هل ينتقل كورونا من الأم إلى الجنين؟ دراسة تحسم الجدل
وجدت دراسة جديدة أنه من الممكن انتقال عدوى كورونا من النساء الحوامل المصابات به إلى الأجنة ولكن خطر حدوث ذلك يبدو منخفضاً للغاية.
وبحسب موقع "يونايتد برس إنترناشونال" الأمريكي، فإن الباحثين البريطانيين والأمريكيين الذين أجروا الدراسة قد أشاروا إلى أنه يجب أن تؤدي النتائج التي توصلوا إليها لطمأنة الوالدين المنتظرين لمواليدهم.
ولمعرفة ما إذا كان الفيروس يمكن أن ينتقل من امرأة حامل مصابة إلى جنينها وكيف يمكن ذلك، قام الفريق بفحص العديد من أعضاء الجنين وأنسجة المشيمة بحثاً عن اثنين من مستقبلات البروتين على سطح الخلية وهما "ACE2" و"TMPRSS2"، والتي يحتاجها الفيروس لإصابة الخلايا والانتشار في الجسم.
وأوضح الموقع أن أعضاء الجنين الوحيدة التي تحتوي على كلا المستقبلين هي الأمعاء والكلى، ولكن كلية الجنين محمية على المستوى التشريحي من التعرض للفيروس، وبالتالي فهي معرضة لخطر ضئيل للإصابة بالعدوى.
ووفقاً للباحثين في الدراسة، التي نُشرت في مجلة An International Journal of Obstetrics & Gynecology، فإن هذا يعني أن الفيروس لا يمكن أن يصيب الجنين إلا عن طريق الأمعاء وذلك من خلال ابتلاع السائل الأمنيوسي، وهو عادة ما يفعله الطفل الذي لم يولد بعد للحصول على العناصر الغذائية.
ونقل الموقع عن مؤلفة الدراسة ماتيا جيرلي من جامعة "كوليدج لندن": "من المعروف أن الجنين يبدأ في بلع السائل الأمنيوسي في النصف الثاني من الحمل، ولحدوث العدوى فإنه يجب أن يتواجد فيروس كورونا بكميات كبيرة في السائل الأمنيوسي حول الجنين، ومع ذلك، فقد وجدت العديد من الدراسات أن السائل لا يحتوي عادة على الفيروس، حتى لو كانت الأم مصابة بكوفيد-19 ولذلك فإن نتائجنا توضح أنه صحيح أن عدوى الجنين أثناء الحمل تعد أمراً ممكناً ولكنها غير شائعة وهذا أمر مطمئن للوالدين".
ويقول المؤلف المشارك في الدراسة أيضاً الدكتور باولو دي كوبي، وهو أستاذ في معهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل بجامعة كاليفورنيا، الولايات المتحدة: "لقد أظهرنا أن أمعاء الجنين، التي تلامس السائل المحيط به والتي يبتلعها أثناء الحمل معرضة للإصابة بالفيروس، ولكن المشيمة تعمل كحاجز طبيعي ولذا فإنه يجب أن توفر دراستنا الطمأنينة للأمهات".
ولاحظ الباحثون أن الخطر الأكبر على الجنين أثناء الحمل هو إذا أصيبت الأم بأعراض خطيرة لفيروس كورونا، وذلك لأنه في هذه الحالة يتواجد الفيروس بتركيز عالٍ في السائل الأمنيوسي، وهو ما قد يؤدي أيضاً إلى الولادة المبكرة، مشيرين إلى أن التطعيم ضد كوفيد-19 هو أفضل طريقة لحماية الطفل والأم.