فريد شوقي.. 5 زيجات في حياة "الممثل والمؤلف" ملك الترسو
الفنان فريد شوقي حصد العديد من الألقاب في مسيرة فنية امتدت لأكثر من 50 عاماً، فهو "وحش الشاشة، ملك البريمو، ملك الترسو".
شخصيات كثيرة قدمها الفنان الراحل فريد شوقي على شاشة السينما والتليفزيون وخشبة المسرح، وفي كل مرة كان يتقمّص الشخصية التي يقدّمها إلى حد التوحّد، فهو ناظر في مدرسة الإبداع ومايسترو في الأداء.
لم تتوقف موهبة شوقي (1920- 1998) عند التمثيل، إذ احترف كتابة القصة والسيناريو والحوار، وكان يؤمن بأن الفنان يجب أن يقترب من الناس حتى يتمكن من التعبير عن أفراحهم وآلامهم.
حصد شوقي العديد من الألقاب في مسيرة فنية امتدت لأكثر من 50 عاماً، فهو "وحش الشاشة، ملك البريمو، ملك الترسو".
وفي ذكرى مرور 100 عام على ميلاده و22 عاماً على رحيله، تفتش "العين الإخبارية" في وعاء الذكريات وتلقي الضوء على إبداعات فنان ترك بصمة عصية على النسيان.
البداية
في 30 يوليو/تموز 1920، ولد فريد محمد عبده شوقي، الشهير باسم فريد شوقي، وسط أسرة متوسطة الحال، لأب يعمل موظفاً حكومياً وأم ربة منزل.
إقامة الأسرة في منطقة السيدة زينب وحي الحلمية تحديداً وسط العاصمة القاهرة، جعلت الطفل الصغير يحب أفيشات السينما وينتقل بين المسارح والسينمات بسهولة شديدة.
أحب "ملك الترسو" التمثيل، وقرر أن يعمل في هذا المجال بعد حصوله على دبلوم معهد الهندسة التطبيقية، لكن الأب لم يتحمس للفكرة في البداية وأقنع شوقي بأن الوظيفة أكبر ضمان لتقلبات الحياة.
وبالفعل التحق فريد شوقي بالعمل في القطاع الحكومي، وبعد عام شعر أنه تائه، فقدّم استقالته وراح يبحث عن حلم التمثيل وسط استديوهات السينما والمسارح.
بعد مجهود كبير نجح في دخول "فرقة يوسف وهبي" المسرحية، وقرر أن يدعم موهبته بالدراسة فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ونجح في لفت الأنظار إليه بعد مشاركته في بعض العروض المسرحية.
النجومية
لم يقدم "ملك الترسو" على خشبة المسرح أدوار البطولة، كانت أدواره كلها ثانوية، ولكن حضوره وأدائه القوي جذب أنظار صناع السينما.
وفي عام 1946 تم ترشيحه لأول فيلم في مسيرته الفنية وهو "ملاك الرحمة" أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
وتوالت الأعمال بعد ذلك على شاشة السينما، وأدرك شوقي أن هناك عددا كبيرا من المخرجين يريدون أسره في دور الشرير، فقرر أن يتمرد وأن يصنع لنفسه عالما مختلفا مليئا بالتنوع والابتكار.
وتألق شوقي في أعمال مثل "ملائكة جهنم، جعلوني مجرما، أمير الانتقام، الأسطى حسن، الفتوة، سواق نص الليل ".
وناف وحش الشاشة عمر الشريف ورشدى أباظة وغيرهم كثيرين، وكانت إيرادات أفلامه الأكبر دائماً في فترتي الستينيات والسبعينيات.
مرحلة النضج
في الثمانينيات قرر وحش الشاشة العبور إلى أرض جديدة تناسب تقدمه في العمر، وبذكاء شديد قدم أدوارا رائعة في تلك المرحلة منها الكوميدي والتراجيدي.
وفي كل عمل كان يطرح قضية اجتماعية تشغل وجدان الناس ومن هذه الأعمال "آه يا بلد آه، خرج ولم يعد، عشماوي، الغول، قضية عم أحمد".
المواهب
امتلك ملك الترسو بجانب موهبة التمثيل القدرة على كتابة القصة والسيناريو والحوار، وقدم أعمالا كثيرة حملت توقيعه كمؤلف منها مسلسل "البخيل وأنا"، بطولة كريمة مختار ووائل نور، ومسلسل "صابر يا عم صابر" على شاشة التليفزيون.
وكتب أفلاما مهمة للسينما منها "حكمت المحكمة، مضى قطار العمر يا ولدي، الطريد، المحتال"، ولعب دور البطولة في غالبية رواياته.
نساء في حياته
تزوج فريد شوقي 5 مرات، كانت الأولى من صديقته في معهد الفنون المسرحية، ثم من ممثلة مغمورة تدعى زينب عبدالهادي، أما الثالثة فكانت محامية، ثم تزوج من الفنانة هدى سلطان وأنجب منها ناهد، وبعد انفصاله عنها تزوج سهير ترك وأنجب الفنانة رانيا.
نهاية الرحلة
قدّم وحش الشاشة نحو 350 عملاً فنياً وفي 27 يوليو/تموز 1998، ودع الحياة بعد صراع مع مرض خطير بالرئة استمر عامين، ورحل الملك لكن أعماله كتبت له البقاء والخلود في قلوب الجماهير.