خبراء عن قمتي مكة: فرصة لتشكيل كتلة فاعلة لمواجهة محور الشر
الخبراء يثمنون في تصريحات لـ"العين الإخبارية" دعوة خادم الحرمين الشريفين للقمتين العربية والخليجية بمكة المكرمة 30 مايو الجاري.
توقع دبلوماسيون وخبراء في الشأن العربي نجاح القمتين العربية والخليجية المزمع عقدهما في مكة المكرمة 30 مايو/أيار الجاري في تشكيل "كتلة فاعلة" تجمع دول الرباعي العربي، فضلا عن عدد من الدول الأخرى، للعمل على وضع خطة عمل واضحة لمواجهة محور الشر في المنطقة التي تضم إيران وتركيا وقطر.
وثمَّن هؤلاء الخبراء، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للقمتين العربية والخليجية، مؤكدين أهمية اجتماع القادة العرب سريعا "لوضع النقاط فوق الحروف" إزاء المخاطر التي تتعرض لها المنطقة، من أجل الخروج برؤية عربية موحدة لمواجهة التهديدات.
ووجه خادم الحرمين الشريفين، السبت الماضي، الدعوة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين بمكة المكرمة الخميس 30 مايو/أيار الجاري.
جاءت الدعوة، وفق مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، لبحث تداعيات الهجوم على سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بالهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
وأعلن المصدر أن الدعوة تأتي حرصاً من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتتزامن القمتان مع القمة الإسلامية الـ14 المرتقب انعقادها أيضاً في مكة المكرمة يوم 31 مايو/أيار، بمشاركة عدد كبير من قادة دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة.
وضع النقاط فوق الحروف
وقال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون العربية لـ"العين الإخبارية": "أمام القمتين العربية والخليجية تحديات كبيرة، فنحن إزاء وضع النقاط فوق الحروف، من خلال تحديد فعلي للأخطار التي تهدد الخليج العربي والأمة العربية".
واستعرض ما اعتبره عناوين رئيسية للأخطار المحدقة بالمنطقة كمحاور للنقاش على طاولة القمتين بالقول: "أولا موقف إيران والقوى الداعمة لها في الداخل والخارج، وثانيا: موقف الدول المحسوبة علينا عربيا أو خليجيا مثل قطر التي تعمل ضد المصالح الخليجية والعربية بصورة فاضحة، أما ثالثا فهو موقف الدول المتدخلة مثل تركيا التي تتجاوز كل الحدود وتسعى لتحقيق طموحات استعمارية في المنطقة، وأخيرا تأثير هذه العوامل جميعها على دعم الإرهاب بالمنطقة والعالم بأسره".
وأوضح السفير بدر أنه عقب التحديد الواضح لهذه العوامل لا بد من التحرك الدولي المنسق؛ لتوضيح وجهة النظر العربية، حيث إن التنسيق مطلوب على مستوى عالٍ لإعادة الأمور إلى نصابها، مع الوضع في الاعتبار أن هذه الأخطار طويلة الأمد، وتهدد دول الخليج العربي والمنطقة، والمطلوب اتخاذ مواقف واضحة منها.
ولفت مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون العربية إلى أن القمة الخليجية نهاية مايو/أيار الجاري يمكن أن تتحول إلى قمة لاستعادة الثقة إذا تعاملت مع هذه المعطيات والعوامل السابقة بصورة واضحة، وليس فقط مجرد التركيز على طرف واحد من الفاعلين والتجاوز عن غيره أو عدم تحديد هذه النقاط.
وأعرب عن أمنيته أن تكون هناك كتلة فاعلة تضم أكبر عدد من الدول والفعاليات العربية التي تتفق على هذا المنهج، وتتخذ خطوات مناسبة، وقد تتفاوت الرؤى لبعض الأطراف بدعوى التهدئة والحياد، لكن المسألة تحتاج إلى عمل يتجاوز هذا.
وأشار إلى أن الكتلة الفاعلة تضم الدول الرباعية (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، إضافة إلى ضم دول أخرى، من أجل توسيع القاعدة بقدر ما تستطيع، من أجل التنسيق ورسم خطة عمل واضحة لمواجهة تهديدات محاور الشر في المنطقة.
إيران تتصرف كثورة لا كدولة
من جهته، أعرب السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عن أمنيته في أن تساهم القمم العربية والخليجية والإسلامية في دعم أمن واستقرار المنطقة، وخفض أيضا التوتر والتصعيد الجاري في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
وأرسلت واشنطن في الفترة الأخيرة المزيد من القوات العسكرية إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت.
وقال هريدي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "نأمل أن تؤدي قمم القادة العرب المقبلة إلى التوصل لاتفاق، أو رؤية مشتركة حول السبل الكفيلة لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة".
وأكد أن الأوضاع في المنطقة تتطلب اجتماعا عاجلا للقادة العرب للتدارس فيما بينها لمواجهة تطورات الأحداث، مشددا على أنه لا يمكن ترك الشأن العربي لقوى دولية أو إقليمية لتحديد مساراته ومآلاته، مردفا: "آن الأوان لإيجاد حلول عربية للأزمات والقضايا العربية".
ودعا مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حكومة طهران إلى إعادة النظر في سياستها، حيث تتصرف وكأن لها حق أصيل في التدخل بالشأن العربي الداخلي، وعليها التصرف كدولة وليس كثورة إسلامية، بأن تترك للشعوب العربية الحرية والحق في البحث عن حلول عربية لمشاكلها، مضيفا أنه "لا داعي للمزايدة على المواقف العربية والإسلامية خصوصا في الصراع العربي الإسرائيلي".
مصدر خطر للعالم
بدوره، قال الدكتور أحمد الركبان المحلل السياسي السعودي لـ"العين الإخبارية" إن منطقة الخليج العربي تعاني من ويلات التدخلات الإيرانية، التي تعبث بأمن المنطقة ولا تبالي بقدسية شهر رمضان، مستطردا في هذا الصدد: "على المجتمع الدولي أن يقف مع العالم العربي ضد تلك التدخلات، بعد أن أصبح نظام الملالي بطهران مصدر خطر ليس فقط للعالم العربي بل للعالم أجمع".
وأعرب الركبان عن أمنيته أن يتفق قادة العرب خلال القمتين على اتخاذ مواقف موحدة أمام التدخلات الإيرانية.
وقال: "إيران بحاجة لردع دولي وعربي لوقف سياستها التخريبية، حيث إن لها مخالب وعملاء في الكثير من الدول العربية يدعمون العمليات الإرهابية التي تقع بداخلها، دون مراعاة لقدسية الشهر الفضيل".
وكان أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قد أدان محاولة جماعة الحوثيين مجدداً أمس استهداف مكة المكرمة بصاروخين باليستيين، مُشدداً على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تمثل تهديداً خطيراً، ليس فقط لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية وإنما أيضا للأمن الإقليمي ككل، إضافة إلى كونها تمثل انتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة وشهر رمضان الفضيل.
غليان بالمنطقة يستدعى اجتماع القادة
وثمن السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- دعوة العاهل السعودي للقمتين العربية والخليحية نهاية مايو/أيار الجاري، قائلا: "من الضروري اجتماع قادة العالم العربي والإسلامي سريعا، خصوصا أن المنطقة تشهد درجة عالية جدا من الغليان، ولا بد من وضع حد للتوتر الحالي".
وتابع القول: "ستسعى هاتان القمتان إلى تحقيق قدر من التنسيق السياسي، والخروج بموقف موحد إزاء الخطر والتهديد الإيراني والتركي والقطري كمحاور للشر في المنطقة"، متوقعا ألا تصل الأمور إلى حد المواجهة العسكرية بين أمريكا وإيران على الرغم من تصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة.
وأشار العرابي إلى أهمية توقيت القمة العربية والخليجية لمواجهة ليس فقط تهديدات محاور الشر في المنطقة، لكن أيضا لتدارس تداعيات ما بات يعرف بصفقة القرن "الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، المزمع الكشف عنها قريبا.
وكان وزير إيراني سابق قد أقر بتورط بلاده ضمنيا بالهجوم الإرهابي الذي استهدف محطتي ضخ نفطيتين في السعودية الأسبوع الماضي، بدعوى الرد على سياسة الولايات المتحدة لتصفير صادرات النفط الخام لطهران.
وأضاف محمد حسيني سياسي متشدد ووزير إرشاد سابق في إيران في مقطع مصور بثه عبر حسابه على شبكة أنستقرام أن "هجمات الطائرات المسيرة على منشآت نفطية في السعودية كانت نتيجة لسعي أمريكا وضع إيران تحت الحظر النفطي الكامل"، على حد قوله.
ورفعت إيران مستوى إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لأربعة أمثاله بعد أسبوع من توقف طهران رسميا عن بعض الالتزامات بموجب الاتفاق النووي في خرق للقوانين الدولية والاتفاق النووي.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز