مقترح أوروبي لحظر النفط الروسي.. كيف ستستفيد موسكو؟
لم ينجح الاتحاد الأوروبي، في التوافق على حظر النفط الروسي لأسواق التكتل المؤلف من 27 دولة، بسبب اعتراض بعض الأعضاء وعلى رأسها المجر.
وتنص خطة المفوضية الأوروبية على وقف واردات النفط الخام الروسي نهائيا إلى أوروبا بعد 6 شهور، وحظر كامل لمشتقات الوقود بحلول نهاية العام الجاري.
وأمام هذه الضغوطات التي ترى المفوضية الأوروبية أنها ستؤثر سلبا على تدفق السيولة النقدية الروسية، وتمويل حربها ضد أوكرانيا.
إلا أن الخطوة قد تكون بمثابة فرصة روسية على عدة أصعدة.
كيف ستستفيد موسكو من حظر النفط الروسي؟
مع إعلان المقترح الأوروبي، صعدت أسعار النفط الخام بمقدار 8 دولارات لبرميل برنت إلى متوسط 111.5 دولار للبرميل، وهي فرصة لروسيا لتعزيز مداخيلها المالية، على الرغم من هبوط الكميات المصدرة.
يبلغ سعر التوازن لبرميل النفط في موازنة روسيا لعام 2021 نحو 45 دولارا، بمتوسط صادرات 4.5 ملايين برميل يوميا، بحسب بيانات تعود للحكومة الروسية.
لكن على أرض الواقع، فإن الإنتاج الحالي للنفط الخام، يجعل من غير المنطقي حظر نفط روسيا، وإن تم فإنه سيقفز بسعر البرميل لأكثر من 130 دولارا، وسيزيد المداخيل المالية لروسيا.
أمس الثلاثاء، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إن كميات الإنتاج العالمية للنفط الخام الحالية، لا يمكنها ولا بأي حال من الأحوال تعويض غياب النفط الروسي عن الأسواق.
وفي هذه الحالة، فإن خطط الاتحاد الأوروبي الإضرار بروسيا، سيعني زيادة في سعر البرميل، وزيادة في كلفة واردات دول التكتل من النفط الخام، واستمرار نسب التضخم تسجيل مستويات قياسية.
المسألة الثانية، أن روسيا ستكون أمام فرصة -وإن كانت إجبارية- لتنويع اقتصادها أكثر وخفض الاعتماد على مصادر الدخل القادمة من الوقود الأحفوري (النفط الخام، الفحم الحجري، الغاز الطبيعي).
التفاف على العقوبات
وفي مسألة هامة، ألمحت لها صحيفة فايننشال تايمز، الأسبوع الماضي، أن روسيا بإمكانها تسويق نفطها لأي مكان في العالم، حتى للدول التي تفرض عليها حظرا.
ويكون ذلك من خلال خلط النفط الروسي في عرض البحر، بأية نفوط أخرى من خلال تفريغ حمولاتها في سفن تحمل كميات من النفط القادم من جانب منتجين آخرين.
وارتفعت وتيرة تسجيل وجهات العديد من ناقلات السفن، تحت مسمى (وجهات غير محددة)، يكون الهدف منها إما تفريغ الحمولة إلى ناقلة أخرى في عرض البحر، أو أن تستقر في أي من الموانئ، قبل نقلها مرة أخرى للمستهلكين.
تعزيز قوة الصين
مسألة إضافية هامة، أن الصين اليوم تحولت إلى قبلة جاذبة للنفط الخام الروسي الرخيص، والذي يباع بمتوسط 35 دولارا أقل من سعر خام برنت، ما يعطي بكين فرصة كلف إنتاج أقل من باقي المستهلكين.
أمام هذا السيناريو، فإن بكين ستبقى قبلة جاذبة للصناعات، وأسعار المنتج النهائي تنافسية مع بقية الأسواق حول العالم، وبالتالي التضرر من ارتفاع تكاليف الإنتاج.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز