"خذ بيدي أيها المستحيل".. معرض يعكس الواقع الفلسطيني بأنامل الشباب
اللوحات المعروضة تعكس رؤية الفنانين الشباب للواقع بنظرات مختلفة، فمنهم من قدمه كما هو ومنهم من اختار التمرد عليه.
اختار 16 فنانا وفنانة من الفنانين الفلسطينيين الشباب مقطعا من قصيدة (هو لا غيره) للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ليكون محورا لعشرات اللوحات التي شاركوا بها في معرضهم "خذ بيدي أيها المستحيل".
يأتي المعرض الذي افتتح، مساء الإثنين، في قاعة جاليري زاوية في مدينة البيرة نتاج حوار ونقاشات جرت قبل سنة و6 أشهر بين مجموعة من الفنانين تلقوا جميعا دروسا في الفن وهم أطفال في منتدى "الفنانين الصغار" الذي تحول اسمه اليوم إلى "منتدى الفنون البصرية".
وقال سامح عبوشي، رئيس الهيئة الإدارية للمنتدى: "معظم الفنانات والفنانين المشاركين في المعرض كانوا قد درسوا في منتدى الفنانين الصغار ثم أكملوا تعليمهم في الجامعات، بعضهم اختار العمارة والتصميم ومنهم من اختار الفنون التشكيلية وصناعة الأفلام".
وأضاف خلال حفل الافتتاح: "اليوم يطل علينا هؤلاء من نافذة الأمل التي فتحناها وهم يعرضون أعمالهم ربما للمرة الأولى".
وتعكس اللوحات المعروضة رؤية الفنانين الشباب للواقع بنظرات مختلفة، منهم من قدمه كما هو ومنهم من اختار التمرد عليه.
وقال الفنان التشيكلي خالد حوراني المسؤول عن المعرض: "ما تشاهدونه اليوم من أعمال فنية هو نتاج جهد جماعي حول الفكرة وإن كان لكل فنان لوحاته الخاصة به".
وأضاف: "بعد نقاش معمق حول فكرة المعرض وجدنا ضالتنا في مقطع من قصيدة للشاعر محمود درويش "هو لا غيره" وهي قصيدة غير متداولة كثيرا إلا أنها تحمل الأفكار التي تناولناها وأحلامنا بغد أفضل، وكان هذا المقطع "خذ بيدي نحو المستحيل"، وكل المفاهيم التي طرحت كانت التفاصيل التي أتت لتغنيه".
وقال حوراني إن هدف المعرض "أن نطور معا لوحة واحدة ضخمة مكونة من لوحات متنوعة".
وأضاف: "أردنا أن نكتشف القدرات الكامنة في كل منا وأن نأخذ الفن بالجدية اللازمة وأن نشارك ونتعلم وننتج من خلال هذه التجربة ما هو جدير بالعرض".
واختار الفنان علاء البابا خريج الأكاديمية الدولية للفنون أن يشارك في المعرض بلوحات فنية تقدم رسوما معمارية للمخيم يمكن لمن يراها أن يتعرف على تفاصيله ولكن بألوان زاهية لا تعكس حياة البؤس فيه.
وقال فيما كان يقف إلى جانب لوحاته: "أحاول من خلال هذه اللوحات الفنية التي تتمحور حول الشكل المعماري للمخيم أن أطرحه بطريقة يكون فيها تساؤلات عن هذه المساحة الجغرافية المكتظة بالسكان والخطاب السياسي المتغير، ولكن المخيم يبقى موجودا كما هو". وأضاف: "أستخدم الألوان بشكل نقدي، فكما ترى هي ألوان زاهية ولكن المخيم ليس كذلك".
وعملت لارا سلعوس المهندسة المعمارية على تقديم لوحات فنية بعنوان "هل أراك؟" تتمرد على الواقع الذي فرضه الاحتلال بحيث يظهر الأطفال الفلسطينيون في لوحاتها أكبر حجما من جنود الاحتلال وهم يمرون بجانبهم وسط أحد شوارع مدينة الخليل.
وكتبت لارا حول أعمالها الفنية: "تقدم الدولة والوطن وأطفال فلسطين باستخدام تقنية تحوير النسب وتعرضهم ضمن إطار اللوحة والملصق في مشاهد تستحضر فضاءات وشخوصا حقيقية يهدف مضمونها إلى قلب هيمنة الاحتلال.
ويمكن لزائر المعرض الذي يستمر حتى 3 سبتمبر/ أيلول المقبل أن يرى عشرات اللوحات الفنية المختلفة، منها ما يجسد الإنسان والواقع المحيط به، ومنها ما هو مباشر، وأخرى تحتاج للوقوف أمامها طويلا للوقوف على تفاصيلها.