نداء إلى الفيفا.. التجربة الاسكتلندية تحمي اللاعبين من «الخرف»
تلقى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مناشدة للحد من الأمراض التي يتعرض لها اللاعبون بعد تقدمهم في العمر، ومن بينها الخرف.
معاناة العديد من لاعبي كرة القدم من أمراض مثل الخرف باتت محل بحث ودراسة على نطاق واسع في الفترة الأخيرة، خاصة لأنها ترتبط بعدة أمور من بينها ضربات الرأس.
وأظهرت أبحاث في عام 2021 وجود ارتباط مباشر بين طول المسيرة الكروية والخرف، حيث يزيد خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية بما يصل إلى 5 أضعاف لأولئك الذين لديهم أطول مسيرة كروية.
وفي عام 2022، اتخذ الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم خطوات للتخفيف من هذه المخاطر، من خلال وضع إرشادات لضرب الكرة بالرأس وحث الأندية على الحد من ممارسة ضرب الكرة بالرأس أثناء التدريبات إلى مرة واحدة في الأسبوع.
كما تم حظر التدريبات التي قد تتضمن تكرار الضربات الرأسية، مثل التمريرات العرضية والتسديد، في اليوم السابق واللاحق للمباراة.
وفي الوقت نفسه، تم تقديم إرشادات مشابهة للصغار من سن 6 إلى 17 عاما في عام 2020.
نداء إلى الفيفا
يعتقد الباحث الاسكتلندي ويلي ستيوارت، الذي عمل مؤخرا على دراسة متعلقة بهذا الأمر في جامعة غلاسكو الاسكتلندية، أن هذه المبادئ التوجيهية لا يتم العمل بها بشكل كافٍ، وأنه "حان الوقت لجعلها إلزامية وتطبيقها في جميع المجالات".
وقال ستيوارت لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "أنظر إلى العائلات التي أتحدث إليها، ونحاول في بعض الأحيان تقدير عدد الضربات الرأسية التي تعرض لها الأشخاص طوال مسيرتهم المهنية".
وأوضح: "أنت تتحدث عن أرقام مرعبة لإصابات الرأس خلال مسيرة لاعب كرة القدم الاحترافية، وإذا نظرت إلى عدد هذه الإصابات التي ربما حدثت أثناء المباراة، فإنك تتحدث عن بضعة آلاف على الأكثر".
وواصل: "لذا فإن الغالبية العظمى من هذه الإصابات في الرأس تحدث أثناء الأسبوع عندما لا ينتبه إليها أحد سوى المدرب وزميله في الفريق".
وأضاف: "يمكننا أن نفعل الكثير للتخلص من كل تلك الصدمات غير الضرورية وغير المرئية على الرأس وسيظل حينها لدينا شيء في نهاية الأسبوع يشبه كرة القدم التي اعتدنا عليها".
وتابع: "أعتقد أنه في كرة القدم الاسكتلندية والإنجليزية، نحتاج إلى إجراءات قابلة للتنفيذ وربما إشراك اللاعبين أيضا، لأن هناك المزيد والمزيد والمزيد من الأدلة".
وأردف: "لدينا ما يكفي الآن لنقول إن هذا يجب أن يحدث، وفي الواقع، من الجيد أن كرة القدم الاسكتلندية والإنجليزية تفعلان أشياء، لكن هذه لعبة عالمية، إنها كرة قدم عالمية، والرغبي عالمي أيضا، يحتاجون إلى الانخراط في هذا كذلك، كما يقوم اللاعبون المحترفون الاسكتلنديون بتقييد ضرباتهم الرأسية، ينبغي على الألمان والبرازيليين والأستراليين وكل اللاعبين الآخرين أن يفعلوا الشيء نفسه".
وعندما سُئل عما إذا كان ينبغي للفيفا الآن أن يتخذ موقفا ويحث البلدان على محاكاة القيود في اسكتلندا، أجاب ستيوارت: "أعتقد أنهم على مستوى الفيفا ينتظرون المزيد من الأدلة، وأظل أتساءل عن الأدلة الإضافية التي يبحثون عنها، ما هي الأدلة الإضافية التي يحتاجون إليها؟ وما الذي سيتطلبه الأمر أكثر؟ من الصعب أن نتخيل المزيد من الأدلة التي يريدونها".
وأتم: "في لعبة الرغبي، نعلم أن الناس يعانون من مشاكل تتعلق بصحة الدماغ عند التقاعد، ونعلم أن هناك خطر الإصابة بالخرف، وهناك بيانات متزايدة حول مخاطر الارتجاج لدى الإناث، ومخاطر الإصابات قصيرة المدى، نعلم كل هذا".
بينما قال فريزر ويشارت، الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين في اسكتلندا إنه "يرحب" بهذا البحث الأخير الذي أجراه البروفيسور ستيوارت، وقال إن الارتباط بين إصابات الرأس والخرف أصبح الآن "أكثر وضوحا".
وأوضح: "إن هذا يساعدنا ويساعد اللعبة على التقدم للأمام، لأننا ما زلنا بحاجة إلى حماية لاعبي كرة القدم من مخاطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي".
وأتم: "إن حظر ضرب الكرة بالرأس يذهب إلى أبعد من ذلك، وهو سؤال مثير للاهتمام دائما لأن هناك مجموعات معينة تطالب بحظر ضرب الكرة بالرأس، ومع ذلك، هذا ليس الموقف الذي قد نتخذه في رابطة اللاعبين المحترفين في اسكتلندا، ولا في اتحاد اللاعبين المحترفين على المستوى العالمي".
aXA6IDMuMTQ4LjExNS4xODcg جزيرة ام اند امز