لبنان وغزة.. السعودية تجدد مواقفها من توترات الشرق الأوسط
من نزاعات المنطقة، مرورًا بالتصعيد في لبنان والقضية الفلسطينية إلى اتفاقات التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة، ملفات عدة عرج عليها وزير خارجية السعودية.
فخلال النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالعاصمة السعودية الرياض، الخميس، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن بلاده قادرة على التعامل مع النزاعات في المنطقة.
وحول الأزمة اللبنانية، أكد رئيس الدبلوماسية السعودية دعم بلاده لجهود الولايات المتحدة للوصول إلى وقف إطلاق النار في لبنان، مشيرًا إلى أن «حل العملية السياسية في لبنان أمر داخلي، وأنه ليس لأحد أن يُملي على اللبنانيين مسارًا سياسيًا».
العلاقات مع أمريكا
وعن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، أكد أن العلاقة بين الرياض وواشنطن في أفضل حالاتها على الإطلاق، مشيرًا إلى أن المملكة جاهزة للعمل مع أي مرشح فائز في الانتخابات الأمريكية.
وتابع: «قمنا بعمل جيد تاريخيًا مع الإدارتين، سواء الديمقراطية أو الجمهورية. عملنا مع الرئيس ترامب سابقًا، وكذلك نعرف الفريق الذي يعمل حاليًا مع الرئيس بايدن. ونائبة الرئيس كامالا هاريس جزء من هذا الفريق، وكنا قادرين على بناء علاقات عمل قوية معهما، لذلك لا يوجد لدينا تفضيلات معينة».
وفيما يتعلق باتفاقية التعاون الدفاعي، قال وزير الخارجية السعودي إنها «ربما تكون الأكثر تعقيدًا، لكن بلاده ترحب بأي فرصة لإبرامها قبل انتهاء مدة الإدارة الحالية».
وتابع: «في النهاية، إذا وصلنا لذلك سيكون هذا جيدًا، وإذا لم نصل إليها فما زالت ستبقى لنا علاقات قوية مع الولايات المتحدة».
وأضاف: «يمكننا إحراز تقدم في بعضها بسرعة كبيرة، ونعمل على بعضها الآخر - وخاصة تلك المتعلقة بالتجارة والذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك - والتي لا ترتبط بأي أطراف ثالثة أخرى».
حرب غزة
وبشأن قطاع غزة، قال وزير الخارجية السعودي إن الرياض كانت أبعد ما يكون عن الغموض في موقفها تجاه القطاع، مؤكدًا أن بلاده تواصلت مع الولايات المتحدة والوسطاء لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.
وأشار إلى أن بلاده تعمل على مواصلة الجهود لإيجاد حلول لأزمة غزة، وأنها كانت أبعد ما يكون عن الغموض.
وتابع: "كنا واضحين جدًا في قضية غزة. طالبنا بوقف إطلاق النار من البداية، وكنا واضحين جدًا أنه حتى فيما يتعلق بأحداث السابع من أكتوبر المرعبة، فإن الرد الإسرائيلي المفرط سيكون خطيرًا جدًا، ورأينا ردود أفعال إسرائيل وهجومها العسكري المستمر على غزة، الذي أدى إلى كوارث إنسانية. هذا لم يؤثر فقط على مواطني غزة، ولم ينتج عنه فقط عشرات الآلاف من الوفيات غير المبررة من المدنيين، بل وضع علامة استفهام كبيرة على الأنظمة والحوكمة الدولية وشرعية القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقابلية تطبيقهما".
فـ«الغموض لم يكن شأنًا نمارسه في المملكة. نحن نمارس سياسة خارجية واضحة جدًا مبنية على التوجيهات الواضحة وعلى ألا ننجر إلى أي مواجهة من أي شكل»، يضيف وزير الخارجية السعودي.
إيران
وحول العلاقات مع إيران، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن بلاده «أجرت محادثات صادقة مع طهران لبناء علاقات قوية تخدم مصالح البلدين الثنائية والاستقرار الإقليمي».
وأكد أن السعودية لم تشارك في أي مناورات عسكرية مع إيران، وأن الأخيرة أبلغت الرياض أن استمرار دائرة التصعيد الإقليمي ليس في مصلحتها.
aXA6IDE4LjExOS4xNDIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز