لا تقتصر عوائد استضافة "إكسبو 2020 دبي" على الجانب الاقتصادي، بل تتعداه لتشمل جوانب ثقافية وسياحية وعلمية وإعلامية.
فمثل هذه المعارض العالمية، ذات الموروث التاريخي الكبير والآثار الممتدة، تمثل منصة مهمة تتلاقى فيها جميع النخب المؤثرة على الصعيد العالمي كل خمسة أعوام، وتشارك فيها مئات الدول، التي تأتي لاستعراض أحدث قدراتها التكنولوجية والابتكارية والعلمية، فضلاً عن أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة، بكل ما تمتلك من خصائص وسمات ترويجية وسياحية عالمية، هذه الدورة من "إكسبو"، تُضفي عليها خصوصية فريدة، لما تمثله الإمارات من وجهة عالمية مثالية.
لقد تحدثت التوقعات قبيل بدء "إكسبو دبي" -الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا- عن استقبال الإمارات 25 مليون زائر للمعرض، لذا فوجود هذه الملايين من الزائرين فرصة مثالية لتعرّف العالم إلى مزيد من إدراك نموذج الإمارات القيمي والحضاري الفريد، حيث يعد "إكسبو" بهذه المشاركة أكبر حدث دولي من حيث الشمول واستقطاب الزوار.
في جميع مؤشرات التنافسية العالمية ستجد اسم الإمارات بين المتصدرين، لذا فإن "إكسبو دبي"، الذي حظي باهتمام كبير من القيادة الرشيدة للدولة، يضع الإمارات في مكانها الصحيح بين دول العالم المتقدم، بما يشهده "إكسبو" من استعراض لتقنيات متطورة على صعيد الاستدامة والتنقل والفرص.
في الإمارات، أرض التسامح والتعايش بين البشر من مختلف الجنسيات والأديان والأعراق، يمثل "إكسبو دبي" مناسبة مهمة لتجمع العالم في دولة للبحث عن حلول للتحديات التي تواجه البشرية، على قاعدة من التعاون، الذي يحتاج إليه العالم بشدة في مرحلة ما بعد "كورونا"، ولا شك أن حصول الإمارات على أعلى نسبة تصويت في تاريخ المكتب الدولي للمعارض خلال إجراءات اختيار الدولة، التي تستضيف هذه الدورة من "إكسبو"، يمثل تصويتاً عالمياً بالثقة ويجسد الاهتمام الدولي الكبير بتعزيز التعاون والتواصل مع شعوب منطقتنا، وهو أيضاً إقرار بمكانة الإمارات المرموقة على الساحة الدولية، وشهادة فخر بما حققته الدولة على مستوى التنافسية العالمية في جميع مؤشرات التنمية، ورقي المكانة والنفوذ والعلاقات الدولية، فضلا عن أثر الإمارات الذي لا يقارَن في العمل الإنساني العالمي.
ويبعث "إكسبو 2020" برسالة من حضارة الإمارات إلى العالم عبر شعار هذه النسخة من المعرض، مفادها أنها ستبقى وأهلها منفتحين ومتواصلين مع بقية الحضارات، ما يعزز دور الإمارات كحلقة تواصل بين أمم الأرض، ويدعم استمرارها كنقطة التقاء علمي وقيمي، سواء خلال أشهر انعقاد "إكسبو" أو بعد انتهائه آخر مارس 2022.
إن "إكسبو دبي" فرصة مثالية للجمع بين أهداف هذا الحدث العالمي الفريد وهوية الإمارات، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالابتكار والتجديد والانشغال بالمستقبل والبحث عن الأفكار الرائدة والجديدة، ما يعكس حالة التماهي، التي تجعل من المعرض منصة عالمية استثنائية لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة للمواضيع الفرعية الثلاثة، التي تم تحديدها كعوامل رئيسة للتنمية العالمية، وهي الاستدامة والتنقل والفرص، ويعزز "إكسبو 2020" قوة وحضور الإمارات على الساحة الدولية، ويضيف إلى مكانتها وسمعتها العالمية المرموقة، بما ينعكس إيجاباً على سعيها للوصول إلى الرقم "1" عالمياً في مختلف مؤشرات التنمية والتنافسية العالمية، فضلاً عن تعزيز قدرتها على استقطاب وتوطين التكنولوجيا، وجعلها منصة رئيسية لانطلاق التقنيات التكنولوجية الحديثة، ونقطة انطلاق كذلك للشركات الأجنبية، ومركزاً للإبداع والابتكار العالمي، خاصة أنها بيئة مثالية حاضنة للإبداع والشفافية واستثمار العقول والمواهب.
معرض "إكسبو 2020" على أرض الإمارات يمثل منصة مميزة لتكريس نماذج جديدة لتدفق المقدرات المالية والفكرية الكفيلة بتعزيز روح ريادة الأعمال والابتكار، وكشف سبل الترابط وتحديد الشراكات المحتملة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إنتاج إرث من الابتكارات الجديدة، التي تفيد الدولة والعالم في تحقيق تطلعات تنموية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة