بعد رحلة 22 يوما.. أول محطة نووية عائمة تصل مينائها الدائم في روسيا
تستهدف تزويد منصات ومنشآت إنتاج الوقود في المناطق النائية بالكهرباء وستصبح جاهزة للعمل بحلول نهاية 2019
وصلت، السبت، أول محطة عائمة للطاقة النووية في العالم، طورتها روسيا، إلى مينائها الدائم في بيفيك في أقصى الشرق الروسي، بعد أن قطعت مسافة 5000 كيلومتر في القطب الشمالي على مدار 22 يوما.
وانطلقت المحطة في رحلتها، في 23 أغسطس/آب الماضي من مورمانسك الروسية، رغم خشية الناشطين البيئيين من التداعيات على هذه المناطق.
وقالت الوكالة النووية الروسية (روساتوم) في بيان: "وصلت محطة الطاقة النووية العائمة أكاديمك لومونوسوف إلى بيفيك، في منطقة تشوكوتكا ذات الحكم الذاتي"، حيث سيتم ربطها بشبكة الكهرباء المحلية وستصبح جاهزة للعمل بحلول نهاية العام.
وصُممت محطة أكاديمك لومونوسوف بهدف تزويد منصات ومنشآت إنتاج الوقود في المناطق النائية بالكهرباء.
وغادرت المحطة ميناء مورمانسك في الشمال الروسي الكبير حيث تم تحميلها بالوقود النووي في 23 أغسطس/آب متجهة إلى بيفيك.
وسحبت عدة سفن المحطة وهي عبارة عن كتلة تزن 21000 طن بدون محرك، يبلغ طولها 144 مترًا وعرضها 30 مترًا، وفيها مفاعلان كل منهما طاقته 35 ميجاوات، أي قريباً من طاقة مفاعلات كاسحات الجليد النووية، مقابل أكثر من 1000 ميجاوات لمفاعل تقليدي من الجيل الجديد.
ويفترض أن تغطي أكاديميك لوموسونوف استهلاك 100 ألف شخص وستعمل بشكل أساسي على دعم منصات النفط في المنطقة، بينما تطور روسيا استغلال المواد الهيدروكربونية في القطب الشمالي.
وقال أليكسي ليخاتشيف رئيس وكالة روساتوم في البيان: "قد تكون هذه خطوة صغيرة نحو التنمية المستدامة في القطب الشمالي، ولكنها خطوة عملاقة نحو إزالة الكربون من المناطق النائية خارج الشبكة، ونقطة تحول في تطوير محطات الطاقة النووية الصغيرة في جميع أنحاء العالم".
غير أن الجمعيات البيئية، لا سيما منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) في روسيا، تندد بهذا المشروع منذ سنوات خوفًا من "عواقب وخيمة" على هذه المنطقة الهشة للغاية في حال هبوب عاصفة أو وقوع حادث عرضي.
وازدادت أهمية تحذيراتها من مخاطر "تشيرنوبيل على الجليد" أو "تايتانيك نووي" بشكل خاص عندما وقع انفجار في أغسطس/آب بقاعدة لاختبار الصواريخ في أقصى الشمال الروسي، تسبب بارتفاع مستوى النشاط الإشعاعي لفترة وجيزة في المنطقة.
وتعمل الصناعة النووية، التي تسعى إلى اتباع نهج جديد في مواجهة تباطؤ السوق، على تطوير مفاعلات صغيرة مستقلة وأرخص تكلفة لجذب عملاء جدد. وهي تستوحي من صناعة السفن التي تستخدم الطاقة النووية منذ فترة طويلة لدفع الغواصات أو كاسحات الجليد أو حاملات الطائرات، وتهدف بشكل خاص إلى تلبية احتياجات المناطق المعزولة ذات البنية التحتية الضعيفة.