أدوات جديدة للحد من الانتحار عبر "فيسبوك لايف"
مع انتشار ظاهرة البث المباشر لحالات الانتحار عبر الإنترنت، يصعد فيسبوك من جهوده للحد من ذلك.
أعلن موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة عالميا، اليوم الأربعاء، أنه سيدمج أدوات جديدة في خاصية "فيسبوك لايف" لوقف هذه الظاهرة. كما قال إنه سيقدم محادثات دعم نفسي مباشرة من قبل منظمات متخصصة في ذلك عبر خاصية "فيسبوك ماسنجر". كما سيسهل الموقع من الإبلاغ عن حالة انتحار أو إيذاء نفس يتم بثها عبر صفحاته.
ومن بين هذه الأدوات الجديدة، يقوم فيسبوك حاليا باختبار ذكاء اصطناعي يقوم بتحديد الإشارات التحذيرية لإيذاء النفس والانتحار في منشورات وتعليقات عبر الموقع.. والهدف وفقا لفيسبوك هو التواصل مع الأشخاص البائسين ومحاولة مساعدتهم.
ومن بين شركات الإنترنت، تعتبر فيسبوك رائدة في محاولات منع الانتحار، وتقوم بانتظام بتحديث أدواتها لتسهيل الإبلاغ عن عمليات انتحار أو إيذاء نفس. وبدأت في تطوير أدواتها منذ 10 سنوات، بعد موجة من حالات الانتحار بين طلبة بالمرحلة الثانوية في بالو ألتو بكاليفورينا، ثم في وادي السيليكون مقر الشركة.
وفي خطاب حديث، تعهد مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لفيسبوك، بالتوصل إلى طرق مبتكرة لتجنب الانتحار عبر فيسبوك.
وبعدما استشارت الشركة خبراء في منع حوادث الانتحار، قرر فيسبوك تقديم أدوات تساعد كلا من الشخص الذي يبث فيديوهات حول الانتحار وإيذاء النفس والشخص الذي يشاهدها، ومنها التواصل مع صديق أو الاتصال بخط ساخن للمساعدة أو مشاهدة نصائح.
يو إس إيه توداي نقلت عن أحد الخبراء قوله إن بعض الأشخاص يتساءلون لماذا لا يقطع فيسبوك البث الحي لحالة انتحار على الفور، ويجيب عن ذلك بأن هذا يقلل من فرص تقديم المساعدة للشخص. وبهذه الطريقة يتحول فيسبوك لايف إلى شريان حياة، على حد وصفه، حيث يتيح فرص الحصول على دعم في هذه اللحظة الحاسمة.
ولا يزال الانتحار حدثا نادرا على فيسبوك لايف، حيث لم يتجاوز عدد حوادث الانتحار عبرها السبع حالات، لكن هذا لا يمنع أنه أمر مقلق.
وأطلق فيسبوك خاصية لايف العام الماضي، وطالما كان يروج إليها ويدعو مستخدميه الذين يزيد عددهم عن 1.8 مليار مستخدم إلى تجربتها، ويمكن للمستخدمين مشاركة أحداث من حياتهم مباشرة عبر هذه الخاصية التي يمكن أن تكون وسيلة قوية جدا في الاحتفال بالمناسبات السعيدة كالأفراح أو أعياد الميلاد أو أولى خطوات الطفل، أو تسجيل لحظات مهمة مثل المظاهرات أو مطاردات شرطية.
وفي يناير الماضي قامت فتاة تبلغ من العمر 14 عاما بشنق نفسها في منزلها بفلوريدا، وأطلق ممثل يبلغ 33 عاما النار على نفسه في سيارة في أحد شوارع لوس أنجلوس، وكلاهما قام بذلك عبر فيسبوك لايف، حسب صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية.
ولا يعتبر الانتحار على الملأ بالجديد، لكن التكنولوجيا الحديثة مثل البث المباشر ومواقع التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار هذه التصرفات المحزنة بين مزيد من الأشخاص. ويرتكب الأشخاص الانتحار على الملأ لعدة أسباب، منها أنهم ربما يأملون في أن يوقفهم أحدا أو أنهم يشاركون العالم آلامهم أو يحاولون تسجيل ذكرى موتهم.
جدير بالذكر أن معدلات الانتحار ارتفعت بشكل كبير خلال الثلاثين عاما الماضية. ويكمن القلق الأكبر من انتشار البث الحي لعمليات الانتحار، في تشجيع أشخاص آخرين مترددين في ارتكابه ومنحهم أفكارا لقتل أنفسهم. ويمكن أن يكون الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء مهما جدا للأشخاص الذين يصارعون مشاعر العزلة والاكتئاب، عاملا مهما في الحد من الانتحار.