"صورة الفسيفساء".. البحث عن الهوية في فيلم
الفيلم الصيني "صورة من الفسيفساء" من بين 14 فيلما تتنافس على جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الـ18 من مهرجان مراكش.
أسرة صغيرة تعيش في قرية صغيرة نائية جنوب غرب الصين، أب صارم يكره الخروج عن الحدود، وأم بلا حول ولا قوة، ومراهقة تجد نفسها في مواجهة كل ذلك عندما تعلن أن أحد مدرسيها اعتدى عليها وأنها تحمل طفله.
يضع المخرج جاي يتشانج من بداية الفيلم الصيني (صورة من الفسيفساء) "موازيك بورتريت"، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بطلته في مأزق محاولة إثبات صحة ما تدعيه في ظل التواطؤ المجتمعي، بدءاً من المدرسة التي تدرس بها، وحتى مجتمع قريتها الصغير، على حماية المدرس والتشكيك في مصداقيتها، ومحاولة والديها عزلها خوفا من الفضيحة.
لا تلقى المراهقة شان يونج دعماً سوى من صحفي شاب يريد أن يقف على حقيقة ما حدث لها، لكنه يصطدم بذات الجدار الذي خلقه مجتمع أبوي يقاوم أي حقيقة من شأنها أن تكدر صفوه وتزعزع استقراره.
ما يميز هذا الفيلم بالتحديد هو طريقه سرده، فيتناول جاي شخصية بطلته شان يونج، التي تقوم بدورها الممثلة تشانج تونج تشي، وحقيقة ما حدث لها في صورة أحداث متفرقة تشبه المنمنمات، قد تبدو للوهلة الأولى بلا رابط، لكنها في النهاية ترسم صورة مشوهة لفتاة تبحث عن هويتها في مواجهة مجتمع لا يعير أهمية للفرد.
كما يطور المخرج الصراع من خلال تغيير منظور السرد، فالفيلم الذي يبدأ من منظور الوالد الذي يريد الحفاظ على سمعته في القرية الصغيرة، يتحول شيئاً فشيئاً ليصبح من منظور الفتاة، التي تتعلم أن يكون لها صوت وسط كل المحاولات لإخراسها.
وقبل عرض الفيلم، قال المخرج إن فيلمه إنساني قبل أن يكون اجتماعياً، مضيفاً: "في مجتمع مثل الصين، وتحديدا في قرية صغيرة ومنعزلة، يسهل سحق الفرد تحت أقدام الأعراف الاجتماعية. ومن ثم تصبح محاولة شاي يونج لكشف حقيقة ما حدث لها رحلة للتعرف على الذات".
والفيلم من بين 14 فيلماً تتنافس على جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الـ18 من المهرجان، والتي تستمر حتى الـ7 من ديسمبر/كانون الأول.