطرابا في بيئتنا الكهرومغناطيسية، هذا ما نسميه الطقس الفضائي وهو قادر على التأثير في حياتنا اليومية".
ويذكر ميو جانفييه من معهد الفيزياء الفلكية الفضائية المشرف على جهازين في المهمة: "الرياح الشمسية قد تكون بطيئة أو سريعة، ولا نعرف مصدر هذا التبدل، هل هي الريح نفسها التي تتبدل أم أننا أمام رياح مختلفة؟ هذا لغز من الألغاز التي نأمل في حلها".