بالصور.. انطلاق مهرجان "المالح والصيد البحري" في موسمه الخامس
على ضفاف ميناء مدينة دبا الحصن أقيم مهرجان "المالح والصيد البحري" وشهد إقبالاً لافتاً من الزوّار والمشاركين في يومه الأول.
انطلقت الأربعاء على ضفاف ميناء مدينة دبا الحصن، فعاليات الموسم الخامس لمهرجان "المالح والصيد البحري"، الذي تنظّمه بلدية مدينة دبا الحصن بالتعاون مع المجلس البلدي، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة وبمشاركة أكثر من 12 جهة حكومية وإعلامية وعدد من المحال التجارية المتخصصة في بيع المنتجات البحرية.
ويهدف المهرجان الذي شهد إقبالاً لافتاً من الزوّار والمشاركين في يومه الأول، إلى تسليط الضوء على تاريخ صناعة المالح والصيد، باعتبارها واحدة من أهم المهن والصناعات الغذائية الشعبية التي تستثمر الثروة السمكية في تأمين احتياجات الأسر، إلى جانب بعض الصناعات التقليدية الأخرى، حيث يتمتّع المهرجان بسمعة كبيرة تتخطّى حدود الدولة ليصل صداها إلى الدول المجاورة.
وحضر حفل الافتتاح كلٌّ من المهندس علي أحمد بن يعروف، رئيس المجلس البلدي في مدينة دبا الحصن، ومطر أحمد الخشري، مدير الديوان الأميري في دبا الحصن، والدكتور سلطان الملا عضو غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وطالب بن صفر، مدير بلدية دبا الحصن، إلى جانب عدد من ممثلي الدوائر والجهات الحكومية في الإمارة، ومدراء الدوائر الحكومية والخاصة في الإمارة.
وتجوّل الضيوف في أروقة المعرض متوقفين عند نماذج تحاكي المهن والصناعات التراثية، إلى جانب التعرّف على أبرز المعروضات التي تخصصها أجنحة المعرض، حيث استمعوا إلى شرح حول أهم ما تقدّمه الأجنحة التابعة للشركاء الاستراتيجيين من مختلف الجهات الحكومية المشاركة، كما توقّف ضيوف المهرجان عند الجناح الخاص ببلدية دبا الحصن للتعرّف على ما تقدّمه البلدية من جهود، وخطط في مجال الحفاظ على الموروثات الشعبية العريقة.
واستعرض الحضور أجنحة معهد الشارقة للتراث، ومتحف الشارقة البحري الذي يخصص هذا العام متحفاً شاملاً يحتوي على عرض لأهم الأدوات والمقتنيات الخاصة بالصيادين لتعريف الزوار عن كثب على هذه المهنة العريقة، وما تشتمل عليه من تنويعات، كما شهد الضيوف عرضاً حيّا لعملية صناعة "المالح".
كما توقّف الضيوف عند المحلات المشاركة في المهرجان للتعرّف إلى المنتوجات السمكية المعروضة، والحديث مع الصيادين حول ثقافة المالح باعتبارها إرثاً أصيلاً يحاكي موروثات الماضي، إضافة إلى الوقوف عند الأجنحة التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية ومركز التنمية الاجتماعية في دبا الفجيرة.
ولفت طالب بن صفر، مدير بلدية دبا الحصن، المشرف العام على تنظيم المهرجان إلى أن هذا الموسم يحمل في طيّاته روح الماضي وأصالة التراث قائلاً: "نشهد اليوم إطلاق الموسم الخامس لهذا الحدث الذي يعبّر عن حالة مترسّخة من الأصالة الشعبية التي يتّصف بها مجتمعنا الإماراتي وإضاءة على كنوز من الماضي صقلها الأجداد ببراعة لتكون بمثابة الشاهد على الموروث الشعبي الغزير".
وأضاف: "تسعى البلدية إلى تحقيق مبادرات مختلفة في مجال الحفاظ على التراث الشعبي من الاندثار ومساعدة الأسر القائمة على رعاية هذا التراث والاهتمام به والاشتغال بمهنه المتنوّعة التي يبرز منها صناعة المالح التي نعتبرها واحدة من الومضات التراثية التي نعتّز بها ونهتم بأن يسير جيل المستقبل من خلالها على خطى الأجداد".
ومن جانبه قال المهندس علي بن يعروف، رئيس المجلس البلدي في مدينة دبا الحصن: "نشعر بفخر غامر حين نجد أنفسنا نقف لنؤكد على غزارة الموروث الشعبي الذي تتمتّع به دولتنا، ونثمّن هذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها بلدية مدينة دبا الحصن في مجال الحفاظ على ركائز التراث والاهتمام بالمهن التقليدية، كما أنني اسعد بهذا التنظيم المشرّف لهذا الحدث ذي السمعة المرموقة على مستوى الفعاليات الثقافية الشعبية المحلية".
ومن جهته أبدى الدكتور سلطان الملا، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة حفاوته الكبيرة بهذا التنظيم قائلا: "يأتي تنظيم هذا المحفل التراثي المهم في إطار الشراكة الإستراتيجية بين غرفة الشارقة وبلدية مدينة دبا الحصن إدراكاً للمسؤولية المشتركة بين الطرفين في ضرورة إحياء الموروثات الشعبية وإيجاد أحداث وفعاليات تنشط الحركة الاقتصادية بالمنطقة الشرقية التي تتمتّع بمكانة طبيعية وسياحية وتجارية".
وأضاف: "يعتبر المهرجان مناسبة تحمل في طيّاتها أهمية كبيرة في تسيلط الضوء على هذا الموروث، لنسهم في تعريف أجيال المستقبل على قيمة الماضي وعراقته، كما أننا ومن هذا المحفل نعلن عن دعم غرفة تجارة وصناعة الشارقة للأسر المنتجة للمالح من خلال شراء منتجاتها المعروضة، لنكون بذلك شركاء في تنمية هذه المهنة والتأكيد على عراقتها التاريخية ".
وتخللت الفعاليات الافتتاحية إقامة سلسلة من العروض الفنية والأنشطة التراثية إلى جانب ورش عمل حيّة لصناعة المالح، حيث قدّمت فرقة العروض البحرية لوحات فنيّة تحاكي الأغنيات التي كان يردّدها الصيادون في رحلاتهم، كما أقيم أوبريت مسرحي بعنوان "مالحنا قصّة قصّة" يعبّر في مضمونه عن تاريخ هذه المهنة الشعبية.
وفي ختام الحفل تم تكريم الجهات المشاركة والداعمة للمهرجان على جهودها الكبيرة والواضحة في إنجاح الفعالية.
ويعتبر مهرجان المالح والصيد البحري أحد أبرز الفعاليات التراثية التي تقام سنوياً لتسليط الضوء على أهم المرتكزات التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تحرص بلدية مدينة دبا الحصن على تنظيمه والإشراف عليه بمشاركة فاعلة عدد من الجهات والشركاء الإستراتيجين في الإمارة.